معرف الأخبار : 46961
تاريخ الإفراج : 4/5/2020 3:33:07 PM
جائحة كورونا أم وباء العنصرية في الاحتلال الاسرائيلي

جائحة كورونا أم وباء العنصرية في الاحتلال الاسرائيلي

كما في كل العالم، تواصل عدوى كورونا إحداث تغييرات عميقة في الاحتلال الاسرائيلي في مختلف مجالات الحياة وفي السياسة، كما يتضح أنها أخرجت تل أبيب من دوامتها السياسية، وبنفس الوقت كشفت عن وباء العنصرية المتفشي فيها.

منذ بدء انتشار وباء كورونا، ظهرت العنصرية في إسرائيل بأبشع صورها، فقد تم إهمال المواطنين العرب من ناحية الوقاية والعلاج

ومنذ بدء انتشار العدوى في البلاد قبل شهر ونيف، ظهرت العنصرية في إسرائيل بأبشع صورها، فقد تم إهمال المواطنين العرب من ناحية الوقاية والعلاج، ووسائل الإعلام العبرية تبين أنها موبوءة بعدوى من نوع آخر من صنع أيديها ناجمة عن فيروس العنصرية، حيث مارست القنوات والإذاعات المركزية العنصرية ضد العرب وغيّبتهم عن الصورة ،وفق ما أكدته دراسة لجمعية إعلامية حقوقية تدعى “العين السابعة” قامت برصد مساحة الحضور العربي في وسائل الإعلام الإسرائيلية.

وبيّنت “العين السابعة” أن إقصاء العرب في الإعلام الإسرائيلي المركزي بلغ درجة أن حضورهم فيها لم يتجاوز الواحد في المئة، وأحيانا أقل من ذلك، عندما يتعلق موضوع التداول بهم، حيث ينوب يهود عنهم. ويستمر ذلك رغم الانتقادات ومحاولات التغيير، ورغم حقيقة وجود الطواقم الطبية العربية في الصف الأمامي في مكافحة العدوى داخل المستشفيات الإسرائيلية.

يتساءل مسؤول صهيوني بشأن سياسة نتنياهو العنصرية في زمن تفشي كورونا ساخرا: “هل جميع بني البشر؟”. ويؤكد أن هناك بين الأردن والبحر مواطنون، ويوجد سكان ويوجد رعايا: يوجد 14 مليون بشري لا يتساوون في الحقوق. ويضيف: “في الأيام العادية نتنياهو لا يحتسب الرعايا أو السكان. بهذا الشكل فهو يقفز عن نحو خمسة ملايين شخص كلهم من الفلسطينيين وظيفتهم طبقا لما يراه نتنياهو هي الانصياع لما تحدده إسرائيل لهم دون أن تسألهم عن رأيهم.

وشدد على أن هذا “خطر يتهدد بني البشر جميعا، يصطدم برئيس حكومة يعتنق فكرا ضيقا استعلائيا عرقيا وعنصريا”. ويؤكد إلعاد أنه “إزاء التحدي الأممي هناك حاجة إلى سياسة أممية تقوم على تصور لا يفرّق بين الناس، ولهذا بدءا من تلك اللحظة لا تمييز بين المواطنين والسكان والرعايا”.

ويتابع: “هناك بشر ينبغي الاهتمام بهم، وهذه هي مسؤولة نتنياهو بكل ما يحمل هذا من معنى، لكنه لم يقل هذا لأنه غير مؤمن به. هو غير قادر على هذا لأن نتنياهو عنصري. العنصرية تُفسد النفس دائما. في بعض الأحيان يكون ثمنها حياة البشر وهذا أحد هذه الأحيان”.

في سياق متصل، قالت مؤسسة الدراسات الفلسطينية في دراسة حول تداعيات كورونا على السياسة، إن العدوى تزامنت في إسرائيل مع أزمة سياسية تغرق فيها منذ أكثر من عام، كلّفتها ثلاث معارك انتخابية لم تؤد إلى حسم واضح بين المعسكرين المتنافسين.

