معرف الأخبار : 43940
تاريخ الإفراج : 2/29/2020 11:30:09 AM
هکذا أسهم الحظر الامریکی الجائر فی تفشی کورونا بإیران

هکذا أسهم الحظر الامریکی الجائر فی تفشی کورونا بإیران

عللت إیران تأخرها فی الکشف المبکر عن الإصابات بفیروس کورونا (کوفید-19) فی مدینة قم (بؤرة انتشار المرض فی البلاد)؛ بالعقوبات الأمریکیة التی حالت دون استیراد کواشف مخبریة ومستلزمات طبیة أخرى لتشخیص المرض.

وفی ظل ارتفاع وتیرة وفیات الفیروس إلى 26 حالة، وتسجیل 245 إصابة مؤکدة، کشفت عضو اللجنة الوطنیة للأمراض المعدیة فی وزارة الصحة مینو محرز عن السبب الحقیقی وراء تأخر طهران فی الکشف عن أولى الإصابات.

وقالت المسؤولة "لم تکن لدینا کواشف معتمدة للکشف عن الفیروس، ورغم عدم وجود أی مشکلة عملیة فی البلاد لکشفه مبکرا، فإننا تأخرنا فی تشخیصه بسبب انعدام مستلزمات الفحص"، مؤکدة أنه کان بالإمکان احتواء المرض أسرع مما نحن علیه فی حال کشفه مبکرا.

وألقت محرز اللوم على العقوبات الأمیرکیة التی عرقلت استیراد بعض المستلزمات الطبیة والمواد الأولیة اللازمة لإنتاج نظیراتها داخل البلاد، موضحة أن "إیران عانت کذلک خلال تصدیها للإنفلونزا العام الجاری، إذ لم تصلنا الأدویة اللازمة فی المواعید المحددة، ناهیک عن المشاکل التی کانت واضحة فی توفیر اللقاحات لهذا المرض".

وختمت بالقول إن إحدى الشرکات الأوروبیة المنتجة للکواشف المخبریة لم تبع إیران منتجاتها خشیة العقوبات الأمیرکیة، وإن طهران لم تستطع التأکد من الإصابات بکورونا إلا بعد حصولها على مستلزمات الفحص عبر منظمة الصحة العالمیة.

وفی السیاق، دفع تفشی فیروس کورونا الجالیة الإیرانیة فی الدول الغربیة لتوجیه خطاب إلى الأمین العام للأمم المتحدة أنطونیو غوتیریش لمطالبته بالعمل على رفع العقوبات عن تصدیر الأدویة والمستلزمات الطبیة لإیران، فی ظل المخاوف من نفاد بعض الأدویة وأجهزة الفحص جراء تفشی الفیروس.

وأشارت الجالیة الإیرانیة فی رسالتها التی بعثت نسخة منها کذلک إلى منظمة الصحة العالمیة إلى أن العقوبات المشددة على الأدویة والمستلزمات الطبیة من شأنها الإسراع فی تفشی الفیروس وتهدید أرواح الإیرانین، مؤکدة أن العقوبات تحول دون رغبتها فی إیصال المستلزمات الطبیة المستخدمة فی الکشف عن الفیروس والوقایة منه وعلاج المصابین إلى الجهاز الطبی فی إیران.

فی غضون ذلک، أکد بعض ذوی المصابین بفیروس کورونا فی مدینة قم أن السلطات الطبیة لم ترغب فی أخذ عینات من جمیع المشتبه فی إصابتهم لإجراء اختبار علیها بسبب الخشیة من نفاد الکواشف المخبریة المتوفرة لدیها.

ولتجاوز هذه المشکلة، أعلن الرئیس الإیرانی حسن روحانی أن الخبراء والعلماء فی وزارة الدفاع الإیرانیة تمکنوا من صنع وإنتاج أول نموذج لعدة طبیة مخصصة لتشخیص فیروس کورونا، مشیرا إلى أن النموذج الوطنی فی طریقه لإجراء الاختبارات النهائیة.

ولم تقتصر العقوبات الأمریکیة على عرقلة استیراد إیران المستلزمات الطبیة والأدویة والأجهزة المخبریة، بل تجاوزتها لتقیّد استخدام طهران بیانات موقع جامعة جونز هوبکنز الذی یقدم خارطة تفاعلیة لمتابعة إحصاءات الوباء المستشری.

ووفق وکالة "إرنا" الرسمیة، فإن بیانات موقع الجامعة الأمریکیة تنشر عبر شرکة "أمازون" التی تحظر خدماتها على إیران تلبیة لعقوبات الولایات المتحدة.

ورغم أن إیران دأبت على التندید بالعقوبات الأمریکیة خلال الأعوام الماضیة، فإن موقف الرئیس روحانی الأخیر من عقوبات واشنطن التی طالت 13 کیانا وشخصا أجنبیا فی الصین والعراق وروسیا وترکیا لدعمهم البرنامج الصاروخی الإیرانی جاء "کورونائیا"، کما وصفه الإعلام الإیرانی.

وقال روحانی لدى استقباله وزیر خارجیة النمسا إن مثل العقوبات الأمیرکیة کمثل فیروس کورونا رعبه ومخاوفه أکبر من حقیقته.

ویقول مراقبون فی إیران إن العقوبات الأمریکیة التی طالت الکثیر من القطاعات الوطنیة، أضعفت البنى التحتیة فی البلاد، وهددت حیاة المرضى الإیرانیین جراء تقویض الاقتصاد والحد من التعاملات التجاریة مع الدول الأخرى؛ مما انعکس سلبا على قطاع الصحة فی البلاد.

ولم تختلف نبرة المغردین الإیرانیین على منصات التواصل الاجتماعی عن نظیرتها الرسمیة، إذ تحدث الناشط مرتضى سیمیاری عن العجز الذی تعانیه بلاده فی توفیر الکواشف المخبریة للکشف عن فیروس کورونا، موضحا أن الولایات المتحدة فرضت عقوبات على التعامل مع إیران بشأن الأدویة والمستلزمات الطبیة والزراعیة وفق قانون "إی سیل".

کما أعادت "عسل سادات" تغریدة الرئیس الأمریکی دونالد ترامب باللغة الفارسیة عن دعمه للشعب الإیرانی، وتساءلت: "أین ترامب من الشعب الإیرانی الذی یرزح فی هذه الظروف تحت العقوبات المختلفة، لا سیما الحظر على الأدویة؟"


الجزیرة
الكلمات الدالة
کوروناالحظرتفشیأسهم
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك

X
آگهی تبلیغاتی