يوم الاثنين 27 يناير/كانون الثاني 2020 سقطت طائرة عسكرية اميركية في ولاية غزني وسط افغانستان. بعد 6 ساعات من تحطم الطائرة أعلن الجيش الاميركي أن الطائرة له وهي من نوع E11A وتستخدم من أجل تنسيق الاتصالات في المهمات التجسسية وتابعة للقوة الجوية الاميركية، وبينما تبنّت طالبان إسقاط الطائرة بعد ساعات من تحطمها، مؤكدة أنها كانت تحمل ضباط مخابرات أميركيين رفيعي المستوى تابعين لوكالة الاستخبارات المركزية، رفض الجيش الأمريكي هذا الادعاء.
الصمت المثير للعجب الذي خيّم على وسائل الاعلام الغربية بشأن إسقاط الطائرة الاميركية في أفغانستان، والأنباء التي انتشرت بشكل محدود ومن مصادر غير رسمية بشأن تحطّم الطائرة، أثار الشكوك بشأن وجود موقف موحّد بين وسائل الاعلام الغربية بشأن عدم تغطية الحادثة والمرور عليها بشكل محدود جدا وعدم الافصاح عن أي معلومات هامة بشأنها من قبيل عدد القتلى وهوية الطائرة بشكل رسمي. لا يمكن إنكار أن الجيش الأمريكي يحتاج إلى إطار زمني مدته 6 ساعات لتحديد هوية طائرته، وقد انقضى يومين حتى الآن على الواقعة ولم تعلن البنتاغون أي شيء.
طبقا لما ذُكر آنفاً يجب ألا يغيب عن البال أن المعلومات المتعلقة بهذه الرحلة وشاغليها مهمة للغاية بحيث يمكن أن يؤثر الكشف عنها بشكل كبير على مساحة وسائط الإعلام العالمية كبند إخباري مهم للغاية سيتصدّر واجهات وسائل الاعلام، وسط كل هذا تقوم وكالة رويترز للأنباء، بتغطية الحدث وإصدار النشرات الإخبارية حول إسقاط الطائرة الاميركية وتوجيه القرّاء والمتابعين إلى هوامش غير مهمة عوضاً عن نقل معلومات مهمة وواقعية لما حصل.
في الواقع ان هذه الوكالة الاعلامية المثيرة للجدل وذات السوابق المريبة والمظلمة مستعدة للهبوط بمكانتها الاعلامية الى مستوى "وكالة مُفبرِكة للأنباء" خدمةً لمصالح أميركا والكيان الصهيوني في العالم، وهو ما تجلّى بشكل واضح في تعتيمها المتعمّد على انباء إسقاط الطائرة الاميركية في أفغانستان. علاوة على ماسبق إن الترويج الاعلامي والدعائي المشترك بين ترامب ونتنياهو لما يسمى "صفقة القرن" حاز على تغطية إعلامية هائلة من قبل وسائل الاعلام الغربية على عكس تغطيتها لسقوط الطائرة الاميركية، وهو مايشير الى أن واشنطن وظّفت هذا الاعلان الجائر بحق فلسطين للتغطية على إسقاط طائرتها العسكرية وسط أفغانستان.
يبدو أن لوقائع إسقاط الطائرة العسكرية الاميركية في أفغانستان أهمية كبيرة الى درجة دفعت اميركا لتسليط الضوء على الاعلان الدعائي المسمى صفقة القرن للفرار من سياط وسائل الاعلام الغربية. من المتوقع في الأيام المقبلة، عندما تصبح الجوانب المختلفة لتحطم الطائرة الأميركية في أفغانستان واضحة، أن يتم الكشف عن سبب كل هذه السرية التي تعتمدها إدارة البيت الابيض بشأن تحطم الطائرة في افغانستان.
نورنيوز