وحتى بروز أزمة كورونا، شهدت الحياة السياسية الإسرائيلية صراعاً مريراً خاضه نتنياهو دفاعاً عن بقائه السياسي، وعن منصبه كرئيس للحكومة، والأهم، للتهرب من إحالته إلى المحاكمة، بعد توجيه ثلاث لوائح اتهام ضده.

وتقول المؤسسة إن تفشي وباء كورونا في الكيان الصهيوني جاء في لحظة سياسية حساسة للغاية، عشية تكليف رئيسها رؤوفين ريفلين زعيم حزب أزرق- أبيض، بني غانتس، بتشكيل ائتلاف حكومي جديد، بعد حصوله على أغلبية 61 صوتاً من أعضاء الكنيست، بينهم 15 صوتاً من أعضاء القائمة المشتركة.

كورونا وحالة الطوارئ أدّيا إلى انقلاب في المشهد السياسي الصهيوني ، استغله نتنياهو من أجل دعوة غانتس للانضمام إليه في حكومة وحدة وطنية

وتتابع المؤسسة: “لكن التصاعد الدراماتيكي في عدد الإصابات بالفيروس، وإعلان نتنياهو حالة الطوارئ في إسرائيل لمحاربة الوباء، أدّيا إلى حدوث انقلاب في المشهد السياسي الإسرائيلي جذرياً. فقد سارع نتنياهو إلى استغلال أزمة الكورونا من أجل دعوة غانتس إلى الانضمام إليه، لتأليف حكومة وحدة وطنية تفرضها المرحلة الحرجة التي تمر بها إسرائيل”.

وتقول إنه رغم الاحتجاجات الشعبية والحزبية الحادة، شكّل قبول غانتس هذه الدعوة صدمة كبيرة وسط أكثر من مليون إسرائيلي صوتوا لمصلحته فقط، لاعتقادهم أنه يشكل بديلاً سياسياً من حكم نتنياهو. وهكذا انقلبت صورة الوضع السياسي بين ليلة وضحاها، وأصبح نتنياهو من جديد الزعيم السياسي الأقوى، المسيطر على مقاليد الحياة السياسية في إسرائيل.

وتلخص مؤسسة الدراسات الفلسطينية، تأثيرات أزمة كورونا في الحياة السياسية الإسرائيلية كالتالي: “تعزيز قوة نتنياهو السياسية، تفكك حزب أزرق- أبيض، انهيار معسكر اليسار الإسرائيلي، فكان إعلان زعيم حزب العمل عمير بيرتس، موافقته على الانضمام إلى حكومة وحدة وطنية بزعامة نتنياهو، كان بمثابة إطلاق رصاصة الرحمة على ما تبقى من يسار إسرائيلي”.

ومن ضمن التداعيات الأخرى، تشير الدراسة لمؤلفتها رندة حيدر، إلى استغلال حالة الطوارئ في ظل الكورونا للتشدد في إجراءات الرقابة والتعقب الاستخباراتي، منوهة لعدم وجود سياسة ناظمة في معالجة أزمة كورونا، وتخبّط في القرارات. والأهم أن هذه الأزمة فضحت المشكلات الكثيرة التي كان يعانيها النظام الصحي في إسرائيل، حتى قبل تفشي وباء كورونا، مثل النقص في عدد الأسرّة، وفي اليد العاملة الطبية، وفي المستلزمات وغيرها.

وترى مؤسسة الدراسات الفلسطينية أنه رغم استغلال نتنياهو السياسي لأزمة كورونا من أجل تدعيم مكانته السياسية، فإن ذلك لا يحجب الصعوبات الهائلة التي يواجهها الاحتلال، مثل كل دول العالم، في محاربة تفشي الوباء.


نورنيوز-وكالات
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك