معرف الأخبار : 37752
تاريخ الإفراج : 12/5/2019 12:15:43 AM
الجزائر.. وزیر الداخلیة یخوّن معارضی الانتخابات.. وتعلیمات من قائد الجیش

الجزائر.. وزیر الداخلیة یخوّن معارضی الانتخابات.. وتعلیمات من قائد الجیش

بخلاف الرفض الشعبی لإجراء الانتخابات الرئاسیة الجزائریة المقررة فی 12 دیسمبر/کانون الأول الجاری، تتصاعد مخاوف عدد من المرشحین من وقوع أی تلاعب بسیرها ونتائجها..


نورنیوز- بخلاف الرفض الشعبی لإجراء الانتخابات الرئاسیة الجزائریة المقررة فی 12 دیسمبر/کانون الأول الجاری، تتصاعد مخاوف عدد من المرشحین من وقوع أی تلاعب بسیرها ونتائجها، خاصة على خلفیة بروز مؤشرات مقلقة عن هیمنة الإدارة على الجهاز الانتخابی للسلطة المستقلة للانتخابات، وتغیر مواقف منظمات وکتل سیاسیة من دعم مرشح إلى مرشح، تماشیا مع ما یعتقد أنه رصد لموقف غیر معلن للسلطة حیال دعم مرشح دون آخر.





وللمرة الثالثة یرفع المرشح الرئاسی ورئیس الحکومة السابق علی بن فلیس سبابته تحذیرا مما وصفها بنوایا التلاعب بنتائج الانتخابات الرئاسیة، وقال بن فلیس فی تجمع شعبی عقده بولایة سکیکدة شرقی الجزائر، إن البلد لا یحتمل أی تلاعب بالانتخابات، وأن حدوث ذلک سیعقد الوضع بشکل کبیر. مضیفا \"نرید انتخابات نقیة لأن وضع البلد لا یحتمل المزید من التلاعبات وخطورة الأزمة التی نعیشها تستوجب انتخابات نزیهة ونظیفة\"، موضحا أنه \"لا حل للأزمة السیاسیة إلا بضمان انتخابات حرة ونزیهة\".





وقبل بن فلیس، کان المرشح الإسلامی عبد القادر بن قرینة أکثر المرشحین إثارة لمخاوفه المستمرة بإمکانیة وجود تلاعب فی مستویات إداریة وسیاسیة بالانتخابات، حیث کان قد هدد فی وقت سابق بمراسلة قائد أرکان الجیش، الفریق أحمد قاید صالح، بوجود نوایا لدى مسؤولین فی بعض الولایات للتلاعب بالانتخابات والتأثیر على مجموعات الدعم لتوجیهها لصالح مرشح معین.





واستغرب متابعون للشأن السیاسی تصریحات المرشح عبد القادر بن قرینة فی حینها، لجهة إعلانه رغبته برفع تحفظاته إلى قائد أرکان الجیش، بدلا من الهیئة العلیا للانتخابات، ومطالبتها بالتدخل، وعدت تصریحاته تلک إقرارا منه بضعف سیطرة الهیئة على الاستحقاق الانتخابی، واعترافا صریحا بوجود ثقل أکبر للمؤسسة العسکریة فی السیاق الانتخابی.





ثالث المرشحین الذی أبدى مخاوفه بوضوح من التلاعب بالانتخابات، کان المرشح عبد العزیز بلعید، والذی کشف خلال تجمع شعبی فی منطقة الجلفة وسط البلاد عن استمرار ظاهرة بیع وشراء الأصوات، وقال إن \"سلوک بیع الأصوات فی العملیة الانتخابیة مسألة خطرة لا یجب أن تستمر\"، ولمح إلى عودة ثقل أصحاب المال وسیطرتهم على الساحتین السیاسیة والاجتماعیة لتوجیه الانتخابات، فیما یبدی المرشحان عز الدین میهوبی وعبد المجید تبون انضباطا کبیرا إزاء الحدیث عن سیر الانتخابات.





وأثار وزیر الداخلیة الجزائری صلاح الدین دحمون الجدل بعدما هاجم بعنف المعارضین للانتخابات الرئاسیة المقررة فی 12 دیسمبر/کانون الأول، واصفا إیاهم بأنهم \"خونة ومرتزقة ومثلیون جنسیا وبقایا استعمار\".





وبثت قنوات تلفزیونیة خاصة امس الاول الثلاثاء تصریحات الوزیر، الذی کان یتحدث فی مجلس الأمة (الغرفة العلیا للبرلمان) وتم تداولها فورا على نطاق واسع على شبکات التواصل الاجتماعی، حیث أثارت ردود فعل غاضبة بمعظمها.





وقال الوزیر \"الیوم هذا الاستعمار أو ما بقی من الاستعمار، وهو فکر استعماری ما زال (..) حیا لدى البعض، یستعمل بعض الأولاد أو أشباه الجزائریین من خونة ومرتزقة وشواذ ومثلیین نعرفهم واحدا واحدا. فهم لیسوا منا ونحن لسنا منهم\" وذلک من دون أن یسمی بشکل صریح أولئک الذین استهدفهم بکلامه. 





ویقرأ محللون تحذیرات المرشحین الثلاثة باعتبارها إقرارا مبدئیا بعدم توفر کامل الظروف المناسبة لإجراء انتخابات رئاسیة نزیهة، واستمرار المعطیات نفسها التی کانت تحکم، بدرجة أقل، الاستحقاقات الانتخابیة السابقة. ویعتقد الناشط فی الحراک الشعبی رضوان منصوری، فی حدیثه لـ\"العربی الجدید\"، أن \"هؤلاء المرشحین یدرکون أکثر من غیرهم أن ظروف الانتخابات لیست على ما یرام لعدة أسباب، وأنهم یشارکون فی لعبة سیاسیة، وتواجدهم فی السیاق الانتخابی کان بفعل إرادة السلطة الفعلیة التی لم تمنحه أیة ضمانات عدا تصریحات لا تقابلها عملیا ترتیبات جدیة\"، مضیفا أن \"حدیث المرشحین الآن عن وجود إمکانیة للتلاعب والمخاوف من التزویر هو محاولة للضغط على السلطة التی لم تعلن ولم تطرح حتى الآن أیة مؤشرات عن مرشحها الذی تدعمه من جهة، ومن جهة ثانیة فتح ممر للهروب فی حال کانت النتائج السیاسیة للانتخابات غیر تلک المتوقعة\".





من قبل بقواعد اللعبة على عوارها لا یحق له الشکوى من التزویر الذی بدأ منذ الوهلة الأول فی طریقة اختیار المرشحین من دائرة محددة





وإضافة إلى ذلک، تفسر قراءات أخرى تحذیرات المرشحین بأنها جزء من خطاب الفشل المسبق، وتحضیر لشماعة یمکن تعلیق الفشل علیها فی حال لم توصلهم الانتخابات إلى کرسی الرئاسة.





وفی السیاق، یذهب الأستاذ فی کلیة العلوم السیاسیة توفیق بوقاعدة إلى الاعتقاد بأن هذه المخاوف لا تبدو مشروعة، ویصفها بـ\"التبریریة\"، خاصة أن هؤلاء المرشحین أکثر إدراکا بأن انتخابات 12 دیسمبر المقبل لا تتأسس على قاعدة دیمقراطیة حقیقیة، مضیفا، لـ\"العربی الجدید\" أنه \"من قبل بقواعد اللعبة على عوارها لا یحق له الشکوى من التزویر الذی بدأ منذ الوهلة الأول فی طریقة اختیار المرشحین من دائرة محددة\".





من جانبه، حذر قائد أرکان الجیش المجموعات الشعبیة والسیاسیة الرافضة للانتخابات من عرقلتها، وهدد بتسلیط صارم للقانون فی حقهم. وقال قاید صالح، فی الیوم الثانی لزیارته الوحدات العسکریة فی منطقة وهران غربی الجزائر: \"نحذر مجددا العصابة وأذنابها وکل من تسول له نفسه المساس بهذا المسار الدستوری أو عرقلته للزج بالبلاد فی مسارات محفوفة بالمخاطر، من خلال التشویش على الانتخابات أو محاولة منع المواطنین من ممارسة حقهم الدستوری… العدالة وکل أجهزة الدولة ستکون بالمرصاد لهم\".





وکشف المسؤول العسکری أنه أصدر \"تعلیمات صارمة لأفراد الجیش الوطنی الشعبی ومصالح الأمن من أجل التحلی بأعلى درجات الیقظة والحذر لإحباط أی محاولة غادرة أو مؤامرة قد تستهدف السیر الحسن لهذا الحدث المهم، وعدم السماح لأی کان أن یشوش، بأی شکل من الأشکال، على هذا المسار الانتخابی\".





وأضاف قاید صالح أن هذه المسؤولیة \"حیویة بقدر ما نحن مدرکون لأهمیتها البالغة، فإننا مستعدون للوقوف بالمرصاد لکل المحاولات الیائسة للمساس بالسیر الحسن للانتخابات من أیة جهة کانت، من أجل الوصول بالبلاد إلى الضفة الآمنة والمستقرة\".





وکان قائد الجیش یعلق على تصاعد عملیات إغلاق مقار البلدیات والدوائر فی عدد من الولایات، خاصة فی منطقة القبائل، وتحطیم صنادیق الاقتراع، رفضا لإجراء الانتخابات الرئاسیة، وکذا عرقلة واعتراض التجمعات الشعبیة والانتخابیة للمرشحین الخمسة للانتخابات الرئاسیة.





ودعا الفریق قاید صالح الجزائریین \"للتخلی عن کل أنواع الأنانیة وحب الذات ورمی کل أشکال المصالح الشخصیة الضیقة جانبا\"، والذهاب إلى صنادیق الاقتراع الخمیس ما بعد المقبل، واعتبر ذلک \"موقفا لصالح الجزائر وموجها ضد الأعداء\".





ودعا قائد أرکان الجیش مناوئی الانتخابات إلى مراجعة موقفهم وإعلان \"توبة سیاسیة\"، موضحا أن \"الجزائر تفتح ذراعیها لأبنائها الأوفیاء، فمن أراد أن یرتمی فی حضنها فسیجد کل الدفء، ومن أراد أن تکون له وجهة أخرى غیر تلک التی یرتضیها الشعب الجزائری، فسیحصد الخیبة والندم، لأن الجزائر سائرة إلى وجهتها المرغوبة معهم أو من دونهم\".





موقعنا على الفیسبوک: https://www.facebook.com/profile.php?id=100041421241880





على الانستغرام: https://instagram.com/nournews_ir.ar?igshid=ttnjhn95hlfg



نورنیوز/وکالات
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك

X
آگهی تبلیغاتی