لهذا الكون الجميل ذاكرة والأعوام التي ذهبت والسنوات القادمة تتطلب من المثقفين والشعراء والمبدعين في كل الفنون جهداً ثقافياً مميزاً من أقلام تقف جنباً الى جنب مع محور المقاومة لنواجه هذا الزبد من الأكاذيب المزعومة من أعداء الحرية والحق من وحوش العقوبات وسارقي النفط والأحلام والحياة.. فصانعو الفتنة يسعون الى سرقة ذاكرة التاريخ وتشويه الحضارات وتسميم الأفكار.. مستخدمين أسلحة الثقافة من فنون وكتب وروايات وأفلام وتضليل في محاولة لفرض رؤيتهم وأكاذيبهم, وبالتالي فقد أصبحت الثقافة جزءاً أساسياً من النضال والصمود واكتساب المناعة لحماية الجيل الجديد من الأكاذيب والتضليل.
الثقافة لم تكن في يوم من الأيام ترفاً أو رفاهية, بل كانت منذ القديم تراثاً وقيماً وعادات وتقاليد وهوية وطنية, يثبت خريطة الوطن الذي يناضل لحماية اسمه وعلمه وحدوده على خريطة السياسة العالمية وعلى خريطة الهوية الوطنية.
إن كل عمل ثقافي نقوم به من مهرجان أو ندوة أو معرض تشكيلي أو عرض مسرحي أو فيلم وثائقي وغير ذلك, هو مهمة وطنية لإثبات حقوقنا والدفاع عن مستقبل أولادنا وعن العيش بكرامة لنصرة وطننا وحمايته من توغل الطامعين واللصوص الذين يسعون لسرقة التاريخ والذاكرة والتلاعب بالعقول والقضاء على الفضائل وإحلال البدع والخرافات والوهم بديلا عن الحضارة والصدق والقامات الكبيرة التي أنارت حضارتنا وحياتنا.
يسرى المصري
صحيفة تشرين