وقال تقرير لموقع "إنترناشونال بزنس تايمز" الإخباري الأمريكي، إن مجموع المساحات التي أحرقتها القوات الأمريكية، يوم 17 مايو، تجاوزت الـ300 هكتار، تتوزع على أرياف حلب والرقة والحسكة.
وقال مراقبون إن "الخطوات الأمريكية تعد خرقًا للقانون الدولي، وجريمة إتلاف متعمد للإضرار بالأمن الغذائي السوري، مؤكدين أن الدولة السورية ستتخذ إجراءات رادعة ضد التحركات الأمريكية الإجرامية".
قالت وسائل إعلام إن قوات أمريكية وفصائل مسلحة أقدمت على إحراق مساحات من حقول القمح في محافظة الحسكة السورية.
ونقلت وكالة سانا التركية عن موقع إنترناشونال بزنس تايمز تقريرًا يقول إن الحرائق التي تعرضت لها حقول القمح في منطقة الجزيرة السورية مؤخرا نفذتها قوات أمريكية بأوامر مباشرة من الرئيس دونالد ترامب.
وشهدت محافظتا درعا والسويداء الغنيتان بالمزروعات جنوبي سوريا قبل أيام حرائق مماثلة، حوّلت عشرات الهكتارات من الأراضي المزروعة بالقمح والشعير إلى رماد، بحسب وسائل إعلام محلية.
العميد عبد الحميد سلهب، الخبير الاستراتيجي والعسكري السوري، قال إن "أحد الأرتال الأمريكية القادمة من العراق، وردت على أعقابها، ولم تستطع تحقيق أهدافها، أو إحرز أي تقدم تجاه الأراضي السورية".
وأضاف، أن "الأهالي هناك تمكنوا من تنظيم مقاومة شعبية سورية ضد هذه الأرتال الأمريكية التي تنطلق من العراق باتجاه سوريا لتعزز مواقعها العسكرية".
وتابع: "من هذا المنطلق يمكن القول إن الدولة السورية حكومة وشعبًا ستتخذ إجراءات رادعة بحق هذه التصرفات الأمريكية".
من جانبه قال الدكتور أسامة دنورة، المحلل السياسي والاستراتيجي العضو السابق في الوفد الحكومي السوري المفاوض في جنيف، إن "إقدام واشنطن على هذا الفعل يعتبر قانونًا جريمة حرب، حيث نصت المادة الثامنة من النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية الصادر بروما عام 1998، والذي دخل حيز التنفيذ عام 2002، على أن إلحاق تدمير بالممتلكات والاستيلاء عليها دون أن تكون هناك ضرورة عسكرية تبرر ذلك يعتبر جريمة حرب".
وأضاف، أن "هذا الإتلاف الإجرامي لمحصول هام جدا لتحقيق الأمن الغذائي يدخل في إطار حرب الحصار الاقتصادي والتجويع التي تمارسها الولايات المتحدة ضد الشعب السوري، ودولته بهدف تطويعه سياسيًا للإرادة الأمريكية، أو محاولة تغيير حكومته الوطنية عبر الضغط الاقتصادي بعد أن فشل العدوان الإرهابي والعدوان المباشر في تحقيق هذا الهدف".
وأكد أن "هذا الهجوم يأتي في توقيت توشك فيه الولايات المتحدة على تطبيق قانون قيصر الذي يصعد الإجراءات القسرية أحادية الجانب غير المشروعة دوليًا تجاه الدولة والشعب السوريين".
وأشار إلى أن "الهدف الأمريكي لا يقتصر على السعي للتأثير على الاقتصاد السوري وسلته الغذائية واكتفائه الذاتي، ودفعه للاستيراد بما يعنيه من زيادة العبء على ميزانه التجاري، ومحاولة استنزاف القطع الأجنبي، بل يتعدى ذلك كله إلى هدف موضعي، وهو إفقار المزارعين أصحاب الأرض والمحصول، لإجبارهم على العمل مع قوات الاحتلال الأمريكي وقوى الأمر الواقع الانعزالية المشغلة من قبل الأمريكان في المنطقة الشرقية، ولإرغامهم على تطويع أبنائهم في صفوف التشكيلات العسكرية التي دشنتها الولايات المتحدة، والتي تعاني من نقص العديد والرفض الشعبي على حد سواء".
واستطرد: "معايير القانون الدولي، وكذلك سوريا الشعب والدولة تنظر جميعها إلى الوجود الأمريكي كقوة احتلال، وعلى القوات المشغلة من قبله كميليشيات متعاملة خارجة عن القانون والدستور السوريين، وبالتالي فكل الخيارات التي تتيحها القوانين والأعراف الدولية لمقاومة الاحتلال وتحرير الأرض هي خيارات مشروعة للدولة والشعب السوريين".
وأنهى حديثه قائلًا: "الدولة السورية لن تألو جهدًا لكشف الإجرام الأمريكي في المحافل الدولية، وهي تعمل باليد الأخرى على خوض معركة الاكتفاء الذاتي الغذائي رغم الحصار الهائل والمتصاعد على سوريا".
وأفاد: إن "طائرتين مروحيتين من نوع "أباتشي" تابعتان لقوات الاحتلال الأمريكية قامت مساء اليوم الجمعة 22 أيار / مايو، برمي عدد من البالونات الحرارية أثناء طيرانها على مسافة قريبة من الأرض في خمسة قرى واقعة بين بلدتي تل براك و الهول (50 كم) جنوب شرقي الحسكة، ما تسبب باشتعال النيران في محصولي القمح و الشعير الجاهزين للحصاد".
وتابع بأن "النيران تسببت باندلاع الحرائق واحتراق أكثر من 2500 دونم من الحقول المزروعة بالقمح والشعير قبل أن يتمكن سكان من السيطرة عليها".
سبوتنيك