القرار الذي جاء تلبية لدعوات ومزاعم اسرائيلية، أثار غضب وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف، وكتب في تغريدة استنكار على "تويتر" أمس الجمعة: على الدول الاوروبية الثلاث ان توقف محاولاتها للحفاظ على مظهرها العام، وأن تتحلى بالشجاعة لتعلن ما تقر به في اللقاءات الخاصة، مشيرا الى فشل الدول الاوروبية الثلاث (ألمانيا وبريطانيا وفرنسا) حتى في تنفيذ مسؤولياتها في اطار الاتفاق النووي مرجعاً ذلك لعجزها التام في مقاومة البلطجة الأمريكية.
واحتج ممثل الجمهورية الاسلامية لدى المنظمات الدولية (كاظم غريب أبادي) على التحرك الأوروبي غير القانوني. وقال: إن القرار هو فخ نصبته الولايات المتحدة وإسرائيل اللتان تحاولان الضغط على الوكالة باستخدام اتهامات لا أساس لها من الصحة.
غريب أبادي أكد أمس الجمعة، أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستتخذ الإجراءات اللازمة بما يتناسب مع قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
من جهته اعتبر المتحدث باسم الخارجية الايرانية عباس موسوي، القرار المسيّس الصادر عن مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنه مرفوض وغير بناء وغير مسؤول.
ورفض موسوي في تصريح له الجمعة هذا القرار المسيّس، وقال: انه وفي الوقت الذي ابدت فيه الجمهورية الاسلامية الايرانية أعلى مستويات التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن إصدار قرار مجلس الحكام يمثل إجراء غير بناء ويبعث على الاحباط.
وأضاف: ان تضخيم بعض الدول لطلب الوكالة الدولية للطاقة الذرية من ايران وفي مقدمة هذه الدول أميركا، في الوقت الذي يعد طرح هكذا طلبات من قبل الوكالة موضع شكوك وتساؤل، انما يمثل جهودا سافرة لاختلاق أزمة جديدة في مسار التعاون بين ايران والوكالة الدولية.
ودعا المتحدث باسم الخارجية الايرانية اعضاء مجلس الحكام للتحلي باليقظة تجاه محاولات أميركا والكيان الصهيوني لإعادة فتح ملفات مفبركة قديمة ثبت سابقا بطلانها، وأغلقت من قبل مجلس الحكام نفسه.
وأعرب موسوي عن تقديره للدول التي امتنعت عن مواكبة هذا القرار انطلاقا من ادراكها للظروف ومعرفتها بالمآرب السياسية الكامنة وراء القرار، وقال، لقد كان المتوقع من حكومات الدول الاعضاء في مجلس الحكام التي صوتت لصالح القرار ان تدرك الاهداف الخفية للكيان الصهيوني والنظام الحاكم في اميركا وان لا تواكبهما في مسعاهما لخلق توتر غير ضروري جديد على الساحة الدولية.
أي حظر لن يتمكن من تقويض الفكر الايراني السامي
ردود فعل القرار وصلت الى غرف عمليات الجيش الايراني، حيث أكد القائد العام للجيش الايراني اللواء عبدالرحيم موسوي، أن أي حظر لن يتمكن من تقويض الفكر الايراني السامي، وصرح: على الاعداء ان يعلموا ان هناك عشرات الصواريخ ستنتج تكريما لكل شهيد.
واعرب اللواء عبدالرحيم موسوي في رسالة وجهها الى قائد القوة البحرية للجيش الاميرال حسين خانزادي عن تقديره للتنفيذ الناجح لمناورات "شهداء رمضان البواسل" القتالية، من خلال جهود كوادر القوة البحرية وتعاون وزارة الدفاع واسناد القوات المسلحة.
وتابع اللواء موسوي قائلا: اليوم يجب أن يعلم أعداء الشعب الايراني أنه باسم وذكرى كل شهيد في الجمهورية الإسلامية الايرانية، فإن عشرات الصواريخ ستنتج لتدمير أي تهديد من قريب وبعيد بقوة تفوق تصورهم، سيكون الخليج الفارسي وبحر عمان والمياه الإقليمية الايرانية مصدر هذه الحركة الثورية في المسار الواضح للاعتماد على الذات وتعزيز القدرات الدفاعية، ولن يتمكن أي حظر من تقويض الفكر الايراني السامي.
رفض روسي - صيني للقرار
دولياً، أكدت روسيا والصين رفضَهما لقرارِ الوكالةِ الدولية للطاقة الذرية الاخير حولَ ايران وحذرتا من نتائجِه.
وقال ممثلُ روسيا لدى الوكالةِ ميخائيل اوليانوف عبرَ تغريدةٍ اِنّ بلادَه والصينَ رفضتا القرارَ واِنّ موسكو تعتبره يعقّد الاوضاعَ اكثر. واضاف اوليانوف اَنّ بلادَه تدعو لايجادِ حلٍ سريع بين طهران والوكالةِ الدولية، وحذّر في الوقتِ نفسه من اَنّ القرارَ قد يؤدي الى نتائجَ عكسية.
واكد مندوب روسيا الدائم في الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنه لا يوجد اي مؤشّر لوجود انشطة نووية غير معلنة في ايران.
وقال اوليانوف بعد التصويت على القرار حول ايران: إن احد المبادئ الاساسية في الطب والذي يقول لا تلحق الاذى، معلوم للجميع. لاشك ان هذا المبدأ يمكن الإستناد إليه في أنشطة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مسألة الضمانات.
تابع المسؤول الروسي: ان تنفيذ اتفاقية الضمانات للوكالة الدولية للطاقة الذرية هو من اجل تعزيز نظام حظر انتشار الاسلحة النووية وليس العكس (ليس اضعافها).
وتسائل أوليانوف في تغريده له الجمعة: "لماذا تعارض روسيا أي تمديد للحظر التسليحي ضد إيران وتهديد الولايات المتحدة باستخدام آلية الزناد؟"
وقال: أن الجواب على هذا السؤال يمكن العثور عليه في رسالة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التي نشرت كوثيقة في مجلس الأمن".
وفي تغريدة اخرى، اكد اوليانوف انه ينبغي التنويه الى انه ليس هناك اي قاسم مشترك اطلاقا بين بعض القضايا ذات الصلة بموضوع توصل الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى بعض المراكز في ايران مع قضايا الحد من انتشار (السلاح النووي).
من جهتِه عبّر مكتبُ الصين في المنظماتِ الدولية عبرَ تغريدةٍ عن اسفِه للقرارِ الذي قدّمته فرنسا والمانيا وبريطانيا وحذّر من اَنه يهدد الاتفاقَ النووي بشكلٍ كبير.
وأعلن مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة أمس الجمعة تنبي قراراً يدعو إيران إلى السماح للمحققين بدخول منشأتين نوويّتين يزعم الكيان الصهيوني وجود نشاط مشبوه داخلهما.
يذكر أن القرار غير ملزم إلا أنه من المتوقع أن يزيد من الضغط على إيران، واقترحت القرار كل من دول بريطانيا وفرنسا وألمانيا. وقوبل بالرفض من قبل كل من روسيا والصين.
نورنيوز-وكالات