بعد التهديدات الامريكية بعث وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف برسالة عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريتش يحذر فيها من إقدام امريكا على إرسال قوات بحرية إلى مياه البحر الكاريبي بهدف عرقلة نقل الوقود الإيراني إلى فنزويلا.
بالتزامن مع رسالة ظريف التحذيرية لغوتيريتش استدعى المستشار السياسي له السفير السويسري لدى طهران راعي مصالح أمريكا في ايران، لتحذير واشنطن من مغبة عرقلة حركة أي ناقلة نفط إيرانية في المياه الدولية مؤكدا أنها ستواجه ردّا قاطعا من قبل ايران.
وكانت قد نقلت وكالة رويترز منذ عدّة أيام تصريحات مسؤول أمريكي، قال فيها، أن واشنطن تبحث اتخاذ خطوات مناسبة للردّ على قيام ايران بتصدير البنزين الى فنزويلا.
وتعقيبا على خبر وكالة رويترز، كشفت وكالة نورنيوز الإخبارية أمس الأول السبت نقلا عن مصادر مطلعة، قيام البحرية الأمريكية بإرسال 4 سفن حربية ترافقها طائرة من طراز "P8 بوسايدون" من السرب VP-26 متوجهة الى منطقة الكاريبي لمحاولة الاعتداء على ناقلات النفط الايرانية.
تحذير إيران القاطع من القرصنة البحرية الأمريكية وتداعياتها الخطيرة، تجسّد بشكل واضح في التحذير الموجه الى السفير السويسري بطهران ورسالة ظريف إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ويكشف عن إرادة طهران الجادة في حماية مصالحها وحقوقها القانونية في المياه الدولية.
بعيدا عن ردود أفعال المسؤولين الايرانيين، إن أحد أبرز عوامل الردع التي ستحدّد مسار ماتعتزم أمريكا القيام به من تهديد للسفن الايرانية، هو التواجد الواسع للسفن التجارية الأمريكية في الممرات المائية الدولية لاسيما في مياه الخليج الفارسي وبحر عمان والمحيط الهندي والبحر الأحمر، و لدى الجمهورية الإسلامية قدرة كبيرة على الردّ بالمثل.
واشنطن على دراية تامة بهذا الواقع، وتعلم أن ايران لن تتوانى عن حماية حقوقها القانونية وهذه النقطة حساسة جدا بالنسبة لها ولن تتهاون معها، خصوصا أنها أثبتت في العديد من الأزمان، أنها متأهبة لتوظيف جميع القدرات المتاحة لديها لحماية مصالحها ومحاسبة الجناة.
إحدى القضايا المهمة في هذا السياق هي وجود إرادة قوية لدى القادة الإيرانيين تتجلى في التصريحات السياسية واستباق الآليات التنفيذية في مختلف القطاعات لتحقيق المناهج القائمة على حماية المصالح الوطنية الايرانية.
ونظرا للتجارب السابقة، سيؤدي التحذير السياسي الإيراني يوم أمس الأحد بالتأكيد إلى أبعاد أخرى، مثل توسيع نطاق الرقابة والرعاية اللازمة في مجال الحركة البحرية لمسافات طويلة، والاستعداد لردود فعل مناسبة لمختلف الاحتمالات.
كما يؤكد هذا التحذير على مدى جدّية الجمهورية الاسلامية في الدفاع عن حقها باتخاذ الإجراءات المناسبة والضرورية لمواجهة أي تهديد محتمل من قبل أمريكا، وما سيخّلفه أي تحرك غير قانوني ضد طهران على واشنطن.
نورنيوز