وقد شهدت الجلسة العامة الأخيرة للبرلمان تلاسنا حادا بين رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي وبين رئيس البرلمان راشد الغنوشي ونواب آخرين من حركة النهضة، كما وقع تلاسن بين النائبة وبين نواب من حركة الشعب والتيار الديمقراطي.
وعبّرت مجموعة من نواب البرلمان عن قلقهم من المحاولات المتكررة من قبل كتلة "الدستوري الحر" لتعطيل أعمال الجلسات العامة، من خلال اختلاق المعارك أمام عدسات الكاميرا، ومقاطعة تدخلات النواب ورئيس المجلس، وتشويه المؤسسة التشريعية برمتها.
ودعت بعض الكتل البرلمانية -على غرار التيار الديمقراطي، وقلب تونس، وحركة النهضة، وائتلاف الكرامة- لضرورة الإسراع في سن مدونة سلوك، تضبط طريقة تسيير الجلسات وتدخلات النواب.
من جانبه، أكد النائب عن "قلب تونس" حاتم المليكي للجزيرة نت أن تنقيح القانون الداخلي للبرلمان على ضوء تكرار الفوضى في الجلسات العامة أصبح ضرورة ملحة، سيُتَطرق لها في اجتماعات الكتل لسن فصول جديدة تفرض هيبة البرلمان والنواب.
وانتقد المليكي تحول جلسات البرلمان إلى فضاء للمناكفات السياسية مما بات يهدد بتعطيل أشغاله، داعيا جميع الكتل إلى ممارسة حد أدنى من الانضباط والاحترام المتبادل بين الزملاء النواب.
وسبق لحزب قلب تونس أن طالب لجنة النظام الداخلي بسن مدونة سلوك في البرلمان، على إثر الفوضى التي شابت الجلسة الافتتاحية وقرار الحزب الدستوري حينها الاعتصام بالأغطية والملايات داخل قاعة الجلسات مما عطل أعماله لأيام.
في سياق متصل، أكد عضو لجنة النظام الداخلي في البرلمان غازي الشواشي، عن توجه اللجنة لإعادة النظر في القانون الداخلي، خصوصا فيما يتعلق بإجراءات رفع الحصانة.
وأقرّ الشواشي -في حديثه للجزيرة نت- بوجود شغور في النظام الداخلي حول آليات التعامل مع حالات الفوضى وتعطيل الجلسات، في ظل عدم منح رئيس البرلمان صلاحيات كافية، مشددا على الضرورة الملحة للإسراع في المصادقة على مدونة سلوك ملزمة تنظم العلاقات بين نواب الكتل وتحفظ كرامتهم.
وبحسب الشواشي، فإن النائبة عبير موسي تقوم بمحاولات ممنهجة لـ"ترذيل" المشهد البرلماني وممارسة "العربدة والتهريج" بهدف تعطيل جلساته، في إطار صراعها ليس فقط مع حركة النهضة ورئيسها بل مع جميع الكتل، وفق تعبيره.
وكانت منظمة عائلات الشهداء ومصابي الثورة "أوفياء" قد أعلنت عن اعتزامها تقديم دعوى قضائية لحل الحزب الدستوري الحر ورفع الحصانة عن كافة نوابه، كما تظاهرت عائلات الشهداء داخل قبة البرلمان تنديدا بما وصفوه بإهانة شهداء الثورة من قبل حزب عبير موسي.
اعلان
واعتبر الأمين العام السابق لحزب التجمع الدستوري المنحل والقيادي في حزب المبادرة محمد الغرياني -في تصريح للجزيرة نت- أن ما تقوم به عبير ونواب كتلتها يشوه الدساترة.
وأضاف "هذه المرأة لا تزال تعاني من عقدة الاستئصال ولم تستوعب بعد مناخ التوافق والمصالحة الشاملة بين كافة الأطياف السياسية بعد الثورة".
وأكد أن على الدساترة طي صفحة الماضي، وإنهاء الخلافات مع الإسلاميين وغيرهم من التيارات السياسية، والانخراط فعليا في المصالحة الشاملة.
نورنيوز-وكالات