وأغلق محتجون الطريق الدولي السريع الرابط بين العاصمة ومحافظات الجنوب، ضمن ما يصفه المحتجون بـ "خطة التصعيد" للضغط على السلطات من أجل تحقيق مطالبهم الإصلاحية، وهو ما أكدت عليه الممثلة الأممية في العراق.
وذكرت قناة الجزيرة أن المتظاهرين أغلقوا أيضا الطرق المؤدية إلى ساحة الطيران وسط بغداد، كما أضرم عشرات المتظاهرين النار بإطارات السيارات، في محاولة لمنع حركة السير تنفيذا لدعوات تصعيد الاحتجاجات بالبلاد.
ونقلت وكالة الأناضول عن مصدر أمني أن قوات الأمن فضت اعتصاما بالقوة واستعادت السيطرة على طريق محمد القاسم السريع، وسط العاصمة بغداد.
وقد أعلن محافظ واسط -جنوب بغداد- تعطيل الدوام اليوم الاثنين، حرصا على حياة المواطنين والأمن والسلم الاجتماعي والاستقرار الأمني بالمحافظة.
التصعيد يزداد حدة على نحو خاص في الناصرية والنجف،و إن معظم الدوائر الحكومية مغلقة بشكل تام.
وانتهت الليلة الماضية المهلة التي حددها المحتجون للسلطات بتنفيذ مطالبهم أو البدء بخطوات تصعيدية.
وشهد أمس الأحد تصعيدا في بغداد ومدن وبلدات جنوب العراق، أبرزها الديوانية والكوت والعمارة، حيث قطع متظاهرون طرقا وجسورا بإطارات مشتعلة، وتوافدوا على الساحات العامة.
من جانبه أكد زعيم تيار الحكمة الوطني العراقي السيد عمار الحكيم خلال لقائه زعيم إئتلاف دولة القانون نوري المالكي، الاحد، على ضرورة إنهاء حالة تصريف الأعمل في إدارة الدولة وإختيار شخصية غير جدلية لرئاسة الحكومة الجديدة.
وقال السيد الحكيم في بيان: "بحثنا خلال استقبالنا رئيس ائتلاف دولة القانون الاستاذ نوري المالكي مستجدات الوضع السياسي في العراق وعموم المنطقة وملف تشكيل الحكومة الانتقالية القادمة".
واضاف: "إذ جددننا تأكيد أهمية انهاء حالة تصريف الاعمال كونها محدودة الصلاحيات وغير قادرة على خدمة المواطنين في ظل استحقاقات الاصلاح وتوفير الخدمات وفرص العمل".
أشار الحكيم الى "ضرورة اختيار شخصية مستقلة كفوءة ذات تاريخ نزيه قادرة على ادارة البلاد في المرحلة القادمة والتهيئة للانتخابات المبكرة"، مشددا "على ضرورة الابتعاد عن المرشح الجدلي".
الحكيم أكد قائلا: "كما دعونا القوى السياسية الى النهوض بمسؤولياتها تجاه التحديات الحالية على مستوى الاصلاحات وتنفيذ مطالب المتظاهرين على المستوى التشريعي والرقابي".
وشدد الحكيم على "ضرورة ابعاد العراق عن الصراعات والتجاذبات الدولية والاقليمية والسعي لجعله منطقة التقاء لا منطقة تقاطع".
اتفاق مبدئي على تقديم مرشح مقبول
وكشف النائب عن تحالف الفتح في البرلمان العراقي، احمد الكناني، الاحد، عن اتفاق مبدئي مع تحالف سائرون على تقديم مرشح مقبول لرئاسة الحكومة العراقية المقبلة قريباً.
وقال الكناني في لقاء متلفز بثته قناة الفرات الفضائية العراقية، ان" مجلس النواب عمل ماهو عليه من خلال تشريع القوانين التي طالب بها المتظاهرون وهو خارج قوس الاحتجاجات حالياً".
وشدد على" ضرورة قيام الحكومة والجهات الأمنية بدورها لحماية المؤسسات والافراد، واليوم نحن امام واقع لحلحلة حسم مرشح رئاسة الحكومة بالسرعة الممكنة".
وأضاف، ان" بعض الكتل السياسية تعول على الوقت لتعود الى الأمور كما في السابق، وهي مخطئة في حساباتها، وليس من واجب رئيس الجمهورية تشخيص ان المرشح مناسب او لا".
وتساءل الكناني "اذا كانت التظاهرات مخترقة فاين دور الأجهزة الأمنية والاستخبارات والامن الوطني من التمييز بين المخرب والسلمي فيها؟"، لافتا الى ان "الأجهزة الأمنية مقيدة في القيام بواجباتها المعتادة".
وأكد على ان "هناك اتفاق مبدئي بين ائتلافي الفتح وسائرون على تقديم مرشح مقبول قريبا، كاشفا عن ان "التأخير والمماطلة في حسم المرشح، كرة تتقاذفها الكتل السياسية فيما بينها".
وتابع، ان "الشارع ممتعض من اداء الحكومة والزعامات واداء الحكومة ليس بالمستوى المطلوب، وان هذا التصعيد والحدة بين الكتل لا يعير اهمية لما يحصل في الشارع".
ودعا الكناني جميع العراقيين الى "الحفاظ على البلد من الانزلاق الى امور خطيرة جداً".
ومع استمرار الاحتجاجات وتصعيد المحتجين لحراكهم أعلنت قيادة عمليات بغداد اليوم الإثنين عن فتح جميع الطرق التي حاولت المجاميع العنيفة غلقها في العاصمة العراقية بغداد.
وقال بيان لخلية الإعلام الأمني إن جميع الطرق والشوارع التي حاولت المجاميع العنيفة غلقها قد تم فتحها بالكامل، مقدمة شكرها لجهود المتظاهرين السلميين الذين ساهموا ودعموا القوات الأمنية في فتح الطرق كافة ومنع غلقها".
خبير سياسي: امريكا وبعض الدول الخليجية وراء انحراف التظاهرات
من جهته رأى الخبير السياسي العراقي وائل الركابي، ان التظاهرات والاحتجاجات في العراق انحرفت عن خطها الحقيقي من خلال دخول الجوكر الامريكي وبعض المجاميع المنحرفة الشابة والمدعومة ايضا من قبل امريكا وبعض الدول الخليجية.
وقال الركابي في حديث خاص مع وكالة انباء الجمهورية الاسلامية: انه "في الحقيقة لم يكن هناك تجديد للتظاهرات اطلاقا، التظاهرات الحقيقية السلمية التي كانت، هي تمثل ارادة الشعب والتي كانت قد دعمت من قبل المرجعية الرشيدة العليا، تلك كانت تظاهرات حقيقية منذ البداية".
واضاف، "انحرفت التظاهرات وتلك الاحتجاجات عن خطها الحقيقي من خلال دخول الجوكر الامريكي وبعض المجاميع المنحرفة الشابة والمدعومة ايضا من قبل امريكا وبعض الدول الخليجية"، مؤكدا "وبعد ان تحركت الماكنة الاعلامية الامريكية من خلال بعض الشخصيات التي ترتاد على السفارة الامريكية، المظاهرات انحرفت".
ولفت الركابي الى ان "مانشاهده اليوم هو ليس تظاهرات اطلاقا، انما هي عملية اقحام هذه المجاميع مرة اخرى واعطائهم فرصة لكي يقفوا.. بمعنى لكي تتصور امريكا ان الشارع لايزال يتظاهر ضد المطالبين باخراج القوات الامريكية".
وشدد "ستثبت الايام وسنشاهد في الجمعة القادمة التي هي موعد لانطلاق هذه التظاهرات الحقيقية والسيادية المطالبة باخراج القوات الامريكية والاجنبية من العراق، وسنشهد ان هذه المجاميع والسفارة الامريكية كيف يلفظون انفاسهم الاخيرة، وسنشهد نهاية هذه الاعمال التي هي اقرب الى التخريب وخلق ازمة وفتنة مابين ابناء الشعب الواحد".
وأكد الخبير السياسي العراقي على انه "سوف تبوء كل المحاولات التي يقوم بها الاعداء بالفشل لان فصائل المقاومة والحشد الشعبي المقدس قالوها وبشكل واضح، وكذلك هذه التظاهرات السيادية هي تظاهرات مدعومة من قبل القرار السياسي العراقي فهي مدعومة من البرلمان ومن الحكومة".
وأشار الى ان "التظاهرات السيادية التي ستخرج هي التي تمثل الارادة الشعبية والارادة الوطنية العراقية المتمثلة بدماء العراقيين والرافضة للانتهاك الامريكي السافر الذي استهدف دماء الشهداء العظماء لاسيما الشهيدين الكبيرين الحاج قاسم سليماني والحاج ابو مهدي المهندس".
وأوضح، ان "ماتقوم به بعض المجاميع باوامر امريكية لايؤثر على الارادة الشعبية العراقية بشيء ، انما يسيء الى سمعة العراق وسمعة الوطن المطالب من شماله الى جنوبه باخراج القوات الامريكية، وعندما نقول هنا من شماله الى جنوبه لانقصد الجانب السياسي، فلربما بعض السياسيين مصالحهم تتطلب ان تكون هذه القوات الغازية المحتلة".
وتوعد الركابي، "مثلما اخرجوا الامريكان في عام 2011، سوف يخرجون مرة اخرى اذلاء، لكن هذه المرة اذا لم يخرجوا فسوف يتلقون ما لم يروه من قبل، لقد اخرجناهم سابقا وكان عددهم 150 الف جندي امريكي، وكانت عدتهم كثيرة، فكيف بهم اليوم وعددهم لم يصل حتى الى 8 او 10 الاف امريكي وهم بصفة مستشارين او مدربين".
وختم قائلا "من حقنا كشعب ان نقرر مصيرنا، ومن حقنا ان نقف بوجه هذا المحتل لاننا مدعومين من قبل قرارات دولية، ولابد على الامريكان ان يخرجوا".
نورنيوز-وكالات