وفيما يلي نص البيان الصادر اليوم الجمعة:
لقد وقعت تلك الجريمة قبل 72 عاماً ولا زالت تفاصيلها مستمرة حتى يومنا بفعل تواطؤ الدول الاستعمارية الكبرى التي لا زالت تقدم للكيان الصهيوني كل الدعم في جرائمه وعدوانه، وها هي الولايات المتحدة الأمريكية التي تصر على نشر الفوضى في عالمنا العربي والإسلامي سعياً وراء تمكين "إسرائيل" من السيطرة عليه، ها هي تدعم مشاريع الضم والتوسع في مناطق شاسعة من أرضنا الفلسطينية!
اليوم تُطوي النكبة عامها الـ72 بينما يظل جرحها الدامي محفوراً في الجسد الفلسطيني الذي لم تقهره الشدائد والمحن بل يزداد ثباتاً وصمودا وتمسكاً بحقه الذي يأبى النسيان.
لقد راهن أرباب المشروع الصهيوني الاستعماري على شطب هويتنا وسلخنا عن ارتباطنا الأزلي بأرضنا ومقدساتنا، لكنّ الأيام والأحداث التي تتوالى تثبت الفشل الذريع التي منيت به أدوات
هذا المشروع وأذرعه الإعلامية المختلفة التي وظفها لخدمة روايته، فالشعب الفلسطيني منغرس في أرضه وإن بَعُد عنها مستمسك بحقه الذي لا يقبل التجزئة ولا القسمة ولا المساومة، ومن خلفه تقف الأمة التي لن تغفل أبدا عن إدراك الخطر الذي يشكله بقاء الكيان الصهيوني في قلب العالم العربي والإسلامي.
إننا في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، ومع تجدد المؤامرات والمخططات التي تستهدف فلسطين وشعبها، نؤكد على ما يلي:
أولاً: إن توالي مخططات تصفية القضية الفلسطينية سيقابل بصلابة في الموقف، ولن نقايض على حقنا الثابت في فلسطين مهما كان الثمن ومهما بلغت التضيحات.
ثانياً: نجدد إعلان رفضنا التام لأي مساس أو انتقاص من حقنا الثابت في كل شبر من أرض فلسطين، ففلسطين كلها من بحرها إلى نهرها حق واحد، لن تستكين عزائمنا عن القتال لأجل تحريره واسترداده إلا بطرد الغزاة الصهاينة وتحرير كل ذرة من ترابها المقدس، وإن هذا الأمر هو عقيدة نغرسها في صدور أبنائنا وأجيالنا ومهما طال الزمن أم قصر فإن ذلك محقق لا محالة "فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا".
ثالثاً: إن المقاومة بكل أشكالها هي حق مشروع لشعبنا الفلسطيني، وإن حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين مصممة على استمرار المقاومة وفي مقدمتها المقاومة المسلحة التي ستبقى خيارها الأول والعمل على تطوير إمكاناتها الأولوية الأساسية رغم كل الظروف، ونؤكد استعدادنا الدائم لكل أشكال التنسيق والعمل الموحد مع مختلف القوى لحماية حق المقاومة وتطوير أشكالها وامتدادها لكل ساحات الوطن.
رابعًا: أمام ما تشهده قضيتنا من تحديات ومؤامرات، فلا بد من تحشيد الطاقات ورص الصفوف ومضاعفة العمل وتعزيز الوحدة لمجابهة الأخطار المحدقة بقضيتنا، وتعزيز صمود شعبنا والتخلي عن كل عوامل الفرقة، وقطع كل أشكال العلاقة المختلة مع العدو الصهيوني وسحب الاعتراف به وإلغاء كل الاتفاقات المذلة بدءً من أوسلو وانتهاءً بكل توابعه.
في الختام: نتوجه بالتحية لجماهير شعبنا الفلسطيني المتسلح بالحقوق والثوابت والصامد في وجه التحديات، التحية لأهلنا المرابطين في القدس والضفة وغزة والـ48، التحية لأهلنا في مخيمات اللجوء والشتات، وللجاليات الفلسطينية في مختلف مناطق العالم.
التحية لأجنحة المقاومة وخلاياها الباسلة، التحية لأسرانا الأبطال وللجرحى الميامين، والرحمة لشهداء شعبنا الأبرار.
وإنه لجهاد نصر أو استشهاد
حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين
الجمعة 22 رمضان 1441هـ، 15 مايو 2020م
نورنيوز-وكالات