نورنيوز- تنبع أهمية لبنان من قربه من الأراضي المحتلة وموقعه الاستراتيجي وسط الشرق الأوسط، خصوصاً أنه مرّ بالعديد من النزاعات السياسية عبر التاريخ على أساس التنوع الثقافي والعرقي والديني.
في 17 أكتوبر 2019 بدأت الاحتجاجات في لبنان، واشتعلت شرارتها بذريعة الظروف الاقتصادية الصعبة وفساد المسؤولين الحكوميين بعد هبوط الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأمريكي وانخفاض قيمة العملة الوطنية بنسبة 70٪.
ولعبت هجمات الفصائل المعارضة التي تزامنت مع بدء الاحتجاجات في الداخل، والرسائل التحريضية المباشرة وغير المباشرة في الخارج دورا كبيراً بتأجيج الشارع.
الاحتجاجات التي لم تكن تبدو مقلقة في البداية، امتدت تدريجياً من بيروت إلى أجزاء أخرى من لبنان، وسرعان ما غرقت البلاد بأكملها في احتجاجات عنيفة وأعمال شغب.
بالتزامن مع هذه الاضطرابات، استقال سعد الحريري من رئاسة الوزراء بتحريض من قبل النظامين السعودي والأمريكي ما أدى لتفاقم الوضع أكثر، فعلاوة على الأزمة الاقتصادية، بات لبنان يواجه أزمة سياسية جديدة شائكة وهي احتجاجات واسعة النطاق.
ومع اندلاع الاحتجاجات على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في لبنان، اغتنمت أمريكا الفرصة للتدخل في الشؤون الداخلية لهذا البلد. الأمر الذي بدا واضحاً في التصريحات العنصرية لوزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو، والتي قال فيها بأن "على الشعب اللبناني أن يختار بين الجوع والازدهار (مما يعني التخلي عن حقوقه السيادية) وكانت هذه التصريحات خير دليل على التدخل الأمريكي العام في الشؤون اللبنانية".
بعد العديد من التحديات والعقبات من اختراق أمريكا للقوى السياسية اللبنانية، انتُخب حسان دياب أخيرًا رئيسًا للوزراء في أواخر عام 2019، لكن رغم حجم هذا التغيير لم تتوقف الاحتجاجات في لبنان.
انطلقت الموجة الثانية من الاحتجاجات في العام الذي يليه وبالتحديد من أمام مصرف لبنان المركزي. هذه المرة، دخلت الاحتجاجات مرحلة جديدة مع استشراء غضب مثيري الشغب، وبدأت عمليات تدمير الممتلكات العامة والخاصة خلال الاحتجاجات.
اتخذت الاحتجاجات أبعادًا جديدة بعد انتشار مقطع فيديو قلل من احترام إحدى زوجات الرسول الأكرم (صلى الله عليه وسلم). وقوبل الفيديو بردود فعل غاضبة من قبل حزب الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري.
ورداً على الشعارات الطائفية التي تخرق المعايير، حذّر حزب الله من محاولات لإشعال الفتنة.
لكن الغريب في الأمر، أنه وسط المحتجين وبينما كانوا يرددون شعاراتهم، دعا قسم منهم إلى نزع سلاح حزب الله، وهو ما يوضح الغرض من أعمال الشغب هذه.
من ناحية أخرى؛ تنتهز أمريكا ما يحصل في لبنان لتؤكد للمحتجين أن ما يحصل هو بسبب المقاومة والسلاح الذي يمتلكه حزب الله، وإن لم يقم الجيش اللبناني بفعل أي شيء لوقفه (سلاح المقاومة)، فإن الغرب سوف يقف الى جانب اسرائيل في أي عملية تقوم بها المقاومة اللبنانية.
وما يثير الريبة أن هذه الاحتجاجات الشعبية، التي من المقرر أنها انطلقت بهدف تحسين سبل العيش والقضاء على الفساد، تحوّلت ملامحها تدريجياً لتتخذ طابعاً سياسياً.
وسط كل هذا، يسعى بعض المستفيدين لإدانة الحكومة بالفساد، وهم مصرّين على أنها مدعومة مباشرة من قبل حزب الله، بينما يظهر تكوين الحكومة الجديدة عكس ذلك، لكن حزب الله لطالما أكد أنه سيدعم الحكومات وليدة العملية القانونية.
نورنيوز