أفادت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية الأحد أن حكومة بيونغ يانغ بحثت إجراءات جديدة تستهدف تعزيز قدراتها في مجال "الردع النووي"، وذلك خلال اجتماع عسكري برئاسة الزعيم كيم جونغ-أون. وهذا أول ظهور علني لكيم تتحدث عنه وسائل الإعلام الكورية الشمالية منذ نحو ثلاثة أسابيع.
ويأتي إعلان كوريا الشمالية في وقت ناقشت الإدارة الأمريكية إمكانية إجراء أول تجربة نووية منذ 1992، وفق ما أفادت صحيفة واشنطن بوست الجمعة.
وقالت الوكالة إنه خلال اجتماع للجنة العسكرية المركزية برئاسة كيم "عُرضت إجراءات جديدة تهدف إلى تعزيز الردع النووي العسكري للبلاد".
وأشارت إلى أنه تم أيضا اتخاذ "إجراءات حاسمة"، من دون أن تقدّم تفاصيل حول طبيعة الإجراءات التي اتُخذت بشأن الردع النووي. وقالت إن المناقشات ركزت أيضا على "وضع القوات المسلحة في حالة تأهب"، في سياق "زيادة وتطوير القوات المسلحة".
ووفقا للوكالة الرسمية، فقد تم اتخاذ إجراءات "لزيادة القوة النارية للقطع المدفعية للجيش الشعبي الكوري وتنميتها بشكل كبير". وأضافت الوكالة أن المشاركين في الاجتماع درسوا "سلسلة عيوب في الأنشطة العسكرية والسياسية" لكوريا الشمالية وناقشوا وسائل تأمين "تحسن حاسم" في هذين المجالين.
ولم تحدّد الوكالة موعد انعقاد هذا الاجتماع. لكنها أشارت في خبر منفصل إلى أن كيم أصدر أمرا للقوات المسلحة في 23 مايو/أيار. وهذا أول ظهور علني لكيم تتحدث عنه وسائل الإعلام منذ أكثر من 20 يوما.
وتزايدت في الآونة الاخيرة التساؤلات حول صحة كيم بعد غيابه عن احتفالات ذكرى ميلاد مؤسس النظام الكوري الشمالي كيم إيل سونغ في 15 أبريل/نيسان، وهي أبرز مناسبة سياسيّة في البلاد.
ومع انتشار شائعات حول وضعه الصحي، كانت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة قد أعلنتا مرارا أنهما لا تملكان أي معلومات تؤكد أيا من التكهنات المطروحة. لكنّ كيم عاد وظهر في أوائل مايو/أيار في مشاهد بثها التلفزيون الرسمي وهو يسير مبتسما ويدخن سيجارة لدى افتتاح معمل في سونشون، شمال بيونغ يانغ.
ونشرت صحيفة "رودونغ سينمون" الأحد صورا من اجتماع اللجنة العسكرية المركزية.
وفي إحدى الصور، ظهر كيم يدلّ على ما يبدو إلى شاشة تلفزيون أثناء قيامه بعرض في قاعة مكتظة بضباط يرتدون بزات عسكرية. ويأتي إعلان بيونغ يانغ عن الإجراءات بشأن قدراتها في مجال "الردع النووي"، في وقت أفادت صحيفة واشنطن بوست أن إدارة الرئيس دونالد ترامب ناقشت إمكانية إجراء تجرية نووية ستكون الأولى من نوعها منذ 1992، في ما يمكن أن يشكل تحذيرا لروسيا والصين.
وأفادت الصحيفة الأمريكية الجمعة نقلا عن مسؤول كبير في الإدارة ومسؤولَين سابقَين آخرَين من دون الكشف عن أسمائهم، أنه تمت مناقشة الأمر أثناء اجتماع عُقد في 15 مايو/أيار.
ويمكن أن يمثل إجراء اختبار من هذا النوع تغييرا مهما في سياسة الدفاع الأمريكية ويؤدي إلى تصعيد كبير في الوضع مع القوى النووية الأخرى. وقال أحد المحللين للصحيفة إنه في حال تم ذلك، فسيُعتبر "إشارة انطلاق لسباق تسلّح نووي غير مسبوق".
وجاء ذلك بعدما نقل عن مسؤولين أمريكيين معلومات تفيد أن روسيا والصين تجريان تجارب نووية بطاقة منخفضة. ونفت موسكو وبكين هذه المعلومات التي لم تقدم الولايات المتحدة أدلة لإثباتها. وتدخل إدارة ترامب تغييرات مستمرة على سياسة الدفاع الأمريكية.
ورأى داريل كيمبال، المدير التنفيذي لجمعية ضبط الأسلحة "آرمز كونترول أسوسييشن"، وهي منظمة غير حزبية تتخذ من الولايات المتحدة مقرا، أن قرارا من هذا القبيل قد "يقطع" على الأرجح المفاوضات بين واشنطن وبيونغ يانغ حول ترسانة كوريا الشمالية النووية. وهذه المفاوضات متعثرة أصلا على الرغم من عقد ثلاث قمم بين ترامب وكيم.
وأشار كيمبال إلى أن في حال أُجريت التجرية النووية الأمريكية، فإن كيم "قد يشعر أنه غير ملزم باحترام وقف التجارب النووية". وأجرت كوريا الشمالية ستّ تجارب نووية بين عامي 2006 و2017، لكنها لم تُجرِ أية تجربة مذاك. ويفرض مجلس الأمن الدولي على بيونغ يانغ سلسلة عقوبات مرتبطة بأنشطتها النووية وبرامجها الباليستية.
نورنيوز - وكالات