نورنيوز- إن محاولات أمريكا المتعدّدة للتحايل على قرار مجلس الأمن رقم 2231 لاستمرار فرض الحظر التسليحي على إيران غير شرعية تماما، وغير قانونية، وخطوة جديدة في طريق تشويه سمعة المؤسسات الدولية ومنطق الحوار.
حشد البيت الأبيض جميع طاقاته لتحقيق نتائج ملحوظة في انتخابات 2020 من خلال اتباع مسار انتهاك القوانين والأعراف الدولية لتحقيق مآربه ضد ايران، وزاد ضغوطه على أوروبا والصين وروسيا لتحقيق هذا الأمر.
أظهرت أوروبا باقتراحها مشروع مثير للعجب ضد ايران خلال الاجتماع الاخير لمجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أنها باتت أكثر من أي وقت مضى ضعيفة وخاضعة أمام مواجهة النهج الأمريكي الأحادي الجانب، وعلى عكس الشعارات التي طانت تطلقها دائماً بشأن عدم انحيازها لأي طرف، فهي مستعدة لخدمة أهداف ترامب الطموحة في شكل أداة غير فعالة.
إن قرار مجلس الأمن رقم 2231 ، باعتباره وثيقة قانونية ودولية وملزمة تدعم الاتفاق النووي، يحدّد بشكل كامل كيفية وتوقيت رفع الحظر التسليحي عن إيران، والذي بموجبه يجب رفع هذه العقوبات في 18 أكتوبر من هذا العام.
تكشف التقارير الإخبارية من بعض المصادر الإعلامية عن تحرك أوروبي، يأتي تحت ضغوطات ترامب، لتكرار النمط الذي حدّده مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتحت ذريعة تجنّب إجراءات مدمّرة أخرى قد يتخذها ترامب، تخطط لطرح مشروع يحدّ من شراء وبيع الأسلحة مع ايران.
إن عدم امتثال أوروبا للقرار 2231 تحت أي ذريعة وبأي مبرر، يعدّ تماشياً مع أهداف أمريكا في سياق التدمير الكامل لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
18 أكتوبر 2020، قبل أن يكون يوماً مهماً لإيران، إنه يوم تاريخي للدول التي تدعي نفوذها ومكانتها في الساحة الدولية، وستغدو أمام امتحان تاريخي، إذ يجب عليها الاختيار بين نموذج التعددية أو نظام الأحادية القطبية.
على الجانب الآخر، يعدّ تنفيذ القرار 2231 أمرٌ حاسم أيضًا لبعض الدول المشاركة في الاتفاق النووي، من ضمن الصين وروسيا.
المثير للقلق أن أمريكا تصبّ جلّ اهتمامها بما يتماشى مع أمنها القومي فقط، لتحقيق مصالحها في الشرق الأوسط في إطار المنافسة المحتدمة مع روسيا والصين، وسعت إلى احتواء إيران التي تُجري مناورات سياسية وعسكرية مع البلدين ضد أمريكا.
بوصف أدق، يُنظر إلى الحرب المشتركة ضد إيران، التي تهدف إلى الحد من نفوذ الجمهورية الإسلامية ونفوذها على مختلف مستويات النظام الدولي التي تحدت المصالح الإقليمية والعالمية لأمريكا، على أنها جزء من السياسة الأمريكية العالمية لمواجهة الصين وروسيا في غرب وجنوب غرب آسيا.
في السنوات الأخيرة، استخدمت روسيا حق النقض13 مرة والصين ثماني مرات ضد قرارات مجلس الأمن التي كانت تستهدف سوريا. وبناءً على ذلك، بقدر ما تحتاج موسكو وبكين إلى التعاون مع إيران من أجل كسب المزيد من النفوذ في المنطقة، تحاول أمريكا عن طريق محاصرة إيران والضغط عليها إضعاف منافسيها العالميين في الشرق الأوسط.
نورنيوز