نورنيوز – بدأ تنظيم داعش الارهابي منذ حوالي الشهرين بإعادة نشاطه الارهابي في بعض المحافظات العراقية من ضمن الأنباء، ديالى وصلاح الدين، وعاث فسادا وزعزع أمن واستقرار العراق متبعاً نهجه الوحشي الذي يشتهر به وقام بتنفيذ عمليات تخريبية وتفجيرات وهجمات على القواعد العسكرية.
بالتزامن مع هذه التطورات الباعثة على القلق، عادت الصفحات والمواقع الالكترونية التابعة للتنظيم الى نشاطها، معلنةً عن أنشطة أكثر شمولاً وتخريباً في المستقبل القريب.
وعلى الرغم من أن تحركات التنظيم المحدودة في البداية لم تُثر قلق ومخاوف الزعامات والمؤسسات الأمنية والسياسية في العراق، إلاّ أن ارتفاع عدد هجمات التنظيم الارهابي مؤخراً، والتي دفعت القوات الامنية لرفع جاهزيتها لصدّ أي هجوم أو مشروع كبير يُحاك ضد هذا البلد، أرغم السلطات السياسية على متابعة ما يحدث عن كثب.
انطلاق وتنفيذ سلسلة من العمليات العسكرية في شهر رمضان المبارك من قبل الحشد الشعبي والجيش العراقي، فضلا عن تطهير المناطق الموبوءة بالارهاب في مختلف محافظات البلاد، يؤكد على مدى جديّة هذا التهديد الارهابي وعزم القوات العسكرية والأمنية على مواجهته واحتواءه بأسرع وقت ممكن.
ويرى بعض الخبراء السياسيين والأمنيين في العراق تحركات داعش الأخيرة، والتي كانت مصحوبة بدعم إعلامي نشط خلال الأعوام الماضية، إشارة مُقلقة على أن الولايات المتحدة وحلفائها يحاولون إعادة إحياء التنظيم الارهابي وإعادة حالة انعدام الأمن وعدم الاستقرار الى العراق، مؤكدين أن هذه المعلومات مسرّبة من مصادر موثوقة أكدت ما ذُكر آنفاً.
طبقاً لهذه المعلومات، أنشأت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) منذ حوالي 7 أشهر منظمة في إحدى الدول العربية بالمنطقة أطلقت عليها مسمى "الحملة الصليبية"، وجنّدت خبراء وأفراد مرتبطين بالتيارات السلفية التكفيرية وخططت وخططت لخلق بيئة مناسبة للقاعدة وتنظيم داعش الارهابي.
الصفحات الجديدة التي تم إنشاؤها في الفضاء الإلكتروني تتم إدارتها أيضًا بواسطة مجموعة "الحملة الصليبية" الناشطة في المنطقة وتوفر محتوى تعليميًا يعتمد على التعاليم السلفية التكفيرية وتنظيم وجلب انتباه المجموعات التي تصرفت على أنها "ذئاب منفردة" في استراتيجية داعش السابقة.
بعد إقرار قانون سحب القوات الأجنبية من العراق من قبل البرلمان، شنّت الولايات المتحدة عملية واسعة النطاق لإفشال القرار وإرغام الحكومة العراقية على عدم تنفيذه.
على مايبدو يسعى الأمريكيين إلى إعادة إحياء داعش وبعض الجماعات المرتبطة بالقاعدة ودعمهم لتنفيذ عمليات إرهابية في العراق، لخلق حالة من انعدام الامان في هذا البلد.
علاوة على ذلك، وبشكل متزامن مع كل ماسبق شنّت أمريكا وأذيالها في المنطقة حملة همجية سياسية إعلامية أمنية، بغية إضعاف هيئة الحشد الشعبي أفضل هيكل لمكافحة الإرهاب في العراق.
وتواجه الحكومة العراقية الجديدة التي اكتسبت ثقة البرلمان بعد عدّة أشهر من الفراغ السياسي في البلاد، عددا من التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بسبب الخلافات بين الجماعات السياسية. وفي مثل هذا الوضع الذي يمرّ به العراق وفي مثل هذه الظروف، على الحكومة أن تدافع عن مصالح العراق وشعبه في محادثات يونيو مع أمريكا.
تتمثل استراتيجية أمريكا ذات الأبعاد الثلاثة بالضغط على الحكومة العراقية من خلال "إعادة تنشيط داعش" و "إضعاف الحشد الشعبي" و "استمرار الاحتجاجات في الشارع"، الأمور التي لاقت دعماً إعلامياً واسع النطاق من قبل واشنطن وأذيالها.
إن زيادة تماسك الجماعات السياسية، وإعطاء الأولوية للمصالح الوطنية على الميول والأهداف الحزبية، والدعم الشامل للحكومة، وبالطبع، الرقابة الصارمة على أدائها بناءً على استراتيجيات السلطة هي أقل ما يمكن أن تفعله الحكومة العراقية خلال محادثاتها في شهر يونيو مع الأمريكيين لحماية مصالح الشعب العراقي.
نورنيوز