ووجّه الكاتب العراقي في الذكرى الـ 31 لرحيل الامام الخميني (رض) خلال حوار أجراه معه موقع نورنيوز الاخباري، تحيّة اجلال واكبار الى العارف الذي صدّق مع الله فأعزه ونصره وأعلى من شأنه، وقال: روح الله الموسوي الخميني أرادته الدنيا فلم يردها وعظم الخالق في نفسه فصغر مادونه في عينه.
تابع: كل عام تتجدد فينا الاحزان، 31 عاما مضت ولا يزال اثره العظيم حاضرا ومؤثرا في ايران والعالم على جميع المستويات.
كما عرّج الإعلامي العراقي علي الموسوي، على أهمية دور الامام في جميع الأحقاب، قائلا: الحديث عن روح الله الخميني قدس سره لا يمكن حصره بحقبة زمنية ولا رقعة مكانية ولا يمكن لي ولا لغيري من السائرين على نهجه القويم ان يوفي حق هذا الرجل الرباني. من عايش حياة الامام الراحل واستوعب نهجه وثباته يتفهم جيدا اننا نتحدث عن شخص استطاع بصفاته الفريدة ان يجسد لنا اخلاق الانبياء والائمة الطاهرين وقد استحق بجدارة ان تتمثل هذه الامة في شخصه الكريم ..
أضاف: منذ وقفته الاحتجاجية ضد الشاه المقبور بدل وجه ايران والعالم وخط دروب الانتصار من ايران وفلسطين ولبنان وسوريا واليمن بوجه الطغاة المستكبرين .. رجل استطاع ان يغير وجه التاريخ وأحيا أمة بأكملها.
وقال: لم تكن القضية الفلسطينية عند الإمام الخميني (رض) من المفردات العادية او العابرة بل هي واحدة من القضايا الجوهرية التي كان يوليها اهتماماً خاصاً منذ شبابه. من عايش فترة الستينيات والسبعينيات القرن الماضي يستطيع تشخيص دقائق الاحداث والامور في تلك الفترة ويتفهم جيدا اننا لا نبالغ في كل كلمة نكتبها بحق هذا الرجل العظيم.
السر الحقيقي لترحيل الامام الخميني من العراق
تابع الكاتب العراقي لنورنيوز: إن ما يميز مرجعية الامام الراحل رضوان الله عليه انه جمع بين المرجعية الدينية وقيادة الامة و لم يكن منذ نهضته معصوب العينين ولم يركن الى الظالمين او يبالي لنظام الشاه والعفالقة كونه لاجئا وكان يؤدي تكليفه المرجعي في كل صغيرة وكبيرة وسجل التاريخ تلك المواقف الصلبة والاحتجاجية ضد الرئيس البكر ونظام العفالقة عندما تعرضت الحوزات العلمية الى انتهاك وملاحقة واعدام العلماء وترحيل طلبة الحوزات العلمية خارج العراق وكان لموقفه المميز والفريد أثر عظيم على مواقف المرجعيات الدينية حينذاك كبادرة احتجاجية في ايقاف الدروس الحوزوية بعد اعتقال الطغمة العفلقية لجمع من المؤمنين والمجاهدين في انتفاضة صفر مما احرج الطغمة البعثية.
وقال: إن السر الحقيقي لترحيل الامام الخميني من العراق كان يعود لنشاطه واهتمامه بقضايا الامة الاسلامية ووقوفه مناهضا لسياسة امريكا الشيطان الاكبر التي كانت تتعارض مع مفاهيم حزب البعث العراقي ونظام الشاه ولعل من ابرز هذه الاولويات اهتمامه بهموم الامة وبالقضية الفلسطينية التي كان يكتب بها ويطالب المسلمين واحرار العالم الى مناصرتها ومن النجف الاشرف.
قلما يجد الباحث في كلمات الامام قضية حاضرة كقضية القدس
يتابع الكاتب علي الموسوي: لم تشغل قضية ذلك الحيز في وجدان الإمام الخميني قدس سره واهتماماته كالذي شغلته قضية القدس وفلسطين، وقلما يجد الباحث في كلمات الامام الخميني قدس سره السياسية والتعبوية قضية حاضرة وفاعلة كقضية القدس وفلسطين ففي البداية كان الهدف الاساس الذي استوطن عقل الامام قدس سره ورافقه في درب الجهاد هو اسقاط الشاه، هذا الهدف الذي سيطر وحكم على جميع الاولويات وكان متصدراً الخطابات والبيانات والمواقف الصادرة عن الامام الخميني قدس سره في رحلة جهاده الطويلة، سواء في مرحلة تواجده بين الجماهير في ايران او خلال مسيرة النفي المتعددة البلدان، لكن بعد ان تحقق الهدف الاساس وسقط الشاه وتدحرج تاج التسلط، وانكسرت هيبة الطاغوت ومعه ارادة امريكا التي كان لها في ايران موطئ قدم تمارس من خلاله عدوانيتها على الشعوب في منطقة الشرق الاوسط، بعد ذلك تصدرت الاولوية الثانية التي قرأناها في ثنايا الكلمات التي بثتها شفتا الامام العظيم قدس سره، وعنوانها اولوية تحرير القدس وفلسطين، ففي ذلك الزمن حيث الامام حطّم عرش الطاغوت واقتلع سارية العلم الامريكي ورماها ارضاً، واحرق الراية الزرقاء وعليها نجمة داوود ..
وفي ختام حوار أعاد الكاتب العراقي للأذهان مدى اهتمام الامام الخميني بقضية فلسطين، قائلا: يمكن ان نكشف حين نراجع أحاديث الإمام الخميني (رض) حول فلسطين وما يتعلق بها أو يرتبط من مواقف وتداعيات وتطورات، الاهتمام المبكر بهذه القضية ومتابعة دقيقة لكل ما يتعلق بها. وسنكشف أيضاً مدى الاهتمام الكبير لدى الإمام (رض) بهذه القضية على الرغم من أننا لا نستطيع ان نعزل مواقفه بعضها عن البعض الآخر كونها جميعاً تصدر عن الأولويات. ففلسطين عند الإمام (رض) قضية إسلامية قبل ان تكون قضية قومية محدودة، وعندما يكون الأمر كذلك فان من الطبيعي ان تشكل عنده مفردة من المفردات المهمة في حركته ورؤاه وطروحاته.
نورنيوز