معرف الأخبار : 42366
تاريخ الإفراج : 2/10/2020 7:24:50 PM
ظریف: أکبر الأخطاء التی ارتکبها العالم العربی منذ 1990 هو قبول أمریکا بصفتها وسیطاً

ظریف: أکبر الأخطاء التی ارتکبها العالم العربی منذ 1990 هو قبول أمریکا بصفتها وسیطاً

تحتفل الجمهوریة الاسلامیة بدخول الثورة الاسلامیة عامها الواحد والأربعین. أربعة عقود من الصمود فی مواجهة الاستکبار العالمی أفشلت خلاله الثورة بید أبنائها مخططات أمریکا والکیان الصهیونی ضد شعوب المنطقة، وکان الشهید الفریق قاسم سلیمانی رمزًا کبیرا فی هذه المواجهة.

بمناسبة ذکرى انتصار الثورة الاسلامیة، وفی أجواء ذکرى أربعین الحاج قاسم سلیمانی ورفاقه الشهداء، التقى موقع "العهد" الاخباری وزیر خارجیة الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة الدکتور محمد جواد ظریف، وکانت الأسئلة عن أهم التطورات فی المنطقة، وفیما یلی نص اللقاء:

- رغم علمهم بعدم امکانیة تطبیقها عملیًا أقله فی الوقت الحاضر، أصر الرئیس الأمیرکی ورئیس الکیان الغاصب على الاعلان عن صفقة القرن، على ماذا کان تعویلهما بنظرکم؟ وهل ردة الفعل العربیة والاسلامیة شعبیًا ورسمیا کانت کافیة لمواجهتها؟

 أعتقد أن أحد أبعاد إقدام ترامب ونتنیاهو بما یتعلق بصفقة القرن کان من أجل الانتخابات، فالاثنان بحاجة ماسة الى فوز انتخابی للبقاء فی منصبیهما، وربما کل واحد منهما بحاجة الى فوز الآخر أیضاً، فترامب بحاجة الى نجاح نتنیاهو فی الانتخابات والأخیر أیضا بحاجة الى بقاء ترامب فی السلطة، لهذا کانت فرصة جیدة لهما أن یعین أحدهما الآخر لتحقیق طموحاتهما الشخصیة من جهة وللحفاظ على من یوالیهما فی الداخل من جهة أخرى. ما ذکرته آنفا واحد من الأسباب لإعلان الصفقة فی هذه المرحلة بالذات.

إلاّ اننی أشعر بأن ردّة الفعل الضعیفة التی صدرت عن قادة بعض الدول العربیة تُشیر الى أن الامریکیین کانوا یشعرون فی الآونة الأخیرة بأن هؤلاء القادة الذین علّقوا مصیرهم بأیدی أمریکا والکیان الصهیونی لن یتجرّؤوا ولن یتمکّنوا من إبداء أی ردّة فعل جادة فی حال تمّ طرح هذا الاقتراح السخیف جداً، فهو لیس غیر واقعی فقط وإنما لا یمتّ إلى السیاسة بأیة صلة، فقد قاموا بتجاهل مشروع قانونی سیاسی یخص حقوق شعب کامل بإعلان هذه الخطّة التی هی فی الواقع مجرّد صفقة تجاریة لتثبیت ملکیة الاحتلال. هذا یدلّ على أن بعض قادة الدول العربیة لدیهم حسابات خطیرة فیما یتعلّق بعلاقاتهم مع امریکا والکیان الصهیونی، وهذا ما یجب إصلاحه.

أما لو أردنا التحدّث عن ردّة فعل العالم العربی فقد کانت جلیّة أمام الجمیع، لقد کانت ممتلئة بالغیظ والغضب من أمریکا لإعلانها هذه الخطّة، ولاحت فیها مشاعر الإحباط من حکّام بعض الدول العربیة التی وافقت على الصفقة وقبلت أن تکون أمریکا وسیطا ًفی القضیة الفلسطینیة، فأحد أکبر الأخطاء التی ارتکبها العالم العربی منذ عام 1990 ومنذ قبول اتفاقیة أوسلو ومدرید، هو قبول أمریکا بصفتها وسیطاً. لقد کانت أمریکا منحازة لجهة محدّدة فی موضوع فلسطین ولم تکن وسیطاً أبدا فی حلّ هذه المسألة. على الأقل لقد توصّل الفلسطینیون الیوم الى أن امریکا لیست وسیطاً فی القضیة الفلسطینیة وهی منحازة لطرف واحد فقط بکلّ وضوح، بل ومنحازة له بشکل متطرف جدا.

- یقول البعض إن الجمهوریة الاسلامیة الیوم باتت أضعف برحیل الفریق قاسم سلیمانی، وفقدت أحد عناصر قوتها، وبالتالی بات الضغط علیها والتفاوض معها أسهل من قبل، ما هو ردکم؟

 لقد کان الشهید الحاج قاسم سلیمانی یمثّل موقف الجمهوریة الاسلامیة فی المنطقة، وإن اغتیال الشهید سلیمانی بشکل جبان وغادر من قبل الأمریکیین خسارة کبیرة للمنطقة ولکل الأطراف الداعیة للسلام فی العالم. بعد شهادة الفریق سلیمانی شاهدنا ما یحصل فی المنطقة لا سیما فی العراق وایران وبعض الدول الاخرى، وجمیع الأنظار توجهت أکثر الى سیاسة امریکا المخربة فی المنطقة، وهذا الامر یمکن الاستفادة منه لتقویة محور المقاومة مثلما تفضّل سماحة قائد الثورة فی هذا الصدد عندما أکد أن هذا سیزید من عزیمة الفلسطینیین ومحور المقاومة فی مقابل الخطوات العدائیة والخطیرة التی تتخذها أمریکا فی المنطقة، ومن جهةأخرى لقد أظهر هذا الأمر أیضًا مدى تقدیر شعوب المنطقة للأشخاص الذین یضحون بأرواحهم من أجلها.  

- نحن فی أجواء ذکرى القادة الشهداء وتزامن ذلک مع أربعینیة الشهید سلیمانی ورفاقه الشهداء، کیف ترون دور هؤلاء القادة فی مسار قوة محور المقاومة؟

 کان ولا یزال شهداء المقاومة فی مرحلة حیاتهم وما بعد شهادتهم مُلهمین، فقد أظهرت شهادتهم أن طریق الایثار والشهادة هو الطریق القویم لمواجهة عنجهیة الاستکبار العالمی، کما أظهرت أن ثمار دماء هؤلاء الشهداء لا زالت حیّة وأن من ارتکب جریمة اغتیالهم سیُرمى فی مزبلة التاریخ دون أدنى شکّ. ولقد شهدتموه فی تخبّط ترامب فی خطابه وتمزیق نص کلمته، وفی تمزیق رؤساء برلمانات الدول الاسلامیة لصفقة القرن.


العهد - مختار حداد
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك

X
آگهی تبلیغاتی