معرف الأخبار : 41180
تاريخ الإفراج : 1/27/2020 2:05:16 PM
أميركا لا تزال متعطشة للنفط

أميركا لا تزال متعطشة للنفط

كل ما تجلّى من تصرفات امريكا في العراق وليبيا وسوريا يشير الى شيء واحد فقط وهو أن تواجدها في هذه البلدان سواءً كان بطريقة شرعية أو غير شرعية ليس من أجل الديمقراطية والحرية والعدالة أو قلقا على أوضاع هذه الدول وتفاقم حالة الاقتتال فيها، إنما بكل بساطة خوفاً على منابع النفط فيها.

نورنيوز- يدّعي الاميركان (على رأسهم ترامب) أنهم يقفون الى جانب الشعوب ويبذلون الغالي والنفيس لإحقاق حقوق البشر من أجلها وتحقيق الحرية للجميع، المثال الواضح على هذا الادعاء يمكن مشاهدته بشكل عيني في مواقفهم الجائرة تجاه الشعب الايراني.

يفرض هذا الادعاء الأمريكي المدافع عن حقوق البشر علينا أن نفتّش في المواقف العملية التي أقدمت عليها امريكا في الاونة الاخيرة لكشف الحقائق:

1- كشف وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو عن نوايا بلاده في ليبيا، معربا عن أمله خلال قمّة برلين التي انعقدت بشأن النزاع في ليبيا بأن تعود منشآت النفط الليبية الى العمل بأسرع ما يمكن.

2- السفارة الاميركية في ليبيا أيضا لم تستطع كتمان عطش بلادها لثروات ليبيا النفطية، مطالبة بإعادة تصدير النفط الليبي إلى الولايات المتحدة.

3-  الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أيضا لم يُبدي أي خجل في أن يُفصح عن مطامع بلاده في سوريا، حيث قال في تصريحات صحفية، خلال افتتاح أعمال قمة حلف شمال الأطلسي في العاصمة البريطانية لندن العام المنصرم: إن الولايات المتحدة وضعت النفط السوري تحت سيطرتها، وأنها ستفعل ما تريد بشأن آبار النفط، التي يحميها جنود أمريكان في الوقت الحالي.

4- كشفت وزارة الدفاع الروسية منذ حوالي ثلاثة أشهر وبعد إعلان ترامب السافر المذكور آنفاً، عن حراسة العسكريين الأميركيين عمليات تهريب النفط السوري إلى خارج البلاد، ونشرت صورا تم التقاطها بالأقمار الصناعية، لقوافل من الصهاريج تتجه إلى خارج سوريا. يأتي هذا رغم أنه يُحظر على سوريا بيع النفط طبقا للعقوبات المفروضة عليها، وأكدت العديد من الجهات الدولية ان عوائد امريكا من نهب النفط السوري تصل الى حوالي 30 مليون دولار شهريا.

5- اما في العراق فقد قال ترامب في مقابلة له مع قناة فوكس نيوز الأميركية: يمتلك العراق ثاني أكبر مخزون للنفط في العالم بعد السعودية حيث تصل قيمته لحوالي 15 مليار دولار. وتابع ترامب: لقد قلت بكل وضوح أن الامر لو يعود لي لكنت قد أخذت نفط العراق كله.

6- كما كان قد أكد ترامب العديد من المرّات ان غطاء الحماية الأميركي للدول العربية من أجل نفطهم فقط.

ما تقوم به امريكا في العراق وليبيا وسوريا يشير الى شيء واحد فقط وهو أن تواجدها في هذه البلدان سواءً كان بطريقة شرعية أم غير شرعية ليس من أجل الديمقراطية والحرية والعدالة أو قلقا على أوضاع هذه الدول وتفاقم حالة الاقتتال فيها، إنما خوفاً على منابع النفط فيها.   

هذا النوع من السلوك الأميركي الارعن مؤشّر على الارهاب الاقتصادي لهذا البلد القائم على نهب ثروات الشعوب الاخرى بكل ما تحمله كلمة "نهب" من معنى.

في الواقع ، لقد جاء ذلك نتيجة سلوك إيران المخلص وخيانة أمريكا لأمانتها التي دفعت دول المنطقة إلى إقامة مثل هذه المراسم الضخمة للشهيد الفريق قاسم سليماني، وهم يردّدون في نفس الوقت بضرورة رحيل أمريكا من أراضيهم.

تثبت هذه المواقف الأميركية صحّة موقف إيران القائل بأن انسحاب القوى المهيمنة على المنطقة يجب أن يكون مفتاح تحقيق سلام وأمن دائمين فيها ومن شأنه أن يؤدي الى يقظة الأمم.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك