معرف الأخبار : 51008
تاريخ الإفراج : 6/4/2020 1:41:22 PM
احتجاجات امريكا.. المتظاهرون يتحدّون الحظر والجيش ينقلب على ترامب

احتجاجات امريكا.. المتظاهرون يتحدّون الحظر والجيش ينقلب على ترامب

لليوم التاسع على التوالي لاتزال نار الغضب في أمريكا إثر عنصرية الشرطة مشتعلة، ولا تزال الحركة الاحتجاجية التي اندلعت شرارتها بعد وفاة جورج فلويد، الأمريكي من أصول أفريقية، عندما ألقى رجال شرطة بيض القبض عليه في 25 مايو/أيار وقتلوه في مدينة مينيابوليس تتصاعد ويتسع نطاقها.

نورنيوز- تظاهر عشرات الآلاف في شوارع مدن أمريكية رئيسية يوم أمس الاربعاء على مقتل رجل أسود أثناء اعتقاله، في تحد لحظر التجول الصارم والإجراءات الأخرى.

وخرجت مسيرات حاشدة في لوس أنجلوس وفيلادلفيا وأتلانتا ونيويورك وفي واشنطن قرب المتنزه الذي أُجلي المتظاهرون عنه الإثنين لإفساح الطريق أمام الرئيس دونالد ترمب حتى يسير من البيت الأبيض إلى كنيسة قريبة لالتقاط صورة.

وعلى الرغم من أن مسيرات التضامن مع الأمريكي القتيل جورج فلويد وغيره من ضحايا وحشية الشرطة تكون سلمية في الأغلب خلال النهار فإن بعض الحشود ترتكب أعمال شغب وتخريب وإحراق في الليل. 

وجثا متظاهرون على الركبة خارج مبنى الكونغرس مساء الثلاثاء مرددين هتاف "الصمت هو العنف" و"لا عدالة، لا سلام" فيما تصدى لهم أفراد الشرطة قبل بدء حظر التجول الذي فرضته الحكومة.

وظل الحشد في متنزه لافاييت وغيره بعد حلول الليل رغم حظر التجول وتعهدات ترمب بالتصدي لمن وصفهم بأنهم "قطاع طرق" و"بلطجية" باستخدام الحرس الوطني بل وقوات الجيش عند الضرورة.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية -البنتاغون الثلاثاء إنها نقلت نحو 1600 من قوات الجيش إلى منطقة العاصمة واشنطن.

وقال جوناثان راث هوفمان المتحدث باسم البنتاغون في بيان إن القوات "في حالة تأهب قصوى" لكنها "لا تشارك في الدعم الدفاعي لعمليات السلطة المدنية".

وبعد أن بدأ حظر التجول في مدينة نيويورك، سار آلاف المحتجين من مركز باركليز باتجاه جسر بروكلين فيما حلقت طائرات الهليكوبتر التابعة للشرطة فوقهم.

وملأ مئات المحتجين شارع هوليوود بمدينة لوس أنجليس، وتجمع آخرون أمام مقر إدارة شرطة لوس أنجليس وكانوا في بعض الحالات يعانقون ويصافحون صفا من الضباط في الخارج.

كانت لوس أنجليس مسرحا لأعمال شغب عنيفة في ربيع عام 1992 بعد تبرئة ساحة أربعة ضباط متهمين بضرب السائق الأسود رودني كينغ، وأسفرت الأحداث عن مقتل أكثر من 60 شخصا وتسببت في أضرار تقدر بنحو مليار دولار.

من ناحية أخرى وجّه زعماء بروتستانت وكاثوليك في الولايات المتحدة انتقادات لاذعة لدونالد ترمب، بعد يوم من إجلاء محتجين سلميين بالقوة من أجل التقاط صورة له أمام كنيسة قريبة من البيت الأبيض.

وفاز ترمب في انتخابات 2016 الرئاسية بدعم قوي من الكاثوليك الإنجيليين البيض، ومع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني، يحاول ترمب استمالة هؤلاء الناخبين.

وأوضح تقرير لرويترز أن ذلك كان "بالصورة التي التقطت له أمام كنيسة القديس يوحنا الأسقفية وبزيارة يوم الثلاثاء لنصب تذكاري للبابا يوحنا بولس الثاني وبأمر تنفيذي يوجه الوكالات الأمريكية "لحماية" الحريات الدينية في الخارج.

لكن الزعماء الدينيين نددوا بمعاملة الإدارة للأمريكيين الذين يحتجون على وفاة جورج فلويد، الذي لفظ أنفاسه بعد أن جثم ضابط شرطة أبيض بركبته على عنقه لمدة تسع دقائق.

وانتقد كبير الأساقفة ويلتون جريجوري، وهو أكبر زعيم ديني كاثوليكي في العاصمة الأمريكية، في بيان يوم الثلاثاء تلك الخطوة.

وقال إن "البابا الراحل يوحنا بولس الثاني-بابا الكنيسة الكاثوليكية لما يقرب من 40 عاما- ما كان "ليتغاضى عن استخدام الغاز المسيل للدموع وغيره من وسائل الردع لإسكات المحتجين أو تفريقهم أو ترويعهم من أجل صورة أمام مكان للعبادة والسلام".

