وقال الأمين العام لحزب الله:" اليوم ذكرى غالية علينا في المقاومة وحزب الله وهي الذكرى السنوية لاستشهاد القائد السيد مصطفى بدرالدين. من مسؤوليتي أن أقف أمام واجبين، الأول تعزية لجميع المسلمين في العالم الذي في مثل صبيحته أي اليوم الـ19 من شهر رمضان 40 للهجرة، قام أحد الخوارج الفرقة التكفيرية الأولى بالإعتاد على خليفة المسلمين في مسجد الله وشهر الله وضربه بالسيف المسنون على رأسه، أي أمير المؤمين علي بن أبي طالب مما أدى الى استشهاده".
وتابع السيد حسن نصرالله كلامه:"هذه المناسبة لا زالت تحمل عبرها، الإمام علي وقف بقوة أمام أول ظاهرة تكفيرية خطيرة هذه الجماعة قتلت الناس على أدنى الشبهات وارتكبت الفظائع، والمواجهة كانت بحاجة الى امام وقائد عظيم ليفقأ عين الفتنة. هذه الظاهرة عادت الينا في السنوات الأخيرة، هذا العقل التكفيري هاجم أمس مستشفى ولادة في كابول".
وأضاف السيد نصرالله:"الواجب الآخر، واجب التبريك للممرضين والممرضات في يومهم العالمي، وهم يستحقون كل الإحترام والتقدير لأنهم يفقون في الخطوط الأمامية في مواجهة كوورنا، الذي يقف العالم أمام حائرا والعلماء لم يتشكل لديهم تصو واضح وكامل عن الفيروس او التوصل الى لقاح. هذه المعركة طويلة الممرضون والممرضات يواجهون الخطر ويحتاجون الى دعم معنوي ومادي لأن المعركة تتوقف اليوم على يقين وايمان وعلم وخبرة وشجاعة وثبات الطواقم الطبية والإسعافية، وعدم انهيارها وتعبها كما هو الحال في المعارك العسكرية".
وأشار الأمين العام لحزب الله:"طبيعة مناسبتنا كنا نقيم لها احتفالا، ولكن لا يمكن أن يجتمع اليوم الناس في مكان واحد. بعض الكلمات اليوم هي مساهمة في احياء هذه الضكرى. سأتطرق الى المناسبة ومنها ادخل الى النقاط المرتبطة في سوريا وتأثيرها عليها ومن باب سوريا ادخل الى لبنان وفيما يتعلق بما يجب أن نبادر اليه".
وتوجه السيد حسن نصرالله بالتحية الى عائلة الشهيد السيد مصطفى بدرالدين قائلاً:"في هذه المناسبة أجدد التبريك والتعزية لعائلة الشهيد السيد مصطفى بدرالدين ولكل رفاق الدرب. نحن عندما نصر على احياء ذكرى الشهداء ذلك تقديرا لجهادهم واحتراما لتلك التضحيات الجسام وللتذكير بإنجازاتهم ولنستلهم من سيرتهم وتضحياتهم وجهادهم ومن صفاتهم ما نتمكن منه لمواصلة الطريق الطويل في مواجهة الأخطار".
وتحدث الأمين العام لحزب الله عن مواصفات شخصية الشهيد السيد مصطفى بدرالدين وقال:"
أنا تحدثت عن صفاته الشخصية في السابق وما أريد اليوم أن أضيفه في هذه الذكرى السنوية وما نحتاج اليه فعلا في كل مواقعنا القيادية والجهادية، السيد مصطفى كانت دائما يمتلك روحا قويا ومعنويات عالية وهذا يؤدي الى تماسك وصمود وثبات والقدرة على التفكير واتخذا القرار ومواثلة الحركة. وعندما تكون معنويات لاانسان ضعيفة او تهتز أمام أي حادث أو خطر داهم بطبيعة الحال هذا الإنهيار سيؤدي الى إنهيار في الإدارة ةوالقيادة وله تداعيات خطيرة. السيد مصطفى في كل الظروف".
