الهدوء یخیّم على بیروت بعد لیلة عصیبة.. واستمرار حالة الفراغ الحکومی

نورنیوز- عاد الهدوء صباح الیوم الثلاثاء إلى وسط بیروت بعد وقوع اشتباکات محدودة بین محتجین رافضین لأعمال الشغب مع الامن ومتظاهرین اخرین، وتأتی التوترات الأخیرة فی ظل تأجیل جدید للاستشارات النیابیة الملزمة لتسمیة رئیس جدید للوزراء، وسط رفض کتل مسیحیة رئیسة تکلیف رئیس حکومة تصریف الأعمال سعد الحریری بتشکیل الحکومة المقبلة.

عودة الهدوء تأتی بعد المواجهات التی وقعت اللیلة الماضیة بین شبان مناوئین للحراک من منطقة الخندق العمیق من جهة، وبین القوات الأمنیة والجیش من جهة أخرى.

ونقلت الجزیرة أن الوضع عاد إلى طبیعته عقب تدخل الجیش ودعوة الحرکات أنصارها لضبط النفس والخروج من الشارع.

وتابع أن الحراک الشعبی یعتبر أن ما جرى خلال اللیل کان هدفه الوصول إلى ساحة الشهداء والتعرض لخیام المحتجین والمعتصمین، وقال إنها لیست المرة الأولى التی تحدث فیها مثل هذه الأعمال التی خلفت أضرارا تشمل احتراق سیارة واحدة على الأقل.

وقال الدفاع المدنی اللبنانی إن 66 شخصا أصیبوا فی المواجهات التی استمرت حتى فجر الیوم.

وفرضت قوات مکافحة الشغب فی الأمن الداخلی طوقا حول محیط ساحة الشهداء عقب محاولة عشرات من الشبان المناهضین لأعمال الشغب الوصول إلى وسط بیروت، حیث خیام الناشطین فی الحراک الشعبی، وذلک ردا على ما اعتبروه إساءة لمقامات دینیة عبر شریط مصور بث على وسائل التواصل الاجتماعی من خارج لبنان.

وقد ألقت القوى الأمنیة القنابل المدمعة لتفریق الشبان الذین رشقوا القوى الأمنیة بالحجارة، وأظهرت صور حرق بعض الخیام.

وکان ناشطون قد نفذوا تجمعات واعتصامات رمزیة متفرقة فی وسط بیروت وفی طرابلس شمالی لبنان، وفی صیدا وصور جنوبی البلاد، مؤکدین على مطالبهم بحکومة من المستقلین.

یأتی التوتر فی بیروت فی وقت یزداد فیه الوضع السیاسی تعقیدا مع إعلان کل من التیار الوطنی الحر والقوات اللبنانیة معارضتهما تسمیة رئیس حکومة تصریف الأعمال سعد الحریری لتشکیل الحکومة المقبلة.

وکان الرئیس اللبنانی میشال عون أرجأ أمس الاثنین للمرة الثانیة موعد الاستشارات النیابیة الملزمة لتسمیة رئیس للحکومة من الاثنین إلى الخمیس تجاوبا مع طلب الحریری تأجیل الاستشارات لمزید من المشاورات بشأن تشکیل الحکومة.

وقال بیار رفول مستشار الرئیس اللبنانی للشؤون السیاسیة إن طلب الحریری جاء لعدم تلقیه ضوءا أخضر خارجیا لتشکیل الحکومة المقبلة.

أما تیار المستقبل اللبنانی فقال إن هناک ما سماه تقاطعا للمصالح بین التیار الوطنی الحر والقوات اللبنانیة أفضى إلى عدم تسمیة الحریری رئاسة الحکومة.

من جهته، برر الحریری أمس طلبه تأجیل الاستشارات بأنها ستؤدی إلى تسمیة رئیس للوزراء من دون مشارکة أی کتلة مسیحیة وازنة فیها، وذلک فی بلد یقوم على المحاصصة الطائفیة.

طلب الحریری إرجاء الاستشارات کان بسبب موقف التیار الوطنی الحر والقوات اللبنانیة، وهما أکبر کتلتین مسیحیتین.

وأوضح أنه لیس هناک توافق على المرحلة الکبرى وسبل الخروج من الأزمة السیاسیة التی أطاحت بحکومة الحریری وزادت المخاطر على الاقتصاد اللبنانی.

ومساء أمس نظم ناشطون فی الحراک الشعبی اللبنانی وقفة قرب منزل الحریری وسط بیروت، وهتفوا ضد عودته لرئاسة الحکومة.

وطالب المحتجون بحکومة إنقاذ وطنی تعمل على حل سریع للأزمتین المالیة والاقتصادیة، وإعداد قانون جدید للانتخابات، وإجراء انتخابات برلمانیة مبکرة.

موقعنا على الفیسبوک: https://www.facebook.com/profile.php?id=100041421241880

على الانستغرام: https://instagram.com/nournews_ir.ar?igshid=ttnjhn95hlfg