واصطف مئات المحتجين الذين يرددون الهتافات في الشارع قرب النصب المقام للبابا حاملين لافتات مكتوب عليها "ترمب يهزأ بالمسيح" و"كنيستنا ليست مكانا لالتقاط الصور".
كذلك انتقد الأسقف مايكل كوري رئيس المجلس التنفيذي للكنيسة الأسقفية ترمب لاستخدامه الكنيسة والإنجيل لغايات حزبية.

من ناحية أخرى أظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز/إبسوس الثلاثاء أن معظم الأمريكيين يتعاطفون مع احتجاجات تعم البلاد رفضا لوفاة فلويد ويرفضون رد فعل الرئيس دونالد ترمب على الاضطرابات.

وأجري الاستطلاع يومي الإثنين والثلاثاء وتوصل إلى أن 64 بالمئة من الأمريكيين البالغين "يتعاطفون مع من يخرجون للتظاهر في الوقت الحالي"، فيما قالت نسبة 27 بالمئة منهم إنها لا تشعر بالتعاطف مع المحتجين وقال تسعة بالمئة إنهم غير متأكدين.

وسلط الاستطلاع الضوء على المخاطر السياسية أمام ترمب الذي اتبع نهجا حازما إزاء الاحتجاجات وهدد بنشر الجيش الأمريكي لإخماد الاحتجاجات. 

وقال أكثر من 55 بالمئة من الأمريكيين إنهم لا يوافقون على طريقة تعامل ترامب مع الاحتجاجات بما في ذلك 40 بالمئة قالوا إنهم يرفضون ذلك "بشدة".

كان استطلاع منفصل أجرته رويترز/إبسوس توصل إلى اتساع فارق تفوق بايدن على ترمب وسط الناخبين المسجلة أسماؤهم إلى عشر نقاط مئوية وهو أكبر هامش يُسجل منذ أن أصبح بايدن المرشح المفترض للحزب الديمقراطي في مطلع أبريل/ نيسان.

وقال 47 بالمئة من الناخبين المسجلين إنهم يعتزمون دعم بايدن في انتخابات الرئاسة فيما عبر 37 بالمئة عن تفضيلهم لترمب، وتعهد بايدن بأنه لن يؤجج نيران الكراهية في كلمة ألقاها الثلاثاء وتطرق فيها إلى الاضطرابات.

وأُجري استطلاع رويترز/إبسوس بخصوص الاحتجاجات عبر الإنترنت وباللغة الإنجليزية على مستوى الولايات المتحدة بمشاركة 1004 أمريكيين بالغين، ويبلغ هامش الخطأ فيه أربع نقاط مئوية بالزيادة أو النقصان.

وأجرت رويترز/إبسوس الاستطلاع الآخر بخصوص انتخابات الرئاسة الأمريكية بمشاركة 1113 أمريكيا بالغا وبلغ هامش الخطأ فيه ثلاث نقاط مئوية بالزيادة أو النقصان.

من جانبه قال الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن، إن مقتل جورج فلويد ينم عن "فشل صادم" فيما يتعلق بالتصدي للعنصرية في البلاد.

وحثّ على أن تلقى أصوات المحتجين آذانا صاغية، في تعارض شديد مع النهج الصارم الذي يتبعه الرئيس الجمهوري دونالد ترمب إزاء الاحتجاجات.

ولم يذكر بوش ترمب بالاسم، لكنه قال إن قيم الولايات المتحدة لا تتماشى مع إجلاء المحتجين عن ساحة لافاييت المواجهة للبيت الأبيض يوم الاثنين قبل أن يتحرك ترمب على قدميه لالتقاط الصور.

وقال بوش في بيان "السبيل الوحيد لرؤية أنفسنا بصدق هو الاستماع إلى أصوات الكثيرين الذين يشعرون بالألم والحزن.. من يسعون لإسكات هذه الأصوات لا يفهمون معنى أمريكا أو كيف تصبح مكانا أفضل". 

الجيش ينأى بنفسه عن ترامب

وأصدر وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، أمرا بسحب القوات التي غادرت قاعدتي "فورت براج" و"فورت دروم" وانتشرت في محيط العاصمة واشنطن، جاء ذلك نقلا عن قناة الحرة الأمريكية.

وفى وقت سابق، رفض حاكم ولاية فرجينيا الأمريكية، رالف نورثام، طلبا من وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، بإرسال ما بين 3000 إلى 5000 من عناصر الحرس الوطني بالولاية إلى واشنطن العاصمة، في إطار استعراض ضخم للقوة نظمته إدارة الرئيس دونالد ترامب ردا على الاحتجاجات العنيفة.

وقال حاكم ولاية فرجينيا الأمريكية، إن تصريحات ترامب بشأن حكام الولايات التي قال فيها الرئيس إن معظم حكام الولايات "ضعفاء" ويحتاجون إلى "السيطرة" على الشوارع، لعبت دورا في القرار، موضحا أن تصريحات الرئيس الأمريكى لحكام الولايات عززت المخاوف بشأن كيفية استخدام الحرس الوطني، ويأتي رفض حاكم ولاية فرجينيا إرسال عناصر الحرس الوطني، بينما يتواصل الاضطراب في الشارع الأميركي، في واحدة من أوسع الاحتجاجات العرقية منذ ستينيات القرن الماضي، حيث خرج متظاهرون إلى الشوارع للتنديد بقتل الشرطة للمواطنين السود.


نورنيوز-وكالات
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك