معرف الأخبار : 51897
تاريخ الإفراج : 7/5/2020 7:31:47 PM
لماذا أُجّل الإعلان عن "أسباب حادثة نطنز" لوقت آخر؟

خاص نورنيوز ..

لماذا أُجّل الإعلان عن "أسباب حادثة نطنز" لوقت آخر؟

بطبيعة الحال، وعلى الرغم من الأضرار المحدودة التي تكبدتها إيران كان لحادث يوم الخميس الماضي في موقع نطنز النووي بمحافظة اصفهان، "أهمية استراتيجية" خاصة، لهذا إن بحث أسباب وقوع الحادث و"اتخاذ الاحتياطات اللازمة" لتجنّب تكرار وقوعه لابد من اتبّاع معادلة من "الإجراءات الاستراتيجية".

نورنيوز- بعد مرور أكثر من ثلاثة أيام على حادثة فجر يوم الخميس 3 يوليو/تموز وقعت في مجمع الشهيد أحمدي روشن النووي (نطنز)، والذي تضرر خلاله جزء من إحدى الصالات التي كانت قيد الإنشاء وكانت ستخصص لتجميع أجهزة الطرد المركزي من الجيل الجديد، تتواصل الأخبار والتقارير حول هذا الحادث، وصبّت العديد من وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والدولية اهتمامها على مجريات ما حصل.

بعيدا عن مدى الأهمية الشكلية للحادث، ما أثار اهتمام وسائل الاعلام العالمية هي أنه وقع في منشأة نووية ايرانية.

على الرغم من أن الحادث وقع على مسافة بعيدة كل البُعد من مواقع تخصيب اليورانيوم في المفاعل، ووفقًا لمسؤولين من منظمة الطاقة الذرية الإيرانية والوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن الحادث لم يكن مصحوبًا بتسريبات من اليورانيوم بتاتاً، ولكن مجرد وقوعه داخل إحدى صالات موقع نووي في ايران كان كفيلاً بجلب الأنظار عالمياً نحوه.

ونظرا لحساسية الموضوع، أُطلقت موجة من التكهّنات حول أسبابه وبات مادة دسمة لأنباء وسائل الاعلام العالمية المختلفة.

منذ الساعات الأولى من الحادث، وحتى قبل ذلك، بدأت بعض المصادر الإعلامية التي كان معظمها مرتبطاً بالكيان الصهيوني، في الترويج لرواية تورّط تل أبيب في الحادث، وصدرت مزاعم مختلفة منها ما يُرجع السبب لغارة جوية صهيونية نفذتها مقاتلات اف16 واف35، ومنها مايزعم أن ما حصل جاء في سياق عملية خاصة، وعملية تخريب لمواقع صناعية و غيرها من المنشآت من قبل طائرات خارقة مسيّرة للكيان الصهيوني.

ورغم أن الإعلام الصهيوني والغربي غطّى الواقعة بشكل واسع منذ حدوثها، إذ نُشرت أخبار وتحليلات عنها تم ربطها بمقدرات عمليات الاستخبارات الصهيونية بحسب ما زُعم، إلاّ أن مسؤولي الكيان كان لهم نهجًا مختلفًا تمامًا.

فبعد وقوع الحادث سارع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو للتعقيب على ماحصل ورفض أن تكون لتل أبيب أي يد في حدوثه، واكتفى بالقول "لا يمكن أن يكون لدينا بيان واضح بشأن هذه المسألة".

بدوره أيضا قال وزير الحرب الصهيوني بني غانتس في حوار له مع إذاعة الجيش: ايران بقوّتها النووية هو الشيء الذي لا يمكننا السماح بتحقيقه، سنقف بوجه ايران بأي وسيلة كانت.

وأجاب غانتس على سؤال حول علاقة اسرائيل بالتفجيرات التي وقعت مؤخرا في بعض المواقع والمحطات النووية الايرانية، قائلا: النووي الايراني تهديد لنا، ولكن لايجب ربط كل ما يحصل في ايران باسرائيل.

من جانبه ادعى وزير خارجية الاحتلال الجديد "غابي اشكنازي" اليوم الأحد في تصريح مشابه وتعليقاً على حادثة الأسبوع المنصرم في موقع نطنز النووي، قائلا: إسرائيل تتخذ خطوات لوقف التهديد النووي الإيراني، لكن من الأفضل أن تظل هذه الخطوات خفيّة.

من جهتها فضّلت الجمهورية الإسلامية الايرانية عدم الكشف عن أي معلومات واضحة عن سبب وقوع حادث نطنز حتى الآن، وتأجيل الكشف عنه للمستقبل القريب لدواعٍ أمنية.

وكان قد كشف "بهروز كمالوندي" المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الايرانية عن الحادث بعد ساعات قليلة من وقوعه، لكنه لم ترك التعليق على سبب وقوع الحادث للمتحدث باسم أمانة المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني "كيوان خسروي"، المكلّف بالأخبار التي تتعلق بقضايا الأمن القومي، والتي يمكن أن يكون لها "رسائل مختلفة".

بطبيعة الحال، وعلى الرغم من الأضرار المحدودة التي تكبدتها إيران كان لحادث يوم الخميس الماضي في موقع نطنز النووي بمحافظة اصفهان، "أهمية استراتيجية" خاصة، وبحث مسببات وقوع الحادث و"اتخاذ الاحتياطات اللازمة" لتجنّب تكرار وقوع مثل هذه الحوادث لابد من اتبّاع معادلة "الإجراءات الاستراتيجية".

من دون أدنى شك إن تأجيل ايران الاعلان عن أسباب وقوع حادث نطنز لأجلٍ قريب، لن يأتي سوى في إطار الوقت اللازم لاتخاذ القرارات الاستراتيجية اللازمة في هذا السياق.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك