وصفت القوات المسلحة الايرانية يوم أمس من خلال بيان تحذيري تواجد الولايات المتحدة الامريكية في المنطقة بالمزعزع للأمن والاستقرار واعتبرته تهديدا خطيرا عليها.
البيان حذّر أمريكا وحلفائها في منطقة الخليج الفارسي وبحر عمان من الأعمال الاستفزازية والخطيرة، ودعا واشنطن الى احترام القانون والمقررات الدولية والامتناع عن خلق أي توترات أو صراعات.
كما شدّدت هيئة الأركان العامة الايرانية في بيانها على الاستعداد الكامل للقوات المسلحة في التعامل مع المغامرة الطائشة والأعمال الاستفزازية من أي طرف كانت، وعواقب أي صراع محتمل في المنطقة على القوات المعادية، بما في ذلك أمريكا.
لا مجال للشك في أن البيان الصادر عن أرفع مؤسسة عسكرية بالجمهورية الاسلامية الايرانية واستخدام لغة تحذيرية مع الطرف الآخر، يستند إلى عدّة أدلة والتي يجب أخذها في الاعتبار عند فك شفرة الغرض من هذا الإجراء.
خلال العام الجاري وقعت العديد من التطورات العسكرية الكبرى في المنطقة، مجريات باتت الأكثر تصعيدا منذ حرب الخليج الفاراسي الثانية، بما في ذلك استهداف السفن التجارية، وإسقاط طائرة بدون طيار أمريكية من قبل الدفاع الجوي الإيراني، واستهداف منشآت أرامكو النفطية بالسعودية، وجريمة اغتيال الشهيد سليماني وأبو مهدي المهندس، والتي عقبها هجوم صاروخي إيراني مدمّر على القاعدة الأمريكية في عين الأسد.
كل هذه التوترات، بدأت عام 2016 بعد وصول دونالد ترامب ومستشاريه المتطرفين الدمويين الى البيت الأبيض، بسبب انسحاب واشنطن بشكل أحادي وغير قانوني من الاتفاق النووي مع ايران.
وبعد قرابة الأربع سنوات من سياسات ترامب العدائية من خلال استخدام مجموعة من أدوات الضغط السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية لإرغام الجمهورية الاسلامية على الخنوع، لم يتحقق هذا الطموح فحسب، بل تغلّبت إيران على التحديات الصعبة بشكل غير مسبوق، وباتت عدم جدارة سياسات الرئيس الأمريكي المكلفة واضحة تماماً من خلال تقدّم ايران، وعشية الانتخابات الرئاسية الأمريكية لا يمكننا القول سوى أن ترامب في وضع حرج جدا.
ورغم أن النشاط العسكري لأمريكا وحلفائها تصاعد بشكل ملحوظ منذ أواخر عام 2019 بذريعة توفير الأمن للشحن التجاري الدولي، إلاّ أن تحركات الإرهابيين الأمريكيين في الخليج الفارسي وبحر عمان تصاعدت بشكل مقلق منذ منتصف أبريل 2020، لاسيما بعد الإطلاق الصادم والناجح لأول قمر صناعي عسكري إيراني.
مواصلة المناورات العسكرية، بما في ذلك المناورات الأخيرة مع وجود سفن برمائية و 800 عنصر من مشاة البحرية الأمريكية، تهدف إلى تجربة العمليات العسكرية البرية والبحرية في ظروف حرب حقيقية، وكل هذا تم رصده مؤخرا علاوة على التحركات الخطيرة وغير القانونية والمخلّة بالأمن والاستقرار التي أقدمت عليها أمريكا مؤخرا في منطقة الخليج الفارسي.
ما زاد الطين بلّة، وما يشير الى أن واشنطن لاتزال مصرّة على مواصلة سياسة الضغوط القصوى ضد ايران، هو رسالة الرئيس الامريكي المحرّضة والتي أعطى من خلالها أوامر للمدمرات الامريكية المتواجدة حاليا في المنطقة باستهداف زوارق الحرس الثوري، وهو ما تلقى ردا سريعا وصارما من قبل القيادة العسكرية في ايران.
بيان هيئة الأركان العامة الايرانية المعلن يوم أمس، إشارة واضحة لأمريكا وأعوانها إلى وجود "إخفاقات مستمرة" يعانون منها على الجبهات السياسية والاقتصادية والعسكرية المختلفة، فضلا عن نجاح إيران الملفت في مكافحة تفشّي فيروس كورونا.
نورنيوز