وقبل أيام، نشر رسام الكاريكاتير محمود عبّاس (فلسطيني مقيم في السويد) رسما ساخرا حول انهيار أسعار النفط العالمية، حيث يبدو برميل النفط -في الرسم- يتدحرج باتجاه مواطن خليجي.
وأثار الرسم جدلا واسعا وخاصة بعدما نشرته عدد من المواقع الإعلامية الفلسطينية، وهو ما اعتبره بعض السعوديين “استهدافا” لولي العهد محمد بن سلمان.
وسرعان ما تصدر هاشتاغ بعنوان “فلسطين ليست قضيتي” قائمة ترند السعودية على موقع تويتر، حيث قام آلاف المغردين السعوديين بمهاجمة فلسطين، معتبرين أن الفلسطينيين “تنكروا” للمساعدات التي قدمتها المملكة لهم. فيما نشر مغردون آخرون رسوما تسيء للفلسطينيين و”تحتفي” بإسرائيل.
وكتب مدوّن يدعى سلطان الشهري: “لا تستفزون السعوديين في أغلى ما يحبون (وطنهم ومقدراته وحكامهم). وحاولوا أن تطهروا بلدكم من الأنجاس اللي قاعدين يتاجرون في القضية”.
ودون الشاعر أحمد الظفيري: “نعم فلسطين ليست قضية الكفرة والمنافقين بل لأهل الإسلام والمسلمين في كافة أنحاء هذا الكوكب، فتحها عمر رضي الله عنه واستلم مفاتيحها بيديه الشريفتين ودماء الصحابة وأبطال صلاح الدين والمسلمين، ليست ترابا ونصرتها واجب ولو أساء بعض من أهلها لا يعنينا ففلسطين للمسلمين”.
وأضاف مدوّن سعودي يُدعى أحمد: “هل تعلم أن سنة 1973 قرر الملك فيصل رحمه الله حظر النفط على أمريكا وأي دولة تدعم إسرائيل فكانت النتيجة وقوع أزمة عالمية كاسحة بحيث انهارت أسواق المال وأغلقت المعامل وساد الكساد في العالم. إن هذا الأمر كان السبب في إعادة ملف فلسطين للمفاوضات إلى اليوم”.
-هل تعلم أن سنة 1973م قرر الملك فيصل رحمه الله حظر النفط على أمريكا وأي دولة تدعم إسرائيل فكانت النتيجة وقوع أزمة عالمية كاسحة بحيث إنهارت أسواق المال واغلقت المعامل وساد الكساد في العالم..
وأعلنت منظمات دولية تضامنها مع رسام الكاريكاتير محمود عبّاس، حيث كشفت الشبكة الدولية لحماية حقوق رسامي الكاريكاتير عن تلقي عباس لتهديدات بالقتل وتعرضه لحملة سعودية واسعة تحاول تشويه صورته والتسويق له كـ”إرهابي” بهدف الضغط على السلطات السويدية لطرده من البلاد.
كما أصدر معهد باريس الفرنكفوني للحريات بيانا عبر فيه عن استنكاره لـ”تعرض رسام الكاريكاتير الفلسطيني محمود عباس لحملة تحريض وخطاب كراهية من حسابات إلكترونية سعودية على خلفية رسم له يتناول فيه أزمة انخفاض أسعار النفط”، مشيرا إلى أن عباس “تعرض إلى تهديدات علنية بالقتل والتحريض لطرده من السويد التي يقيم بها، فضلا عن محاولات لقرصنة حسابه، بل وتطور الأمر إلى إطلاق حملة كراهية ضد الفلسطينيين”.
فيما اتهم المغردون الفلسطينيون الإسرائيليين بالترويج للهاشتاغ المذكور لتوتير العلاقات بين السعودية وفلسطين، حيث دوّن الناشط أدهم أبو سلمية: “الأخوة الكرام. ينتشر الآن هاشتاغ “فلسطين ليست قضيتي”، يحاول مروجوه -وهم المخابرات الصهيونية وأدواتها- إظهاره وكأنه (سعودي). والشعب السعودي العظيم والله بريء منه براءة الذئب من دم يوسف، فلنحذر ولنكن منتبهين، ولا ننجر لفتنة يسعى العدو الصهيوني لإشعال نارها بين الشعوب”.
وكان الإعلامي والباحث الصهيوني، إيدي كوهين، أول من أعاد الترويج لهاشتاغ “فلسطين ليست قضيتي”، مستغلا الكاريكاتير الذي رسمه عباس، علما أن الهاشتاغ يعود أساسا لعام 2015.
ودوّن كوهين على حسابه في موقع فيسبوك: “المركز الفلسطيني للإعلام، بعد نشره هذا الكاركاتير المسيء للخليجيين وخاصة السعوديين، قام بحذف التغريدة. في اتصال أجريته مع مسؤول فلسطيني قال لي بكل وقاحة: السعوديون دفعوا مستحقاتهم للديبلوماسيين الفلسطينيين ولوكالة الغوث للاجئين الفلسطينيين لعام 2020”.
نورنيوز-وكالات