وكان الملك عبد الله الثاني قد حذر في مقابلة مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية من إن إقدام إسرائيل على أية خطوات بضم أجزاء من الضفة الغربية، سيؤدي إلى «صدام كبير» مع بلاده.
وبسؤاله عما إذا كان سيعلق اتفاقية السلام الموقعة بين بلاده وإسرائيل عام 1994، أجاب الملك: «لا أريد أن أطلق التهديدات أو أن اعد لأجواء خلاف ومشاحنات، لكننا ندرس جميع الخيارات».
وقال أيضا إنه لن يتم إخلاء أي مستوطن في أي اتفاق سلام، زاعما أن الضم «يقرب السلام».
في المقابل تواصل جهات إسرائيلية أمنية التحذير من أن الضم «سيؤدي إلى إلغاء اتفاقية السلام مع الأردن». بالتزامن عبرت عضو مجلس شيوخ أمريكية في رسالة بعثت بها إلى نتنياهو، عن قلقها من آثار ضم إسرائيل لأجزاء من الضفة.
وجاءت هذه الرسالة عقب الكشف عن تحذيرات دنيس روس المبعوث الأمريكي السابق من خطورة الضم.
وقال الدبلوماسيّ اليهوديّ -الأمريكيّ سابِقًا دنيس روس إنّ البعض يعتقد أنّ نتنياهو بات أخيرا قادراً على التصرف وفقاً لحلم راوده طوال حياته السياسية: أي ضم جميع المستوطنات اليهودية البالغ عددها 130 مستوطنة في الضفة الغربية، ومع ذلك، فإنّه خلال ولايته الأطول في تاريخ إسرائيل لم يُعرب عن رغبته في ضمّ جميع المستوطنات، إلّا في العام الماضي.
وأوضح روس، الذي شغل منصب المبعوث الرئاسيّ لمنطقة الشرق الأوسط في عهد كلينتون: «ربما لم يجعل نتنياهو أبداً ضم جميع المستوطنات أولوية لأنه كان يخشى بحق أنّ مثل هذا القرار قد يجعل من المستحيل فصل الإسرائيليين عن الفلسطينيين، وبالتالي تحويل إسرائيل إلى دولة ثنائية القومية، تتعارض مع فكرة الدولة اليهودية. فهل تبدد قلقه؟ هل هو أقل قلقاً بشأن الاحتمال الواقعي للغاية المتمثل في أنّ ضم 30 في المئة من الضفة، على النحو المسموح به في «خطة ترامب»، يمكن أن يوجه ضربة كبرى لمعاهدة السلام بين إسرائيل والأردن ويمنع احتمال تحسين العلاقات بشكل أكثر علانية مع دول الخليج الفارسي؟ ألم يعُد قلِقاً من أن العديد من الدول الأوروبية قد يكون لها رد فعل على عملية الضم من جانب واحد، بما في ذلك الاعتراف بدولة فلسطينية، كرد على ذلك؟»، على حدّ تعبيره.
وكان الكنيست قد صوت أمس بأغلبية 73 صوتا مع، مقابل 46 صوتا ضد وامتناع صوت واحد لصالح الحكومة الجديدة، لينهي ازمة سياسية استمرت أكثر من عام.
وقال نتنياهو إن الوقت حان لإحالة السيادة الإسرائيلية على مناطق في الضفة، مما دفع النواب العرب لمقاطعته وإخراج بعضهم من القاعة، مدعيا أن هذه الخطوة ستقرب السلام، وأن الحقيقة المعروفة تفيد بأن مئات آلاف المستوطنين سيبقون دائما في أماكنهم في أي تسوية.
نورنيوز-وكالات