وتابع السيد نصرالله:"السيد كانت معنوياته عالية دائما ويعطيها لكل من حوله، أنا شخصيا عشت تجارب كبيرة معه. التجربة الأولى عندما كان مسؤولا عسكريا عام 1996 وشن العدو الإسرائيلي حربا في شهر نسيان وكانت حربا واسعة ارتكب فيها مجزرة المنصوري ومجزرة قانا وتهديد بالقضاء على المقاومة أو ابعادها من القرى المتاخمة للشريط الحدودي. تلك المعركة التي استمرت لأيام كانت صعبة وقاسية، وهو كان المسؤول العسكري المركزي وقادها الى جانب بقية أخوانه المتواجدين في الجبهة الامامية".
وأضاف السيد نصرالله قائلاً:"كنا نتواصل وكان يقدم تقديرا للموقف ويتابع الحركة وبفضل هذه المعنويات العالية والقيادة المركزية والقيادات الميدانية، هو كان له موقعية مركزية في الإنجاز والإنتصار وفشل العدو في تحقيق أي من أهدافه وتمكنا من فرض تفاهم نيسان الذي كان أوجد تحولا كبيرا في تراكم عمل المقاومة الذي أدى الى انتصار 25 أيار عام 2000".
وتطرق السيد حسن نصرالله الى الوضع في سوريا بالقول:"في العام 2011 وفي استغلال خطير للربيع العربي كان هناك مشروع أميركي اسرائيلي سعودي وأتى مع تركيا وقطر ودول عربية واسلامية واوروبية، وهو مشروع للسيطرة على سوريا، لم يكن لديهم مانع بأن يستمر الرئيس الأسد برئاسة سوريا اذا قبل أن يبدل موقفه وموقعه. المشكلة لم تكن مشكلة شخص وتركبية ونظام، بل أن سوريا كانت خارج نظام الهيمنة الأميركية على المنطقة، فهي تملك السيطرة الحقيقة على النفط الغاز الأموال وعلى القرار السياسي، وتفرض أسعار النفط وحجم التصدير وتهدد بحال تجاوز الضوابط".
وأضاف السيد نصرالله:"سوريا ليست دولة ضعيفة ولا فقيرة ولا هامشية، هي في قلب عالمنا العربي وفي قلب معادلات وصرعات المنطقة، كل الدوفاع للسيطرة على سوريا التي كانت تأبى الخضوع وتتعاطي بشكل مرن، هذا كان أمر قائم. جاء الربيع العربي وتم استغلال الشعارات لتحقيق هذا الهدف. العالم المستكبر وأدواته أميركا واسرائيل وبريطانيا وفرنسا ودول الناتو اجتمعت كلها على هذا الأمر وفي بلدان أخرى تتصارع تتنازع مثلا في ليبيا ومصر واليمن، نفس الجبهة التي اتحدت في سوريا تتقاتل في دول أخرى".
وشدد السيد نصرالله:"هدف الحرب الكونية على سوريا كان واضحا، كان المطلوب أن تصبح تابعة للهيمنة الأميركية ولتوقع مع اسرائيل وتتخلى عن فلسطين والقدس، وتتخلى القيادة السورية الجديدة عن الجولان وعن نفطها وخيراتها لمصلحة دول الهيمنة. ما كان سيسمح للجماعات التكفيرية أن تحكم في سوريا لأنهم هم من جاؤوا بها. هذا كان فهمنا وفهم الأخوة في ايران وكان علينا أن نبادر".
