وقالت الصين إن قواتها اشتبكت في “مواجهة عنيفة بالأيدي” مع جنود هنود، لكنها لم تذكر تفاصيل عن القتلى والجرحى.
وقال الجيش الهندي ووزارة الخارجية الهندية إن الجانبين منيا بخسائر بشرية في الاشتباكات، رغم أن البلدين كانا يحاولان حل مواجهة حدودية مستمرة منذ أسابيع.
وفيما يلي بعض التفاصيل عن الحادثة وخلفياتها السياسية والتاريخية.
أين وقع الاشتباك؟
دارت وقائع الاشتباك في موقع حدودي محل نزاع في منطقة لداخ في جالوان غربي الهيمالايا، حيث كانت قوات هندية وصينية تقفان وجها لوجه.
تقع المنطقة على ارتفاع نحو 4200 متر حيث تنخفض درجات الحرارة في العادة إلى ما دون الصفر، في منطقة جبلية نائية تتميز بأنهارها سريعة الجريان عند الطرف الشمالي للهند، ملاصقة لهضبة “أكساي تشين” التي تطالب بها الهند وتعتقد بأحقيتها فيها، لكنها تخضع لإدارة الصين.
ما الذي حدث؟
منذ أوائل مايو/أيار الماضي، اتخذ مئات من الجنود الهنود والصينيين وضع الاستعداد في مواجهة بين الطرفين عند ثلاثة مواقع على امتداد الحدود، واتهم كل طرف الآخر بالتعدي على أراضيه.
ووقع الاشتباك في جالوان مساء يوم الاثنين في وقت كان الجيشان يحاولان فيه تهدئة الأمور، وبعدما التقى قادة عسكريون لإجراء محادثات في الأيام الأخيرة.
وقال مصدر حكومي هندي إن جنودا من جيش التحرير الشعبي الصيني اعتدوا بأسياخ حديدية وحجارة خلال المناقشات على مجموعة من الجنود الهنود كان بينهم ضابط. وأضاف المصدر أنه لم تطلق أي أسلحة نارية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الهندية أنوراج سريفاستافا إن المواجهة العنيفة كانت نتيجة محاولة من الجانب الصيني لتغيير الوضع القائم من جانب واحد.
وقال مسؤولون صينيون إن القوات الهندية عبرت الخط الفاصل بين الجانبين مرتين وشنت هجوما، وهو ما أدى إلى اشتباك عنيف بالأيدي.
وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية جاو لي جيان إن “الجانب الهندي انتهك بشكل جسيم توافقنا وعبر خط الحدود مرتين، واستفز القوات الصينية واعتدى عليها”.
لماذا الآن؟
يقول خبراء عسكريون إن أحد أسباب المواجهة الحالية تتمثل في أن الهند تشق طرقا وتقيم مطارات لتحسين القدرة على ربط قواتها، وتضييق الهوة مع البنية التحتية المتفوقة لدى الصين على الجانب الآخر من الخط الفاصل بين البلدين.
وفي جالوان أكملت الهند شق طريق يؤدي إلى مهبط للطائرات في أكتوبر/تشرين الأول الماضي. واعترضت الصين على ذلك وطالبت الهند بالتوقف عن كل أعمال البناء، في حين تقول دلهي إنها تعمل في الجانب الهندي من الخط الحدودي.
تاريخ الاشتباكات؟
ينص اتفاق سابق بين الجانبين على ألا تفتح الدوريات النار قرب الخط الحدودي. وقد وقعت عدة اشتباكات عنيفة على ارتفاعات عالية دون استخدام الأسلحة النارية فيها.
وتمثل الخسائر البشرية التي شهدها هذا الأسبوع أول خسارة من نوعها منذ اشتباك حدودي كبير عام 1967 بين الجارتين النوويتين، كما أنهما أكثر دولتين في العالم سكانا. وسقط مئات القتلى في ذلك الاشتباك.
ويطالب كلا الجانبين بأحقيته في مساحات شاسعة من أراضي الطرف الآخر على امتداد الحدود في منطقة الهيمالايا. وترجع جذور بعض الخلافات إلى عمليات ترسيم الحدود إبان عهد الاستعمار البريطاني في الهند.
وخاضت الهند والصين عام 1962 حربا حدودية قصيرة لكنها كانت دموية، وأدى ارتياب كل طرف في الآخر إلى تفجر الوضع أكثر من مرة منذ ذلك الحين. وفي كثير من الأحيان يقال إن السبب في ازدياد التوتر هو أعمال البناء في مجال البنية التحتية قرب مناطق موضع نزاع أو عليها.
ويقوم الخط الحدودي الفاصل إلى حد كبير على أساس خط وقف إطلاق النار بعد حرب 1962، لكن كلا البلدين يعترض على مسار الخط.
ووقع آخر نزاع كبير في العام 2017 وكان على هضبة دوكلام النائية قرب حدود الهند وبوتان والصين عند الطرف الشرقي للحدود التي يبلغ طولها 4056 كلم. وبعد مواجهة متوترة، اتفق الطرفان على “فك الاشتباك على وجه السرعة” بين القوات، وفقا لما تقوله وزارة الخارجية الهندية.
نورنيوز-وكالات