معرف الأخبار : 49783
تاريخ الإفراج : 5/14/2020 5:05:45 PM
نيويورك تايمز: إدارة ترامب لا تعلن الرقم الحقيقي لوفيات كورونا

نيويورك تايمز: إدارة ترامب لا تعلن الرقم الحقيقي لوفيات كورونا

قال الكاتب نيكولاس كريستوف في صحيفة “نيويورك تايمز” إن عدد ضحايا كوفيد-19 في الولايات المتحدة تجاوز مئة ألف.

وجاء في مقاله أن الكثير من داعمي الرئيس الأمريكي يعتقدون أن أعداد ضحايا فيروس كورونا في أمريكا مبالغ فيها، وشارك الرئيس دونالد ترامب نفسه تغريدة تشكك في صحة الأرقام عن الفيروس. و”هو محق ولكن ليس في الاتجاه الذي يقترحه، وقمنا بالنظر إلى الأعداد ولاية بعد ولاية وتبين أنها تتراوح ما بين 100.000 إلى 110.000 أمريكي ماتوا نتيجة للوباء، وليس 83.000 أمريكي ماتوا لأسباب تتعلق بالوباء، كوفيد-19 (الرقم ارتفع الآن ووصل إلى 85.197). وتوصلت في تقديري بمساعدة عالم الإحصاء بجامعة هارفارد رفائيل إريزاري، الذي قام على مقارنة بين معدلات الوفيات في هذا الربيع. ولم تتأثر عدة ولايات، بل وبدت المعدلات فيها تتناقص، وهذا بسبب قلة حركة السيارات وحوادثها، إلا أن ولايات أخرى شهدت زيادة كبيرة في الوفيات”.

ويقول كريستوف إن أمريكا خسرت على مدى شهرين، مواطنين أكثر مما خسرته خلال سبعة عقود في حروب من الحرب الكورية وفيتنام وحرب الخليج وغزو أفغانستان والعراق. ويعترف الكاتب أن الأرقام ليست صحيحة بالمطلق؛ لأن التقدير استند على بيانات أولية.

ويقول إن نقطة البداية في التوصل لهذا الرقم هي أن الوفيات التي حدثت خلال الشهرين الماضيين لم يتم تحديد سبب الوفاة فيها، فمعظم من ماتوا لم يتم تشريح جثثهم، ولم تتح للكثيرين منهم فرصة للفحص من الفيروس. وهذا يعني أن الرقم الحقيقي لمن ماتوا بسبب الوباء غير محدد أو معروف.

ولكن الكاتب يقول إن هناك معيارا لمعرفة العدد الحقيقي لمن ماتوا في ظل الوباء، وهو النظر في الأعداد المتزايدة للوفيات التي تعتبر أعلى من المعدل العادي في فترة ما. ففي سبعة أسابيع مثلا، مات 70.000 أمريكي أكثر من العدد المسجل في الظروف العادية وبنفس الفترة.

ولا يشمل عدد 70 ألفاً الكبير ولايات كونيتيكت ونورث كارولينا أو بنسلفانيا، والتي تم استبعادها لعدم وجود بيانات أو للشك فيها. وفي تلك الفترة كان الرقم الرسمي للوفيات من كوفيد-19 هو 49.100 مما يقترح تجاوز أكثر من 20.000 حالة وفاة بسبب فيروس كورونا حتى 25 نيسان/ أبريل.

وعند إضافة الـ20.000 وفاة غير المضمنة في الرقم الرسمي، عندها سيكون عدد الوفيات الإجمالي في أمريكا أكثر من 100 ألف وفاة، إلا أن تجاوز إحصاء الحالات استمر حتى بعد 25 نيسان/ أبريل وإن بمعدلات متدنية.

ويقول الكاتب إن هناك نقصا في البيانات لتقييم معدلات الوفاة في نهاية نيسان/ أبريل وبداية أيار/ مايو، والتي سجلت فيها وفاة أكثر من 30 ألف أمريكي بسبب كوفيد-19. وفي هذه الفترة زادت معدلات الفحص، وأظهر الأطباء استعدادا لتسجيل كوفيد-19 كسبب للوفاة.

ويقول روبرت أندرسون، مسؤول مكتب الوفيات في مراكز السيطرة على الأمراض: “مع مرور الوقت قلت حالات عدم التبليغ” عن الوفيات. ففي دراسة أعدت بمدينة نيويورك، وجدت حالات كبيرة من عدم التبليغ في النصف الأول من نيسان/ أبريل لكي تختفي مع بداية أيار/ مايو.

وفي البداية كانت هناك زيادة مفرطة في حالات الوفاة بسبب فيروس كورونا، لكنها في 25 نيسان/ أبريل وصلت إلى 40% فقط. ولو كان عدد الحالات التي لم تسجل يصل إلى  10% فهذا يعني زيادة آلاف من الحالات التي لم تضمن في الأرقام الرسمية بشكل يرفع رقم الوفيات بسبب الوباء إلى 110.000 حالة وفاة.

وتظل هذه الأرقام غير مؤكدة، ولكن هناك حوالي 25.000 أمريكي ماتوا بسبب الوباء، ولم يتم تسجيلهم في السجلات. ولكن التحليل للأرقام لا يحدد سبب الوفاة إن كان نتيجة للفيروس مباشرة أو غير مباشرة.