وأشار السيد حسن نصرالله الى تواجد حزب الله في سوريا:"كنا نعرف أن ذهابنا الى سوريا سيكون لها تبعات في لبنان ومن سيحاول تشويه صورة المقاومة وحزب الله. كنا ندرك أن هناك تضحيات بشرية ومادية وأن حجم المخارط التي تتهدد لبنان وفلسطين وسوريا أكبر بكثير. لذلك ذهبنا الى هناك،السيد مصطفى بدرالدين كان قائدنا في المعركة في سوريا وقضى آخر سنواته في سوريا وكان حاضرا في مختلف الجبهات والميادين. هذه المعركة كانت بحاجة الى قادة يملكون الأمل والثقة والمعنويات العالية.".
واضاف السيد حسن نصرالله:"السيد مصطفى بدرالدين كان يخوض المعركة كتفا الى كتف مع الشهيد قاسم سليماني، معا سويا ينسقون ويعملون ويخططون ويحضرون في الميادين. نحن اليوم نشهد ما كان يقوله السيد مصطفى ويقينه بالإنتصار".
واكد الأمين العام لحزب الله:"اليوم بكل بساطة وبتقييم موضوعي وحقيقي ومن يذهب الى سوريا ويتجول فيها، كل المناطق التي تديرها الدولة السورية يستطيع أن يقول انتصرت سوريا في الحرب وما زال لديها بعض المعارك. التقييم الإستراتيجي الصحيح والدقيق أن القيادة السوري والجيش والدولة والشعب الذي صمد إنتصروا في هذه الحرب. لديهم بعض المعارك السياسية والعسكرية في ادلب وضرق الفرات وهذا شيء جزئي محدد. سوريا نجت من التقسييم وإنتصرا، وهدف الحرب الكونية التي انفق فيها مئات مليارات الدولة الأميركية من حساب عربي، وسوريا بصمودها ووجود وثبات الحلفاء استطاعت أن تنتصر".
وقال السيد حسن نصرالله:"ما فشلوا في تحقيقه في سوريا عسكريا حاولوا تحقيقه من خلال الضغوط والعلاقات الدولية والترهيب والترغيب للتخلي عن سوريا، هذا كله فشل حتى الآن. المعركة السياسية لا تقل ضراوى عن العسكرية وفي بعض الأحيان هي أخطر. سوريا ما زالت تخوض الحرب السياسية وتواجه الضغوط التي فشلت في تحقيق أهدافها".
وتطرق السيد حسن نصرالله الى مرحلة ما بعد فشل الحرب العسكرية في سوريا قائلاً:"بعد فشل الحرب السياسية والعسكرية، جبهة الطغت الأميركية تلجأ الى الحرب النفسية والعقوبات والحصار. في الحرب النفسية هناك تصعييد فيها، وفي موضوع العقويات والحصار عسى سوريا والرهان على التداعيات الاقتصادية وضغوط كورونا زادت الضغوط. من يحصار ايران وفنزويلا وغزة واليمن يعاني من تداعيات كورونا الاقتصادي ولكنا نرى المأزق في أميركا وأوروبا. الرهان على صمود القيادة والدولة والشعب وما يدعو للأمل أن سوريا لديها طاقات والإمكانات الذاتية والموارد كبيرة، سوريا لم تكن دولة غنية ولكن اقتصادها معقول. الرهان يف المعركة الاقتصادية والمعيشية والمالية وفي المعركة النفسية أيضا".
وتابع السيد نصرالله:"في الحملة النفسية ما يثار في الإعلام العربي والغربي عن صراع نفوذ ايراني روسي في سوريا وهذا غير صحيح. بالنسبة الى الجمهورية الإسلامية وحزب الله وفصائل المقاومة من بلدان مختلفة قاتلوا في سوريا الى جانب الجيش والشعب السوري، الجمهورية الإسلامية لا تخوض معركة نفوذ لا مع روسيا ولا غيرها، موقفها في سوريا ينطلق من منع سقوط سوريا في جبهة الإستكبار، لا تبحث عن نفوذ وليس لديها أطماع ولا تريد ولم ولن تتدخل فش الشأن الداخلي السوري. ما يعني الجمهورية الإسلامية هو أن تكون في سوريا في موقعها العربي وأن تحافظ على سيادتها ووحدتهل والقلعة الصامدة التي لا تخضع للهيمنة الأميركية الإسرائيلية".
وختم السيد نصرالله كلامه حول الوضع في سوريا قائلاً:"قد يحصل بين الحلفاء بعض الاختلاف في التقييم ولكن هذا لا يؤدي الى صراع نفوذ. وأطمئن جمهو المقاومة أن في سوريا لا صراع نفوذ حنتى نقول أن جبهة الدعم لسوريا تتآكل".
وتحدث السيد حسن نصرالله حول موقف الإحتلال تجاه ما يجري في سوريا وقال:"
في الأسابيع الماضية وزير الحرب الاسرائيلي تحدث عن انتصارات وهمية لاسرائيل في سوريا على حساب سوريا وايران ومحور المقاومة. الاسرائيلي في السنوات الأولى من أحداث سوريا راهن على الجماعات المسلحة وعلاقات هذه الجماعات مع اسرائيل غير قابلة للإنكار. اسرائيل كانت حاضرة بقوة وراهنت على الذين يقاتلون النظام ووضعت مجموعة أهداف أعلاها اسقاط النظام.
عندما فشلت هذه الحرب وأدرك الصهاينة أنهم خسروا الحرب وبدليل أن الجنوب السوري الذي كان تحت سيطرة الجمعات المسلحة خرجت عن طريق الكيان الصهيوني، وأدركوا أن الهدف فشل فذهبوا الى هدف آخر وما افترضوه خطرا جديدا. ويهاجمون كل ما يرتبط بتصنيع الصواريخ في سوريا ويعتبرون أن هذا قوة لسوريا ولمحور المقاومة. ينظرون الى سوريا كتهديد في المستقبل هي التي صمدت أمام الحرب الكونية اذا استعادت عافيتها واستطاعت تطوير قوتها سيعطيها اليد العليا في المنطقة وفي الصراع".
وتابع السيد نصرالله:"وينظرون الى وجود الجمهورية الإسلامية وفصائل المقاومة في سوريا كتهديد. هناك حالة رعب لدى الكيان الصهويني يدفعه الى خطوات تصعيدية ويتعاطى مع الساحة السورية من الموقع القلق والخائف والمرعوب. هو وضع هدف يرتبط بالوجود الايراني ووجود حزب الله في سوريا والعناون "اخراج ايران من سوريا" ووصل الغباء بوزير الحرب الاسرائيلي الى الحديث عن سقف زمني في آخر الـ2020 لاخراج الجمهورية الإسلامية من سوريا وبدؤا العمل على هذا الهدف من محاولة تصوير أن الوجود الايراني تحول من مساعد الى عبء وهذه مغالطة كبيرة".
واوضح السيد نصرالله حقيقة ما يقوله الإحتلال عن تواجد الجمهورية الإسلامية في سوريا قائلاً:"هم يتحدثون عن قوات ايرانية في سوريا، في سوريا يوجد خبراء عسكريون ايرانيون ومستشارين في الـ2011 وقبلها، بسبب الأحداث زاد العدد ولكن لا يوجد قوات عسكرية ايراينة في سوريا. هو يقدومن المشورى والمساعدة، ادارة مجاميع من قوات شعبية مقاومة سورية عربية واسلامية والتنسيق مع حركات المقاومة وتنسيق عمليات الدعم اللوجستي التي تقدمها وزارة الدفاع الايرانية لنظيرتها السورية.
في سوريا معركة وهمية تخوضها اسرائيل اسمها منع تواجد قوات عسكرية ايرانية في سوريا. في مرحلة من المراحل حصل نقاش جدي حول هذا الموضوع أتت بعض القوات لشهرين أو 3 في معركة حلب وغير ذلك لا قوات ايرانية في سوريا بل مستشارون وسقط الكثير منهم شهداء لأنهم في الخطوط الأمامية ويخوضون المعارك على طريقة الشهيد قاسم سليماني".
وأشار السيد حسن نصرالله:"بطبيعة المعركة عندما كانت المعركة تحسم سواء فيما يعني الايرانيين أو فصائل المقاومة، عندما تنتهي المعركة والتهديد، لم يعد هناك حاجة للمقاتلين وللقادة. حمص تحررت فانتهى التواجد وكذلك في أرياف دمشق وتدمر والبادية والجيش السوري عمل على تأمين مواقعه وثكناته. منذ سنتين تقريبا وبعد تحرير البادية وفتح الطريق الى حلب بدأ التوجه بإعادة بعض المستشارين الايرانيين. وهذا بدأ في ظل قيادة الشهيد سليماني وقيادة فيلق القدس تستكمل هذا الأمر من تخفيف الأعداد والتواجد لأن سوريا انتصرت وبدأت تتعافى".
وخاطب السيد نصرالله جمهور كيان الإحتلال بالقول:"عندما يتحدث أحد عن تخفيف أعداد في سوريا وهو ما يستدل به الاسرائيلي، وهذا ليس دليل انجاز اسرائيلي بل دليل انتصار سوريا ومحور المقاومة في الحرب الذي من لوازمه اعادة تموضع القوات بما يتناسب مع التحديات الجديدة على ضوء الإنجازات.
من غباء تضليل الاعلام الاسرائيلي أنه حاول تفسير تراجع حركة الطيران بين سوريا وايران وأن هذا انجاز له، ولكن سببه كورونا الذي أثر على الجميع. خلاصة هذه النقطة أخاطب بها الجمهور الاسرائيلي حتى لا يصغي الى أكاذيب قادته. هناك أذى يلحق بسوريا وبالمستشاريين وحزب الله بسبب الإعتداءات الإسرائيلية، ولكن الجمهور الاسرائيلي يجب أن يعرف أن ما يقولوه قادته أكاذيب وقد يدخلون في حماقة".
وتحدث السيد حسن نصرالله الى وضع الداخلي اللبناني قائلاً:"اذا في أحد مأخر نقاش ترتيب العلاقات مع سويا ويعيش وهما أن الوضع في سوريا سيتغير وأن النظام سيسقط، هذه أوهام وتضييع وقع على لبنان واللبنانيين وليس لسوريا, هب عاشت أصعب الظروف وتجاوزتها.
لبنان بحاجة الى ترتيب العلاقات مع سوريا. الهم النقدي المالي المعيشي هو المسيطر، كثير من اللبنانيين أصبحوا تحت خط الفقر. اذا الحكومة تفكر كيف تذهب الى صندوق النقد ودول العالم للحصول على أموال هناك طريق واضح، نتيجة عداوات سياسية ورهانات خاصرة وخاطئة وأوهام عند عدد من القيادات لا يجوز أن يستمر الوضع".
وتابع السيد نصرالله:"ترتيب الوضع مع سوريا سيفتح أبوابا مهمة للمعالجة الاقتصادية في لبنان. الذي ينتظر ويتوقع مساعدات دولية ويناقش في خيارات سياسية للحصول على مساعدات، من الذي سيقدمها؟ أميركا التي ستقترض للمحافظة على اقتصادها ودول أوروبا ودول عربية غنية.
لا يجوز أن نعيش على أمل هذه المساعدات يجب أن يكون هانك جهد في الداخل عبر احياء القطاع الصناعي والزراعي، لدينا عقول هائلة، بحاجة الى عمل من الحكومة والشعب، هذا الانتاج بحاجة الى سوق ولا يمكن التصدير دون سوريا. اليوم في العراق حكومة جديدة العلاقات اللبنانية العراقية ممتازة ، الطريق بين لبنان والعراق عبر سوريا، ويمكن أن نجد أسواق لمنتاجتنا والبوابة هي سوريا".
واكد السيد حسن نصرالله على موضوع التعاون الثنائي بين لبنان وسوريا في مجال الأمن وإغلاق المعابر غير الشرعية بين البلدين قائلاً:"بمعزل عن حجم ملف التهريب والمعابر غير الشريعة، لا أحد ينكر أن التهريب موجود والمعابر أيضا، بالخطة موجود وهو حل موضوع التهريب الى سوريا.وهذا يحتاج الى تعاون بين الدولتين والجيشين. الجيش اللبناني اذا انتشر على كل الحدود لا يمكن أن يمنع لاتهريب لأن الحدود والقرى والعائلات متدخلة، الطريق الوحيدة هو التعاون الثنائي".
ورفض الأمين العام لحزب الله تواجد قوات أممية على الحدود بين سوريا ولبنان وقال:"الحديث عن قوات امم متحدة على الحدود اللبنانية السولابة هو حديث عن تحقيق أحد أهداف حرب تموز والذي فشلت هذه الحرب في تحقيقه. هذا أمر لا يمكن أن يقبل به على الإطلاق ولا علاقة له بالاقتصاد ومنع التهريب بل بمسألة أكبر وأخطر لها علاقة بقدرة الردع التي تحمي لبنان في مواجهة الأطماع الاسرائيلية"
ما عجزوا عن تحقيقه في سوريا عسكريا، حاولوا ويحاولون تحقيقه سياسيا"
ماذا أرادوا من سوريا، يوضح السيد، أرادوا سوريا الضعيفة، سوريا العاجزة عن قول كلمة لا، بوجه الغرب الذي يقرصن ثروات الشعوب في المنطقة وخارجها وكراماتهم، كما يفعل مع بعض الدول العربية الحليفة له، فهو عبر سماعة الهاتف يفرض عليهم دفع الخوة، ضريبة حمايتهم وبقائهم على عروشهم رغم أنوف شعوبهم، ويدعي نشر الديمقراطية حيث أراد أن يسطو على بئر نفط، وعبر السماعة أيضا، دون الحاجة الى زيارة رسمية وتكبد عناء الطريق وهدر الوقت، يتحكم بقدرات الدول الانتاجية خصوصا ما شهدناه مؤخرا، حول انخفاض أسعار النفط، ومصالح الغرب وأميركا تحديدا في خفض الانتاج قبل الوصول الى الانهيار الذي بلغوا اليه، فيما فعلوا المستحيل للضغط اقتصاديا على ايران، فوصل الحبل الى رقابهم ووقعوا وأوقعوا العالم قاطبة، بالحفرة التي حفروا.
نعم هكذا أرادوا سوريا، وخسروا، ولخسارتهم عوامل أبرزها صمود الجيش السوري والشعب السوري والدولة بكل مؤسساتها والحلفاء على تعددهم واختلاف اجنداتهم وهو الموضوع الذي أيضا تطرق اليه السيد وسنتناوله في سياق مقالنا، وللنصر عناوين ورموز أيضا، ومن أبرزها وفي مقدمها، رئيس الجمهورية بشار الأسد، حيث كثر الحديث مؤخرا ضمن الحرب النفسية والاعلامية وحرب مواقع التواصل الاجتماعي والجيل الرابع، وحاول الأعداء أن اثارة هذا الموضوع، على قاعدة أن اسم الرئيس مطروح على طاولة المفاوضات للمرحلة المقبلة فأتى كلام السيد من ناحية لينفي صحة هذه الأخبار، وليؤكد لمن في نفسه شك، أن بقاء الرئيس الأسد بالنسبة لسوريا وجيشها وشعبها وكذلك بالنسبة لايران ومحور المقاومة خط أحمر لا يقبل الجدل أو حتى النقاش.
