وذكرت وكالة "أسوشييتد برس" الأمريكية، في إحصاء نشرته الخميس، بأن أعداد المعتقلين تتزايد بالمئات كل يوم، مع استمرار المظاهرات التي تشهد تواجدا مكثفا لقوات الأمن وتطبيق حظر التجول.
وأضافت أن مدينة لوس أنجلوس شهدت حوالي ربع عدد الاعتقالات، تليها مدن نيويورك ودالاس وفيلادلفيا.
وأشارت الوكالة إلى أن تهمة خرق حظر التجول وجهت إلى العديد من المعتقلين، فيما تم اعتقال المئات بتهمتي "السلب والنهب".
وأفادت بأن عدد المحبوسين ممن تم اعتقالهم غير معلوم حتى الآن، مشيرة إلى كون ذلك مشكلة في ظل مكافحة العديد من السجون جائحة كورونا.
وبالتزامن مع مراسم دفن وتشييع فلويد التي أجريت، الخميس، بالمدينة التي قتل فيها، تواصلت الاحتجاجات في العديد من الولايات الأمريكية، وعلى رأسها نيويورك، والعاصمة واشنطن.
وتقول صحف عربية: بينما البعض العربي واللبناني لا يريد أن يصدق أن الزلزال الأمريكي ليس عابراً، وأن الاستحقاق الانتخابي الرئاسي ليس مؤكداً في موعده، وأن تسارع الأحداث على إيقاع انفجار النظام العنصري وسقوط النموذج الاقتصادي دفعة واحدة، يجعل التغييرات المرتقبة أميركياً في مدى شهور لا سنوات، ويهمش أهمية السياسات الأميركية وخصوصاً أوهام القدرة على التصعيد في المنطقة.
ويبدو المشهد داخل أمريكا مختلفاً بصورة جذرية، فهناك إجماع على أن الزلزال لا يزال في بداياته، وأن تردّداته الآتية أشد خطورة وجذرية، وأن أدوات الاحتواء إلى تراجع، وأدوات التصعيد تنذر بحرب أهلية، وأن قدرة الإدارة الأمريكية على الجمع بين مداواة ضعف الداخل ومواصلة القوة في الخارج قد فقدت الوقود اللازم، وصارت مجرد طلقات كلاميّة وتغريدات على تويتر في المجالين.
وكانت أبرز علامات القلق من المستقبل القاتم كلمات الرئيس السابق باراك أوباما الذي انضمّ إلى المسيرات التي ضاقت بها شوارع واشنطن ونيويورك وعشرات المدن الأميركية، معلناً أنه بات من الصعب احتواء الأزمة الراهنة من دون تغيير جذري ينهي عهد العنصرية بصورة نهائية.
بينما التحذيرات من الحرب الأهلية باتت تتكرر على ألسنة الإعلاميين والكتاب، على قاعدة إذا جاء رئيس ديمقراطي فإن التيار العنصري البيض الذي يمثله الرئيس دونالد ترامب لن يسمح بإلغاء التنظيمات العنصرية، وسيلجأ للعصيان المسلح، وإذا بقي ترامب فإن الحرب الأهليّة ستكون أسرع، بينما يشكك الكثيرون بمبدأ إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها.
واندلعت شراراة الاحتجاجات بعد مقتل جورج فلويد من أصحاب البشرة السوداء(46 عامًا)، في 25 مايو/أيار الماضي على يد شرطي أبيض في مدينة منيابوليس بولاية مينيسوتا(شمال).
لا شك بأن دور الولايات المتحدة بدأ بالتراجع في العالم، وهذه هي السُنَّة الطبيعية للدول خصوصاً بعدما وصلت واشنطن إلى مجد قوتها في العقد الأخير من القرن الماضي ونصف العقد الأول من القرن الحالي، بعد انهيار الثنائية القطبية.
هذا ما يؤكده الباحث د. علوان أمين الدين – مؤسس ومدير مركز "سيتا" للميادين نت، فيشير إلى إن الحروب الكثيرة التي خاضتها، لا سيما خلال حقبة "المحافظين الجدد"، كان لها الأثر البالغ على الأزمة الإقتصادية التي ضربت العالم، العام 2008، حيث لا تزال هناك بعض التداعيات إلى وقتنا هذا".
ويذكّر أنه ومع بدء حرب النفط الروسية – السعودية، كانت ترامب "مسروراً جداً"، لكون انخفاض الأسعار سيصب في مصلحة حليفه التاريخي عبر الاستحواذ على الأسواق النفطية التي تمدّها موسكو وبعدها يصبح، مع حليفه، المصدّر والمستفيد الأول، "لكن حسابات البيدر لم تتوافق مع حسابات السوق"، حيث انقلب السحر على الساحر وهبطت عقود النفط الآجلة الأميركية إلى 37- (ناقص) دولاراً للبرميل، ليعود الرئيس نفسه وينتقد هذه السياسة ويطالب بتغييرها".
أفضت حادثة قتل المواطن جورج فلويد، "بوعزيزي" مينيسوتا، إلى خروج الناس للشوارع خصوصاً بعد فترة الحجر الطويلة ونفاذ الأموال والخوف من المستقبل الذي يحمل الكثير من الرؤية السوداء مع إفلاس الكثير من الشركات العملاقة التي تحوي الملايين من الموظفين، بما فيها عائلاتهم".
أيضاً، كان للتعاطي "المتعجرّف" لترامب مع عائلة جورج فلويد، عندما اتصل بها، أثرٌ كبير في تأجيج الأمور والزيادة في استعارها، ناهيكم عن التهديد باستعمال القوة لمواجهة المحتجين، وحمله للإنجيل أمام الكنيسة والذي ترافق مع الانتقادات اللاذعة.
ما يمكن توقعه في هذه المرحلة هو سقوط الرئيس ترامب انتخابياً، وهو مطلب خصومه السياسيين، مع بعض الارتدادات التخريبية التي فجرّها مقتل فلويد، وليس هو سببها كلها بالتأكيد، إضافة إلى إمكانية وجود خطة لإعادة ترتيب بعض السياسات الداخلية والخارجية.
نورنيوز - وكالات