موجة التعاطف العالمية مع ضحايا العنصرية تتواص في عدة مدن في العالم من لندن إلى باريس، إلى مدن ألمانية وغيرها حيث الاحتجاجات تتواصل ضد العنصرية وعنف الشرطة بعد مقتل المواطن الأمريكي الأسود، جورج فلويد على يد شرطي أبيض، في ولاية مينسوتا الأمريكية.
في فرنسا وبينما تتواصل الاجتجاجات المنددة بعنف الشرطة دعت منظمة هيوم رايتس ووتش الرئيس ايماونيول ماكرون الى اعلان اصلاحات ملموسة تنهي عمليات التحقق من الهوية التي يطغى عليها التعسف والتمييز مؤكدة ان عشرات الاف الاشخاص يدينون عنصرية الشرطة الفرنسية.الرئيس ماكرون اكد ان فرنسا لن تتساهل مع العنصرية ومعاداة السامية والتمييز لكن دون ان يضل هذا الكفاح سبيله محذرا في الوقت ذاته من انتقال عدوى العنف في الولايات المتحدة الى المتظاهرين في فرنسا.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون:"لن نتساهل مع العنصرية ومعاداة السامية والتمييز لكن هذا الكفاح النبيل يضل سبيله حين يتحوّل إلى طائفي. نحن أمة يجب أن يجد كل فرد فيها مكانه أياً كانت أصوله وأياً كان دينه. وفي ظل الاحتجاجات المستمرة في العالم ضد العنصرية، دعت الناطقة باسم الحكومة الفرنسية سيبيث ندياي ذات الاصول السنغالية إلى إعادة فتح النقاش حول إمكانية إجراء إحصاءات إثنية في البلاد، وهي مسألة تعد من التابوهات في فرنسا التي تمنع السياسات الفئوية ونظام الحصص والاحصاءات الإتنية، وتعتبر أن ذلك يسمح بمعاملة المواطنين بشكل متساو".
في المانيا تظاهر الآلاف في العاصمة برلين وفي مدن اخرى ضد العنصرية و للمطالبة بتعزيز المساواة خاصة فيما يتعلّق بتقاسم أعباء فيروس كورونا. وطالب المنظّمون بتحسين ظروف العمل والرواتب للجميع بمن فيهم المهاجرون.
في بريطانيا قرر رئيس الوزراء بوريس جونسون تشكيل لجنة واسعة هدفها النظر في عمق العنصرية في المجتمع البريطاني, وذلك بعد احداث العنف الاخيرة التي تسببت فيها عناصر تابعة لأقصى اليمين البريطاني واستمرار الاحتجاجات المناهضة للعنصرية.
وفي اليابان شارك آلاف المحتجين في مسيرة لحملة"بلاك لايفز ماتر..حياة السود مهمة"داعين لانهاء التمييز العنصري وانتهاكات الشرطة. وخرجت المسيرة في منطقتي شيبويا وهاراجوكو بالعاصمة اليابانية طوكيور رافعة هتافات ولافتات ضد العنصرية.
وقبل أن تهدأ المظاهرات في الشوارع الأمريكية التي تندّد بالعنصرية المتّبعة في الولايات المتحدة عقب جريمة قتل المواطن من أصل افريقي جورج فلويد على أيدي عناصر الشرطة الأمريكية، كرّرت الأخيرة فعلتها، وقتلت رجلًا آخر من أصل أفريقي بطلق ناري مباشر أثناء محاولة اعتقاله في موقف سيارات أحد المطاعم في أتلانتا بولاية جورجيا.
الحادثة الجديدة التي ذهب ضحيّتها رايشارد بروكس (27 عامًا) في وقت متأخر من يوم الجمعة، أشعل المظاهرات مجدّدًا، ما دفع بقائدة شرطة المدينة الى تقديم استقالتها من منصبها.
الى ذلك قال مكتب الطبيب الشرعي بمقاطعة فولتون في ولاية جورجيا الأمريكية إن ريشارد بروكس، وهو شاب أسود قتله ضابط شرطة أبيض في مدينة أتلانتا يوم الجمعة، توفي إثر إصابته بالرصاص في الظهر.
وذكر محقق بمكتب الطبيب الشرعي في بيان، الأحد، أن تشريح جثة بروكس (27 عاما) الذي أجري أمس أظهر أنه توفي نتيجة خسارة كمية من الدم وجروح بالأعضاء بسبب تلقيه عيارين ناريين. وأوضح البيان أن سبب الوفاة هو القتل.
وأتلانتا هي إحدى المدن الأمريكية التي اشتعلت فيها المظاهرات ضد العنصرية ووحشية الشرطة، عقب مقتل جورج فلويد على يد شرطة مينيابوليس.
وقال مكتب التحقيقات في جورجيا إنه جرى استدعاء الضباط إلى مطعم وينديز للوجبات السريعة، لأن بروكس كان نائمًا في سيارته التي كانت تُغلق ممرّ السيارات.
وقال محامون يمثلون عائلة بروكس إن الضابط ليس لديه الحق في استخدام القوة المُميتة، قائلين إن مسدس الصعق الذي انتزعه بروكس ليس سلاحًا قاتلًا.
وقالت عمدة أتلانتا، كيشا لانس بوتومز "في حين أنه قد يكون هناك جدل حول ما إذا كان هذا استخدامًا مناسبًا للقوة المُميتة، أعتقد اعتقادًا راسخًا بأن هناك تمييزًا واضحًا بين ما يمكنك القيام به وما يجب عليك فعله"..
بالموازاة، شهدت أتلانتا مظاهرات احتجاجًا على مقتل ريتشارد بروكس، وأغلق متظاهرون طريقًا سريعًا، وأحرقوا مطعمًا لسلسلة الوجبات السريعة بعد حادثة القتل.
وفي وقت يشهد مناطق أمريكية عدة حالة من الغليان بعد واقعة جورج فلويد، أثارت جثة رجل أسود متدلية من شجرة في ولاية كاليفورنيا، تساؤلات غاضبة بشأن الطريقة التي توفي بها، فيما لم تقنع رواية السلطات الأمريكية الحشود الغاضبة من جراء الحادث.
نورنيوز - وكالات