وأشار في الفصل الثاني من الخطاب، على دور ايران واولوياتها وتواجدها، وعرج ليغمز من زاوية المتحاملين على العلاقة الايرانية الروسية التي قيل ويقال الكثير عنها في اطار الحرب النفسية والدعائية أيضا،وأتى كلام السيد في هذا السياق واضح وصريح، بحيث لم يكثر من المدح بالحليف، بل ذهب مباشرة لجوهر القضية وفض النقاش مرة واحدة وأخيرة، لا مصالح لايران في سوريا تتنافس عليها مع الروسي.
هنا ندخل الى المصالح وطبيعتها لنفرق بين نوعين، بين المصالح المبدئية العقائدية لايران وباقي فصائل المقاومة، والمصالح الاستراتيجية لروسيا، كلاهما يريد الحفاظ على وحدة الأراضي السورية ومكافحة الارهاب وهذا لا نقاش فيه، وكلاهما يرى أن القيادة الحالية للدولة مناسبة وقادرة على تحمل المسؤولية للمرحلة المقبلة، وهذا أيضا لا نقاش فيه، وفي اطار صراع النفوذ، فنفوذ ايران في النطقة لا يتضارب أبدا مع أهداف روسيا في صراع نفوذها واثبات وجودها على الساحة العالمي، بل على العكس أن العلاقة الروسية الايرانية هي عامل مساعد ودافع وايجابي لمصلحة روسيا في مشروعها الكبير، وهو التعددية القطبية، بل ويتكامل الدور الايراني مع هذا المشروع، نظرا لدور ايران كقطب قوي وفاعل ومؤثر على صعيد المنطقة، من النواحي السياسية الاقتصادية والعسكرية، ولهذا السبب تتعرض منذ أربعون عام، لهذه الحرب والحصار الغربي ادراكا منه لأهمية وخطورة دورها على ضرب المصالح الغربية التي بدورها تتناقض ومصالح شعوب المنطقة والعالم، وتتنافى مع قواعد وبديهيات ارساء السلام والعدالة الكونية السياسية والاجتماعية، لهذه الأسباب تحارب ايران، ولهذه الأسباب حوربت سوريا، وفينزويلا، واليمن وتحاصر غزة وكوبا، ودول أخرى قالت لا، تلك اللا، التي تقف عائقا في حلق الأميركي وتمنعه من الهيمنة المطلقة على العالم، واذا كانت روسيا اضافة الى ذلك تريد المياه الدافئة، فلدى ايران محيطات دافئة وموانىء استراتيجية عديدة، ومعابر مائية استراتيجية تخولها التحكم بتسعين بالمئة من الملاحة البحرية التجارية العابرة من والى المنطقة وخصوصا تلك النفطية وهي أوراق لم تحتاج ايران لاستعمالها الى اليوم
اذا وبالمحصلة، وكما فهمنا من خطاب السيد نصرالله ليلة امس أن سوريا انتصرت، وأن الرئيس الأسد عنوان ورمز هذا النصر وكذلك أن محور المواجه يعي تماما مصالحه، التي لن تتضارب لتصل الى حد الخلاف والتقاتل وأعني بين روسيا وايران، لأن حتما في ذلك هدم مدمر لتراكم الانتصارات المحققة وهدر لدماء مئات لبل ألاف الشهداء، فالقيادات السورية الايرانية الروسية التي تتعرض لكم هائل من الضغوط السياسية الاقتصادية والديبلوماسية تعي تماما هذا الواقع، وهذه الحقيقة وهي لن تفتح الطريق لحصان ترواضة، للعبور من بوابة النصر المحقق لهدم وافساد ما بني بدماء غالية على الأمة، دماء الشهداء الأبطال، أخوة وأبناء القادة الشهداء أمثال الحاج قاسم سليماني والقائد الحاج ذو الفقار، وقافلة طويلة من الشهداء القادة والجنود في صفوف العز والكرامة
نورنيوز-وكالات