وهذا نص بيان تجمع المهنيين السودانيين:
المجد والخلود لشهداء الثورة السودانية المجيدة، وخالص الأمنيات للجرحى والمصابين بعاجل الشفاء وكامله، والعمل الجاد من أجل عودة المفقودين لذويهم وأحبائهم، الخزي والعار ثم القصاص العادل من كل مجرم ارتكب الفظائع في حق شعبنا العظيم.
جماهير شعبنا الأبي،
طالعنا في تجمع المهنيين السودانيين الأخبار المتواترة من مصادر مختلفة حول اللقاء المفاجئ بين الفريق أول البرهان الرئيس الحالي لمجلس السيادة السوداني برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في مدينة عينتبي بيوغندا وردود الفعل الغاضبة عليه، وقد آثرنا التريث والتثبت من صحة الخبر ومعرفة الحقائق قبل صياغة موقفنا الواضح والرد على هذا التجاوز الصارخ والخطير الذي يمثله هذا اللقاء.
جماهير شعبنا الثائر،
خرج الشعب السوداني في ثورته المجيدة من أجل إسقاط نظام اللصوص والظلم والخنوع ومطالبا ببناء دولة المؤسسات التي يحكمها الدستور ويطبق فيها القانون على كافة مواطنيها ومكوناتها، ولا سبيل للتراجع عن أهداف واستحقاقات شعبنا التي بذل من أجلها دماء الشهداء وغالي التضحيات وما زال يحرسها بوحدة وصبر ووعيٍ فائق، ومن هذا المنطلق فإننا نعتبر هذا اللقاء تجاوزًا خطيرًا من طرف الفريق أول البرهان لمؤسسات السلطة الانتقالية والوثيقة الدستورية التي تحكمها، ونؤكد على شجبنا الكامل ورفضنا القاطع لهذه الممارسات وأي مخرجات تمخض عنها هذا اللقاء، ويأتي موقفنا هذا بناءً على الآتي:
1. أن السياسات والعلاقات الخارجية للدولة السودانية من اختصاص السلطة التنفيذية ممثلة في مجلس الوزراء، ومحاولة الفريق أول البرهان اختطاف القرار فيها تحت أي ذريعة واهية يمثل خرق للوثيقة الدستورية التي تحكم الفترة الانتقالية وتهدد عملية الانتقال الديمقراطي وتماسكها.
2. أن موقف الشعب السوداني ودولته الثابت تاريخياً هو عدم التعامل أو التطبيع مع الكيان الاسرائيلي دعماً للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة في بناء دولته ذات السيادة الكاملة، وهو موقف لا يملك الفريق أول البرهان الحق في تغييره تحت أي ذريعة وبهذا الاختزال المخل، وهو كذلك ما لا يحق لأجهزة السلطة الانتقالية ذات الصلاحيات المحدودة البت فيه.
3. أن مطلب الشعب السوداني وما أقره إعلان الحرية والتغيير الذي توافقت عليه جماهير شعبنا وارتضته خارطة للطريق هو استقلال القرار والسياسة الخارجية السودانية وعدم ارتهانها لأي قوى خارجية أو محاور، وقد شكل لقاء الفريق أول البرهان بالسيد نتنياهو وما ساقه من مبررات خرقا واضحا لهذا المبدأ مما يشبه العودة لمنهج وسياسات النظام البائد التي رفضها شعبنا العظيم وأسقطها في ثورته المجيدة.
جماهير شعبنا العظيم،
نحن في تجمع المهنيين السودانيين نرصد محاولات فلول النظام البائد وقوى الثورة المضادة لاستغلال هذا التجاوز من الفريق أول البرهان وتأجيج الفتنة وإثارة النعرات القميئة للعودة للمشهد السياسي، ولكن هيهات، فهي ذاتها القوى التي فرطت في سيادة الشعب السوداني ورهنت قراره السيادي وسياساته لقوى خارجية خدمةً لمصالحها الضيقة والمجرمة، ونؤكد أن تلك المحاولات البائسة مكشوفة لجموع شعبنا الثائر وهو القادر على مجابهتها وهزيمتها بوحدته ووعيه وتماسكه وعمله المثابر من أجل استكمال طريق الثورة حتى تمام الوصول.
شعبنا الجبار عدال العوج،
إن هذا التجاوز والتغول المخل من طرف رئيس مجلس السيادي الحالي يؤكد الضرورة الملحة للإسراع في عملية استكمال بناء هياكل ومؤسسات السلطة الانتقالية، فوجود المجلس التشريعي الانتقالي الذي يمثل قوى الثورة الحية بمكوناتها كافة مهم للعب الدور الأساسي والحيوي في إصدار التشريعات الانتقالية والإصلاح القانوني والرقابة الشعبية على أداء المستويات الأخرى من السلطة الانتقالية، كما أن تكوين المفوضيات التي أقرتها الوثيقة الدستورية فرض عين لاستكمال مهام الانتقال الديمقراطي والتأسيس لسودان الحرية والسلام والعدالة، وتعيين الولاة المدنيين والحكومات الولائية المدنية هو أمر ملح لإزالة تمكين فلول النظام البائد في الولايات والمحليات وتحسين الوضع المعيشي وتقديم الخدمات للمواطنين، ولذا فإننا نجدد الدعوة لشركائنا في قوى إعلان الحرية والتغيير وأجهزة السلطة الانتقالية للاضطلاع بمهامها وإنجاز هذه الاستحقاقات الانتقالية على وجه السرعة.
قوى الحرية والتغيير
بيان حول إجتماع رئيس مجلس السيادة الإنتقالي مع رئيس الوزراء الاسرائيلي
حملت الأنباء مساء الإثنين ٣ فبراير ٢٠٢٠ خبر اجتماع ضم رئيس مجلس السيادة الإنتقالي مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بمدينة عينتبي اليوغندية. إثر ذلك اجتمع المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير صباح اليوم الثلاثاء وعقد سلسلة اجتماعات مع مجلس الوزراء ورئيس مجلس السيادة وأعضاءه وخلص إلى الآتي
١- لا علم لقوى الحرية والتغيير بهذا اللقاء ولم يتم التشاور معها في أي وقت سابق وهو أمر مخل ويلقي بظلال سالبة على الوضع السياسي بالبلاد.
٢- نصت الوثيقة الدستورية على أن العلاقات الخارجية هي اختصاص السلطة التنفيذية وعليه فإن ما تم يشكل تجاوزاً كبيراً نرفضه بكل حزم ووضوح.
٣- إحداث تغييرات جذرية في قضية سياسية بحجم قضية العلاقة مع إسرائيل يقرر فيها الشعب السوداني عبر مؤسساته التي تعبر عن إرادته.
٤- نؤكد في قوى الحرية والتغيير أننا مع حق الشعب الفلسطيني في العودة ودولته المستقلة ونقف ضد أي انتقاص من حقوقه العادلة.
ختاماً فإننا نشدد على رفضنا لكل أشكال التجاوز للوثيقة الدستورية والمهام والسلطات المنصوصة بوضوح فيها، ونؤكد أن الشعب السوداني هو الحارس الأمين لثورته واننا سنعمل بكل ما أوتينا من عزم لإكمال مهامها مهما اعترض ذلك الطريق من عقبات وأزمات .. إرادة شعبنا غلابة وستنتصر.
نورنيوز - وكالات