فقد تكون الوفاة نتيجة سكتة قلبية أو جلطة دماغية أو لعدم ذهابهم إلى المستشفى، وتأخرهم في الاتصال برقم 911 أو لعدم توفر سيارة إسعاف. وبعبارات أخرى هناك عدد متواضع مات بسبب الفيروس وإن لم يصبهم.

والسبب الداعي للتفكير إلى أن الزيادة في حالات الوفاة مرتبط مباشرة بالفيروس، هو أن الأرقام المسجلة في ولايات معروفة بدقتها في تسجيل الحالات مثل ماساتشوستس لا تختلف الأرقام عن الزيادة في الوفيات عن تلك المسجلة بسبب كوفيد-19.

ويعتقد البروفيسور إريزاري الذي يدير دائرة المعلومات في معهد فاربر للسرطان ببوسطن، إن التقديرات التي تم التوصل إليها تقوم على طبقات من عدم اليقين. فمن الناحية العملية لا يتم تسجيل الوفاة بشكل كامل إلا بعد شهرين، وعليه فالقضية الرئيسية تتعلق بتعديل التأخر في التبليغ.

فأرقام مراكز السيطرة على الأمراض تقوم على بلاغات عن الوفاة غير كاملة، أما نموذج الكاتب والبرفسور فيقوم على الخوارزميات. وتكشف الأرقام عن الوفيات تباينا هائلا بين الولايات، فتكساس وكاليفورنيا عانتا كما يبدو من وفيات أكثر مما عانتا بسبب وباء الإنفلونزا عام 2018 وأكثر من وباء كورونا، على الأقل حتى الآن.

وتكشف أرقام مراكز التحكم بالأمراض، أن ولايات تضم أركنساس، أيوا، كنساس، هاواي، نورث داكوتا، ساوث داكوتا ورود أيلاند، عانت من وفيات أقل من المعدل العادي في الأسابيع السبعة التي انتهت في 25 نيسان/ أبريل.

وربما كان السبب هو قلة حركة السيارات وتراجع حالات حوادث السيارات. وتوصل إريزاري إلى أن نسبة 70% من الوفيات المفرطة جاءت من سبع ولايات: نيويورك، نيوجيرسي، ميتشغان، ماساتشوستس وإلينوي.

وتم الاعتراف بفكرة عدم تسجيل كل الحالات، حيث أخبر الدكتور أنطوني فوتشي يوم الثلاثاء، لجنة في مجلس الشيوخ أنه لا يعرف إن كانت حصيلة الوفيات أعلى بنسبة 50% من الأرقام الرسمية و”لكنها بالتأكيد أعلى”.

ويقول مايكل بي جونز الذي يعمل في مستشفى ببرونكس: “معظم الأطباء العاملين على الخطوط الأمامية سيخبرونك أن هناك حالات لم يتم الإبلاغ عنها بشكل واضح”. وقال إن معظم الحالات تم تسجيل الوفاة بأنها “فشل في التنفس” أو “فشل في عدد من الأعضاء”.

وتضيف الدكتورة أليشا سكاريمباس، التي تعمل في نيوجيرسي: “وقّعنا على عدد كبير من شهادات الوفاة وكنّا نصطف على الدور لتوقيعها”.  وقالت إنها كانت تحدد سبب الوفاة بكوفيد- 19 لو كانت الإصابة بالفيروس واضحة، إلا أن زملاءها كانوا يحددونها بـ”فشل في التنفس” إلا في حالة تبين أن نتيجة فحص الميت بالفيروس كانت إيجابية.

ويعلق الدكتور كريستوفر موراي من معهد القياسات الصحية والتقييم بجامعة واشنطن، أن التقليل من أعداد الوفيات هي مشكلة عالمية وليست منحصرة في الولايات المتحدة، مضيفا أن الزيادة في حالات الوفاة هي ضعف الرقم الرسمي.

وعادة ما يتم تقييم الوفيات أثناء حادث أو وباء، فعندما ضرب إعصار ماريا، بورتوريكو عام 2017، ظل الإحصاء الرسمي عن الضحايا ولمدة عام هو 64 وفاة. إلا أن إريزاري وغيره من الباحثين استخدموا عددا من الأساليب وحددوا الرقم بأكثر من ألف ضحية. ونتيجة لعملهم الإحصائي فقد تغيرت الأرقام الرسمية وأصبحت الآن 2975.

وفي النهاية، سيظل الناس يموتون بسبب كوفيد-19 في الأسابيع المقبلة، ومن مات منهم فربما كان مصابا به قبل عدة أسابيع. ويقول دكتور توم فريدين المدير السابق لمركز التحكم بالأمراض، إنه لو استطعنا وقف الإصابات الجديدة، فسيظل الناس يموتون من العدوى التي أصابتهم.

ويتساءل كريستوف عن سبب الحديث عن هذا الموضوع، ويجيب أن أرقام الوفيات بسبب كوفيد-19 والمبالغة أو التقليل منها باتت جزءا من النقاش الذي يغذي السياسة وهو ما فعله ترامب.


نورنيوز-وكالات
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك