معرف الأخبار : 41362
تاريخ الإفراج : 1/29/2020 2:52:42 PM
موقف فلسطيني موحّد يدعو لمواجهة صفقة ترامب

موقف فلسطيني موحّد يدعو لمواجهة صفقة ترامب

سيطرت تفاصيل صفقة القرن التي من المقرر أن يعلن عنها الرئيس الأمريكي في خطابه مساء الثلاثاء، على المشهد في فلسطين، وبينما يرفض الفلسطينيون الصفقة ويدعون للتصعيد، يستعد الاحتلال للمواجهة والربح الوفير من الصفقة المتحيزة له، وسط صمت عربي ودولي.

وعبّر للفلسطينيون عن غضبهم من الصفقة، ففي الوقت الذي يصطف فيه المجتمع الدولي متفرجاً على الانحياز للاحتلال، يخرج الشارع الفلسطيني غاضباً، وتتأهب إسرائيل لقمع هذا الغضب على طريقتها المعتادة، حيث السلاح والرصاص في مواجهة المظاهرات السلمية.

وتحدث الرئيس الفلسطيني محمود عباس في جلسة مغلقة مع قيادة فتح عن إمكانية التصعيد قائلاً "لن نمنع المتظاهرين من مواجهة الجنود الإسرائيليين في نقاط الاحتكاك في الضفة الغربية"، حسب القناة الإسرائيلية الثانية، كما أبلغت القيادة الفلسطينية مصر أنها ستتيح للفلسطينيين التعبير عن رفضهم لـ"صفقة القرن".

ودعا عباس إلى عقد اجتماع طارئ للقيادة الفلسطينية، مساء الثلاثاء في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، فيما أعلن رئيس الوزراء محمد اشتية، رفض الحكومة للصفقة، معتبراً إياها خطة لتصفية القضية الفلسطينية.

ومع إعلان الرئيس الفلسطيني رفضه مهما كان الثمن، وتوحد الصف الفلسطيني من كافة الفصائل على هذا الرفض، كثّفت قوات الاحتلال الإسرائيلي من انتشارها العسكري في جميع مناطق الضفة الغربية، وأفاد شهود عيان لـTRT عربي عن انتشار جنود الاحتلال الإسرائيلي في مناطق التماس وعلى الحواجز، قبيل الإعلان عن الصفقة.

مؤامرة استعمارية تستهدف العرب جميعاً

كما رفضت «حركة الجهاد الإسلامي» وصف إعلان ترامب أمس بشأن القضية الفلسطينية بـ«صفقة القرن»، معتبرة إنها «خطة في مسلسل المؤامرات الاستعمارية والعدوانية على شعبنا وأمتنا»، وأن «كل من يشارك فيها عدو لنا ولشعبنا ولأمتنا».

وفي تصريح لـ«الوطن» من دمشق، قال مدير المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة شهاب شهاب في رده على سؤال عن رؤية الجهاد الإسلامي لهذه الصفقة: «يجب ألا نقبل إطلاقاً وصف صفقة العصر أو صفقة القرن على هذا الإعلان، فهي خطة في مسلسل المؤامرات الاستعمارية والعدوانية على شعبنا وأمتنا وهي اعتداء على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره لمصلحة فرض رؤية استعمارية تنال من حقوقه وأرضه ومقدساته».

وشدد شهاب على هذا الإعلان بأنه «مؤامرة استعمارية تستهدف العرب جميعا»، لافتاً إلى أن ترامب كان أعلن عن ضم الجولان السوري المحتل في سياق المؤامرة الصهيوأمريكية على سورية العروبة، مضيفاً: «هذه خطة مرفوضة جملة وتفصيلاً، وكل من يشارك فيها عدو لنا ولشعبنا ولأمتنا».

ولفت شهاب إلى أن «هذه الخطة- المؤامرة جرى «التخطيط» لها منذ العام 2017، لكن التحرك الفلسطيني الشعبي عبر العمليات في الضفة والرباط في الأقصى ومسيرات العودة التي جاءت رداً على تحضيرات هذه الخطة، هي التي كانت سببا في تجميدها وتوقفها».

ورأى شهاب إن الإعلان عن هذه الخطة- المؤامرة يأتي في هذا التوقيت لكون «ترامب و(رئيس وزراء إسرائيل بنيامين) نتنياهو الآن في مأزق داخلي، فهما مهددان أحدهما بالسجن والآخر بالعزل، ولذلك تلاقت مصالحهما الحزبية والشخصية مع الأحقاد الصليبية والصهيونية المتطرفة، فاندفعا نحو الإعلان عن هذه الخطة في ظل ما أصاب العرب من انتكاسة وضعف بفعل سياسات خاطئة».

واعتبر مدير المكتب الإعلامي للجهاد الإسلامي في قطاع غزة، أن الرهان الأول لمواجهة هذه الخطة- المؤامرة «هو على الصوت الشعبي الفلسطيني الذي ينبغي أن يعلو في مواجهة الصفقة ورفضها والتصدي لكل محاولات تنفيذها على الأرض من خلال المواجهة الميدانية الواسعة والشاملة».

وأضاف: «هذا يتطلب توفير عدة عوامل من أهمها أن تعلن السلطة إعلاناً قاطعاً بوقف التنسيق الأمني وأن ترفع قبضتها الأمنية وتوقف الاعتقالات السياسية والملاحقات، وتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام والعمل على تعزيز الصمود»، مشيراً إلى أن «هذا يستدعي عقد اجتماع الإطار القيادي لتبني إستراتيجية للتحرير، وتصليب الموقف السياسي بالتمسك بالحقوق كاملة غير منقوصة وبالتالي إعلان التخلي عن اتفاق أوسلو».

وأوضح شهاب، أن مواجهة هذه الخطة- المؤامرة، يجب أن تشمل «التوجه للعرب والمسلمين جميعا بموقف فلسطيني موحد يدعوهم لوقف التطبيع وتوسيع الدعم للشعب الفلسطيني والبراءة من كل من يتعاون مع العدو ويطبع معه».

ورأى شهاب أن توحيد الصف والموقف الفلسطيني لمواجهة هذه الخطة- المؤامرة «أمر ممكن ومتاح الآن أكثر من أي وقت مضى، إذا لم يعد رهان لأحد على مسيرة التسوية كما في السابق»، لافتاً إلى أن «هذه الرهانات هي التي كانت سبباً في إعاقة المصالحة من قبل».

جيش التحرير: ستؤدي إلى مزيد من الحروب والقتل

بدوره وصف القائد العام لجيش التحرير الفلسطيني، رئيس هيئة الأركان اللواء محمد طارق الخضراء في تصريح مماثل لـ«الوطن»، ما تسمى «صفقة القرن» بأنها انتهاك سافر لأبسط الحقوق وللمواثيق والمعاهدات والقوانين الدولية، واعتداء على حقوق الشعب العربي الفلسطيني والأمة العربية، وستؤدي إلى مزيد من الحروب والقتل وسفك الدماء، مؤكداً أنها ستبوء بالفشل لأنها قائمة على الظلم والعدوان.

وعن انحياز المجتمع الدولي لإسرائيل والسكوت عن هضم الحقوق الفلسطينية في بنود الصفقة، كتبت صحيفة وول ستريت جورنال تحت عنوان "خطة ترمب لصالح الأهداف الإسرائيلية" تقول إن "المسؤولين الذين اطلعوا على صفقة القرن قالوا إن الخطة كانت منحازة لصالح إسرائيل في العديد من القضايا المهمة، بما في ذلك السيادة الإسرائيلية على القدس والمناطق التي يرى الفلسطينيون أنها جزء من عاصمة المستقبل للدولة الفلسطينية".

وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين كشفوا مسألة نقل بعض أحياء القدس الشرقية إلى السيطرة الفلسطينية، ضمن الصفقة.

وضعت خطة ترمب مخططاً مفصلاً في أكثر من 50 صفحة حددت أفكار إدارته حول كيفية حل القضايا الأساسية المتعلقة بالحدود والأمن والقدس تصبّ في مجملها بصالح الكيان الصهيوني وطموحاته الاستعمارية.

وليس مستغرباً الانحياز الدولي لصالح الاحتلال الإسرائيلي في الصفقة، فقد سبق ومهدت الإدارة الأميركية للصفقة منذ نوفمبر/تشرين الثاني عندما أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن إدارة ترمب لا تعتبر المستوطنات الإسرائيلية مخالفة للقانون الدولي، وهو الأمر الذي تسبب بضجة كبيرة.

 


نورنيوز-وكالات
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك