ما أثار سخط المجتمع الدولی هو أن النیابة العامة السعودیة اصدرت احکاماً باعدام خمسة اشخاص لم تکشف اسماءهم والسجن بحق ثلاثة اخرین. هذا لیس الامر الوحید المثیر للشبهات والجدل. فالأخطر تبرئة سعود القحطانی مستشار ولی العهد السعودی محمد بن سلمان ورئیس الاستخبارات السابق احمد العسیری والقنصل السعودی فی اسطنبول محمد العتیبی. اسماء اکدت الاستخبارات الامیرکیة تورطها فی الجریمة وارتباطها بولی العهد مباشرة فی هذا الخصوص. الأمر نفسه الذی اکده تقریر المحققة الاممیة انییس کالامار الذی وجد ادلة موثوقة تربط ولی العهد بالجریمة.
أول المنتقدین حلیف السعودیة الاقوى
قال رئیس لجنة الاستخبارات فی مجلس النواب الأمریکی،" آدم شیف"، إن أحکام قضیة مقتل الصحفی السعودی جمال خاشقجی "محاولة لإبعاد القیادة السعودیة وعلى رأسها ولی العهد محمد بن سلمان عن جریمة القتل الوحشیة".
ونقلت شبکة "سی إن إن" الأمریکیة، بیانًا عن شیف، قال فیه إن "حکم الإعدام بحق 5 مدانین بمقتل خاشقجی محاولة من السعودیة لإبعاد القیادة السعودیة وعلى رأسها ولی العهد السعودی، الأمیر محمد بن سلمان، وکبار مستشاریه عن الجریمة".
ووصف شیف الجریمة بـ"الوحشیة"، مشیرًا إلى أن "الروایة السعودیة التی تنص على أن العملیة تمت عبر عناصر مارقة تخالف الأدلة والتفکیر البدیهی".
وقال إنه "طلب من مدیر الاستخبارات القومیة الأمریکیة أن یزود الکونغرس بتقریر خلال 30 یوما، حول المسؤولین الحالیین والسابقین الذین شارکوا أو کانوا على علم مسبق بعملیة قتل خاشقجی".
وأکد أن "المجلس سیصر على متابعة هذا التقریر وسیواصل المحاربة من أجل تحمیل منفذی عملیة القتل ومن أمر بتنفیذها المسؤولیة".
وقتل خاشقجی، فی 2 أکتوبر/ تشرین أول 2018، داخل القنصلیة السعودیة بمدینة إسطنبول الترکیة، فی قضیة هزت الرأی العام الدولی.
وبعد 18 یوما من الإنکار والتفسیرات المتضاربة، أعلنت الریاض مقتله داخل القنصلیة، إثر "شجار" مع أشخاص سعودیین، وأوقفت 18 مواطنا ضمن التحقیقات، دون کشف المسؤولین عن الجریمة أو مکان الجثة.
مقررة أممیة عن أحکام قتلة خاشقجی..هذه هی المهزلة
فی سیاق حملة الانتقادات للسعودیة وصفت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنیة بحالات الإعدام خارج القضاء، "أجنیس کالامارد"، محاکمة السعودیة لقتلة الصحفی المعارض "جمال خاشقجی" بـ"الهزلیة".
وکتبت "کالامارد"، على "تویتر": "تمت إدانة القتلة المأجورین وحُکم علیهم بالإعدام. أما العقول المدبرة فلم یتم فقط تبرئتهم، وإنما أیضا لم تکد التحقیقات أو المحاکمة تقترب منهم. هذا هو النقیض للعدل. إنها المهزلة".
وقالت "کالامارد"، التی سبق أن حققت فی مقتل "خاشقجی"، إن "الحصانة التی شهدتها محاکمة قتلة خاشقجی تکشف بوجه عام القمع السیاسی، والفساد، والتعسف فی استخدام السلطة، والدعایة وحتى التواطؤ الدولی. کلها موجودة فی المملکة العربیة السعودیة".
ترکیا تصف أحکام السعودیة بـ"الفاضحة"
ومن أکبر المهاجمین لأحکام السعودیة کانت الارض التی وقعت بها الجریمة ترکیا، حیث وصف المتحدث باسم الرئاسة الترکیة، فخر الدین ألتون، الإثنین، الأحکام القضائیة التی أعلنت عنها النیابة العامة السعودیة، فی مقتل الصحفی السعودی جمال خاشقجی بـ"الفاضحة".
وقال ألتون فی تغریدة نشرها عبر صفحته على موقع تویتر: "أصدر القضاء السعودی حکما فاضحا الیوم بعد أشهر من جلسات الاستماع السریة فی اغتیال جمال خاشقجی".
وتابع المتحدث باسم الرئاسة الترکیة قائلا: "أولئک الذین أرسلوا فریق الاغتیال إلى إسطنبول عبر طائرة خاصة، وقعوا على ضمانة قتل خاشقجی وأخفوا جثة الصحفی وسعوا إلى طمس أثار العملیة تحت الغطاء الذی مُنح الحصانة"، على حد تعبیره.
نورنیوز-وکالات