لقد ارتكبت الولايات المتحدة أبشع جرائم الحرب في تاريخ البشرية، بما في ذلك الإبادة الجماعية، واستخدام الأسلحة النووية، وتدمير الديمقراطيات، ودعم الدكتاتوريين القتلة في جميع أنحاء العالم. إن قائمة هذه الجرائم في الولايات المتحدة بدأت منذ تأسيسها ولا تزال حتى يومنا هذا. وكتب هذا الموقع الأمريكي، "إسرائيل التي قامت تاريخيا على الإبادة الجماعية والعنصرية، شنت حربا وحشية منذ ما يقرب من مائة عام للتخلص من سكان فلسطين الأصليين وإعطاء أراضيهم للمستعمرين اليهود. لذلك، ليس من المستغرب وجود علاقات جيدة بين الولايات المتحدة وإسرائيل".
ذكر كاتب التقرير، أن إسرائيل والمنظمات الصهيونية المختلفة لها تأثير كبير في مجالات لا حصر لها في الولايات المتحدة. ولقد عمل الاتحاد اليهودي واتحاد مناهضة التشهير و"إيباك"، في 50 ولاية أمريكية وتدخلت في جميع جوانب حياة الشعب الأمريكي منذ عدة عقود لتحقيق مصالح إسرائيل. كما تتدخل هذه المنظمات في الانتخابات الأمريكية من خلال الحملات الانتخابية بين المرشحين المؤيدين لإسرائيل. وفي الحالات التي يكون فيها المتهمون عربًا أو مسلمين، تعمل هذه المنظمات بجد للتأثير على قرار المحكمة. كما أنها تمول الجهود لتحرير وإعادة كتابة الكتب المدرسية لتصوير الشرق الأوسط كما تشاء "تل أبيب".
التشابه بين سلوك الشرطة الأمريكية وسلوك الجيش الصهيوني
وحول هذا السياق، اضاف كاتب هذا التقرير، "مع انتشار شريط الفيديو الذي وثق عملية قيام ضابط شرطة من ولاية مينيسوتا بخنق جورج فلويد بوحشية، يتذكر الكثير من الناس وأنا من بينهم فلسطين المحتلة. كان من الممكن أن يكون ضابط الشرطة الذي جثى بركبته على عنق جورج فلويد جنديًا إسرائيليًا يقوم بخنق شاب فلسطيني على الارض. كيف جلس هذا الضابط الأمريكي ووضع ركبته على عنق فلويد، متجاهلاً كلماته التي ظل يقولها إنه لا يستطيع التنفس، متجاهلاً مناشدات فلويد، ومتجاهلاً حقيقة أن الرجل تحت ركبته يختنق ببطء. إن كل هذه الامور تشير جميعها إلى أن ضابط شرطة كان صيادًا وأن جورج فلويد كان الضحية". ولفت كاتب هذا التقرير، إلى أن هذه الامور التي تحدث في الولايات المتحدة، تحدث أيضا في فلسطين المحتلة وهذه التشابهات ليست مصادفة على الإطلاق، وقد تكون نتيجة لما يعرف بـ "التبادل القاتل": التعاون بين دولتين عنصريتين تقومان بإعدام السود والسمر وتشاهدهما يموتان ببطء وبألم.
تدريب الضباط والجنود الأمريكيين في الأراضي المحتلة
ذكر كاتب هذا التقرير أن إسرائيل مخطئة في زعمها أنها ديمقراطية ولذلك فإنها الان تواجه تهديدات مستمرة. والواقع يقول أن إسرائيل دولة عنصرية ، وجهازها الأمني وحشي، على عكس جميع ادعاءاتها، وذلك لأنها قامت ولا تزال تقوم بقتل أبناء الشعب الفلسطيني بدم بارد. كما أنها تقوم بجمع العديد من وفود وكالات تطبيق القانون الأمريكية مع الجيش والاستخبارات ووكالات الشرطة الإسرائيلية خلال دورات تدريبية في تل أبيب وخلال تلك الدورات يتعلم الجنود الأمريكيين مفاهيم العنصرية والكراهية.
وعقب وقوع هجمات الـ11 سبتمبر 2001، سافر ممثلو وكالات تطبيق القانون في الولايات المتحدة إلى إسرائيل وبقوا فيها بضعة أشهر للمشاركة في الدورة التدريبية الرسمية الأولى. وكان الهدف من هذه الدورة هو التعرف على ما يسمى "بخبرة" إسرائيل فيما يعرف بمكافحة الإرهاب وهنا تجدر الإشارة إلى أن مصطلح مكافحة الإرهاب هو في الواقع تغيير جيد للأساليب العنيفة المستخدمة لإخضاع المضطهدين.
ووفقًا للقائمين على برنامج "التبادل القاتل"، فقد ضم الوفد الأول رؤساء ونواب رؤساء الشرطة من كاليفورنيا وتكساس وماريلاند وفلوريدا ونيويورك وضم الوفد أيضًا ضباطًا من إفريقيا ووكالة المخابرات المركزية، وضباطًا مستقبليين من وزارة الهجرة والجمارك الأمريكية، ومديري إدارة النقل في شرطة مدينة نيويورك. ومن بين رعاة هذا البرنامج، كان صندوق اتحاد مناهضة التشهير ووكالة الأمن القومي اليهودي في المقدمة. وتدعي النقابة المناهضة للتشهير أنها تقاتل معاداة السامية ضد اليهود، لكنها في الواقع تسعى إلى تشويه سمعة العرب والمسلمين. كما يزعم المعهد القومي اليهودي للأمن القومي أنه يريد "تثقيف أعضاء الكونجرس وصنّاع القرار في الجيش والأمن القومي بشأن الدفاع عن أمريكا ومصالحها الاستراتيجية". إن أساس هذه المصالح، وفقًا للمعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي، هو "تعاون أمني قوي بين الولايات المتحدة وإسرائيل".
تشابه بين الكيان الصهيوني والولايات المتحدة في العنصرية المنظمة
كشف كاتب هذا التقرير، أن أحد أوجه التشابه العديدة بين إسرائيل والولايات المتحدة، هو ميلها نحو العنصرية المنظمة. ولقد أنشأت إسرائيل منذ بداية ظهورها حكومة عنصرية في أراضي فلسطين المحتلة، وتمت مقاضاة المواطنين الفلسطينيين الذين يعيشون في إسرائيل بشكل ممنهج. وهذا يعني أن الوقوف في وجه الشرطة الإسرائيلية سيؤدي في نهاية المطاف إلى "استخدام القوة القصوى والقاتلة في كثير من الأحيان دون التوجه إلى أي عواقب".
ومثل الولايات المتحدة، حيث يشكل السود غالبية السجناء، فإن المواطنين الفلسطينيين الذين يعيشون في الأراضي المحتلة لديهم معدل مرتفع من السجون الإسرائيلية. ولقد أفاد تقرير نُشر على الموقع الإلكتروني الإسرائيلي "ماكوميت"، أن المواطنين الفلسطينيين الذين يعيشون في إسرائيل يشكلون 20 في المائة من إجمالي سكان إسرائيل وأكثر من 40 في المائة من نزلاء السجون. وفقًا لهذا الموقع الإلكتروني، فإن ربع اليهود فقط في السجون الإسرائيلية هم من اليهود، و 13 بالمائة فقط هم من المراهقين اليهود.
الكيان الصهيوني يقوم بتدريس طرق مراقبة وسائل الإعلام للمؤسسات الأمريكية
كشف كاتب هذا التقرير، أن التدريبات التي تقدمها إسرائيل تشمل أيضًا أساليب السيطرة على وسائل الإعلام. ولقد قال أفراد إنفاذ القانون المدربون: "لقد تعلموا كيفية التدخل وكيفية إدارة وسائل الإعلام للتعتيم على العنف الذي تمارسه القوات المسلحة والشرطة على المواطنين". وتشمل هذه الأساليب التي دربتها إسرائيل، كيفية استخدام وسائل الإعلام كذراع للحكومة و "إعادة تعريف كيفية التستر على عنف الدولة". الجدير بالذكر أن الحكومة الإسرائيلية تستخدم مكتب الرقابة العسكرية للسيطرة على التقارير التي تفضح استخدام الشرطة الإسرائيلية للقوة. كما تراجع الحكومة الإسرائيلية جميع الكتب والمواد الأخرى قبل إتاحتها للجمهور. ومكتب الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، الذي له تأثير أيضًا على الصحفيين الإسرائيليين، يعمل في الواقع كمكتب العلاقات العامة في إسرائيل، للحد وتنظيم تغطية وتعتيم محلي لما يعتبره "مسائل أمنية".
تشابه السود الأمريكيين مع العرب الفلسطينيين
ويخلص كاتب هذا التقرير إلى أن "المواجهات العنيفة التي تعيش فيها المجتمعات السوداء في الولايات المتحدة، دفعت الكثير من الناس إلى مقارنة السود الأمريكيين بالفلسطينيين. وقد خلق هذا شعوراً بالتضامن بين الحركات الاجتماعية في الولايات المتحدة والفلسطينيين من أجل تحقيق العدالة والحرية. ويزداد هذا التضامن قوة يومًا بعد يوم، ويمكن أن يغير هذا التضامن، الرأي العام الأمريكي تمامًا بشأن هذه القضية. وسوف يتوجب على الحكومة الأمريكية إنهاء العنف للحفاظ على الأمن. ونأمل أن تستجيب الحكومات المحلية في جميع أنحاء البلاد لمطالب شعب فلسطين والولايات المتحدة وتساعد في خلق عالم مليء بالأمن الحقيقي، حيث يمكننا جميعًا العيش بكرامة".
الوقت