ولا يزال الحجر الصحي ساريا في إقليم هوبي الصيني، بؤرة انتشار الفيروس، حيث أُغلقت الطرق وتوقفت وسائل النقل العام لكن أعدادا صغيرة من المسافرين تواصل كسر حالة الإغلاق.
وفي ظل مخاوف من انتشار الفيروس بشكل أكبر في الخارج، أعلنت الولايات المتحدة إجراءات تحد من دخول الأجانب الذين زاروا الصين في الآونة الأخيرة. وأعلنت أكبر ثلاث شركات طيران أمريكية يوم الجمعة إلغاء الرحلات إلى بر الصين الرئيسي.
وقال جودن جاليا ممثل منظمة الصحة العالمية في الصين إنه لا توجد حاجة لفرض قيود على التجارة والسفر.
وأضاف يوم السبت نريد أن تركز البلدان على جهود الاحتواء برصد أي وفود محتمل للحالات والتعامل مع أي تفش محلي.
وأعلن نحو 24 بلدا اكتشاف حالات إصابة مؤكدة بالفيروس لكن الغالبية العظمى من المصابين بالعدوى ما زالوا في الصين.
وألغيت نحو عشرة آلاف رحلة طيران منذ تفشي الفيروس في الصين وفقا لشركة سيريم لتحليل بيانات السفر.
وخصصت الكثير من البلدان رحلات طيران خاصة لترحيل مواطنيها من الصين.
وتواصل المدن في أنحاء الصين تطبيق إجراءات خاصة تهدف للحد من انتشار الفيروس. وأعلنت مدينة تيانجين الواقعة في شمال الصين ويقطنها نحو 15 مليون شخص تعليق الدراسة والعمل حتى إشعار آخر.
وأعلنت لجنة الصحة بإقليم هوبي الصيني يوم السبت تسجيل 45 حالة وفاة جديدة بالفيروس يوم الجمعة ليبلغ العدد الإجمالي للوفيات 249 شخصا فيما وقعت حالات الوفاة الباقية يوم الجمعة في مدينة تشونغتشينغ بجنوب غرب البلاد.
وسجلت البلاد 2102 حالة إصابة جديدة يوم الجمعة ليصل العدد الإجمالي للمصابين بالفيروس إلى 11791.
وبرغم تأكيد السلطات الصينية أنها اتخذت كل الإجراءات لاحتواء فيروس كورونا ومنع انتشاره، سارعت عدد من دول العالم لسحب موظفيها أو ترحيل مواطنيها من الصين، واتخذت إجراءات طارئة ضد كل قادم منها.
وقالت الحكومة البريطانية في بيان اليوم السبت إنها قررت سحب بعض الموظفين من سفارتها وقنصلياتها في الصين بسبب فيروس كورونا.
وجاء في البيان أن الحكومة ستحتفظ بالموظفين الأساسيين لمواصلة القيام بالأعمال المهمة.
وأضاف "في حالة ما تدهور الوضع أكثر من ذلك فإن قدرة السفارة والقنصليات البريطانية على تقديم المساعدة للمواطنين من داخل الصين ربما تكون محدودة".
تزامن ذلك مع إعلان الولايات المتحدة، الجمعة، حالة الطوارئ الصحية في البلاد بعد تسجيل ست إصابات مثبتة بفيروس "كورونا الجديد".
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها وزير الصحة أليكس عازار خلال مؤتمر صحفي من البيت الأبيض، أكد فيه خطورة الوضع الصحي في الصين بسبب انتشار هذا الوباء.
وقال في تصريحاته "الإجراءات المتخذة في إطار حالة الطوارئ تشمل منع الأجانب الوافدين من الصين من دخول الولايات المتحدة اعتبارا من الأحد".
في السياق ذاته، أكد الوزير أن الرئيس دونالد ترامب أمر بفرض حظر مؤقت على دخول البلاد على الأشخاص الذين قد يحملون الفيروس.
ولفت إلى أن أي مواطن يعود بعد زيارة إقليم هوبي في الصين -خلال الأسبوعين الماضيين- سيتم وضعه قيد الحجر الصحي لمدة 14 يوما. كما سيخضع العائدون من الصين لفحوص طبية في منافذ دخول مخصصة.
وأوضح أن التدابير المتخذة وقائية، مؤكدا أن خطر الإصابة بالفيروس منخفض، وأن مهمة السلطات تكمن في إبقاء المخاطر النابعة من كورونا عند هذا المستوى.
وكانت متحدثة باسم السفارة الأميركية بالصين نقلت عن الخارجية قولها إنها تطلب من أفراد أسر موظفي السفارة الذين تقل أعمارهم عن 21 عاما المغادرة على الفور اعتبارا من 31 يناير/كانون الثاني.
وذكرت وكالة الأناضول أن الخارجية الكويتية طلبت، مساء الجمعة، من مواطنيها عدم السفر إلى الصين ودعت الموجودين هناك إلى سرعة مغادرتها.
وأرجعت الخارجية الكويتية ذلك إلى انتشار فيروس كورونا الجديد، وحرصا منھا على سلامة المواطنين، مشددة على ضرورة الالتزام بتعليمات السلطات المعنية وإجراءات السلامة المتبعة حتى المغادرة حرصا على سلامتهم.
وأجلت طائرة تابعة للخطوط الجوية الملكية الأردنية فجر السبت 71 طالبا أردنيا وعربيا من مدينة ووهان الصينية مركز وباء فيروس كورونا، حسبما أفاد مصدر رسمي أردني.
وقالت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) "الطائرة التي وجه الملك عبد الله الثاني بإرسالها، وصلت فجر اليوم السبت إلى مطار الملكة علياء الدولي (30 كلم جنوب عمان) وعلى متنها 71 طالبا أردنيا وعربيا من مدينة ووهان الصينية بعد تفشي فيروس كورونا".
ونقلت الوكالة عن وزير الصحة بالوكالة صالح الخرابشة قوله "الطائرة أقلت 55 طالبا أردنيا وسبعة طلاب من فلسطين وثلاثة من سلطنة عمان ولبنانيا وثلاثة تونسيين وبحرينيا، بالإضافة لزوجة طالب تحمل الجنسية الروسية، وأفراد الطاقم الطبي وأفراد الطائرة".
كما حذرت تركيا مواطنيها من السفر إلى منغوليا، إثر اعتبار السلطات فيها فيروس كورونا الجديد "خطرا كبيرا".
وأشار بيان الخارجية التركية إلى أن السلطات المنغولية اعتبرت تفشي الفيروس الذي انتشر في الصين بأنه "خطر كبير" للبلاد بسبب العلاقات الثنائية الكثيفة والرحلات المتبادلة بين البلدين.
وفي إشارة إلى أنها تُرجح "ارتفاعًا أكبر" في انتشار الفيروس، حظرت الحكومة السنغافورية دخول الركاب القادمين وأولئك العابرين منها الذين زاروا الصين خلال الأيام 14 الماضية، وأوقفت إصدار جميع أشكال التأشيرات الجديدة لحملة جوازات السفر الصينية.
بدورها، أعلنت منغوليا أنها لن تستقبل المواطنين الصينيين والأجانب القادمين من البلد المجاور جواً أو بالقطارات أو السيارات اعتباراً من السبت وحتى الثاني من مارس/آذار القادم. وسيُمنع المنغوليون كذلك من السفر إلى الصين خلال الفترة ذاتها.
أما في فيتنام، فأمَرَ رئيس الوزراء نغوين شوان فوك بتعليق إصدار أي تأشيرات سياحية جديدة للصينيين والأجانب الذين سافروا إلى الصين خلال الأسبوعين الماضيين.
وأضاف أن التجارة مع الصين ستكون "غير محبذة" إلى حين تراجع انتشار الوباء. وانضمت اليابان بدورها إلى بريطانيا وألمانيا وغيرهما من الدول التي أوصت مواطنيها بتجنب السفر إلى الصين.
يُذكر أن منظمة الصحة العالمية أعلنت حال طوارئ على الصعيد العالمي خمس مرات منذ اعتماد ذلك عام 2007 بخصوص إنفلونزا الخنازير وشلل الأطفال وزيكا ومرتين لإيبولا.
ويُتيح هذا الإعلان للمنظمة إصدار توصياتٍ يُتوَقع من المجتمع الدولي اتباعها. لكنها حذرت الجمعة من أن إغلاق الحدود لن يمنع انتقال العدوى بل قد يسرع انتشار الفيروس.
وأعلنت السلطات الصينية السبت أن عدد الوفيات المؤكدة بفيروس كورونا الجديد ارتفع إلى 259 حالة بالبلاد، في حين ناهز عدد المصابين بالفيروس التنفسي المميت 12 ألف شخص.
وقالت لجنة الصحة الوطنية بمؤتمرها الصحفي إن عدد الوفيات الجديدة المسجلة في الساعات 24 الماضية بلغ 46 حالة وفاة، جميعها -باستثناء حالة وفاة واحدة فقط- سجلت في هوبي المقاطعة الواقعة وسط البلاد والتي ظهر الفيروس للمرة الأولى في عاصمتها ووهان الشهر الماضي.
وخارج الصين، أصبح عدد الدول التي وصل الوباء إليها أكثر من عشرين دولة. بدوره، أكد شين شو مندوب الصين بجنيف للصحفيين أن "لا حاجة لأي ذعر غير ضروري. لا حاجة لاتخاذ تدابير مفرطة" مشدداً على أن بكين تعمل بحزم لاحتواء المرض.
نورنيوز - وكالات