معرف الأخبار : 263396
تاريخ الإفراج : 12/17/2025 4:32:24 PM
عراقجي: التعاون الدفاعي بين طهران وموسكو مستمر/لافروف: لإيران الحق في تخصيب اليورانيوم

عراقجي: التعاون الدفاعي بين طهران وموسكو مستمر/لافروف: لإيران الحق في تخصيب اليورانيوم

عقد وزراء خارجية إيران وروسيا اليوم الأربعاء 17 كانون الأول مؤتمراً صحفياً مشتركاً في موسكو، عقب لقاء ثنائي بين سيد عباس عراقجي وسيرغي لافروف، حيث ناقشا سبل التعاون وتعزيز العلاقات الثنائية
أنه بدأ وزير الخارجية الإيراني المؤتمر الصحفي المشترك مع لافروف، بتقديم التهاني للجانب الروسي بمناسبة العام الميلادي الجديد وعيد الميلاد، وقال: «أجرينا اليوم مشاورات مفصلة حول جميع القضايا. العلاقات بين إيران وروسيا شهدت توسعاً هائلاً، ومع توقيع معاهدة الشراكة الشاملة ازدادت سرعتها». وأضاف: «حددنا في الاتفاق الموقَّع اليوم اختصاصات وزارتي خارجية البلدين. علاقاتنا شاملة ومتعددة الأبعاد، ولدينا مواقف مشتركة في المجال السياسي ونتبادل الآراء بانتظام». وأشار عراقجي إلى أن التعاون الاقتصادي بين البلدين اتسع بشكل ملحوظ، مع نشاط كبير في مجال الطاقة والنقل، وتزايد التبادل التجاري وفتح مجالات جديدة للتعاون، مع الإشارة إلى أن اللجنة المشتركة ستعقد اجتماعها في فبراير المقبل، بالإضافة إلى مناقشات حول التعاون العلمي والثقافي. وأكد وزير الخارجية أن التعاون الدفاعي والأمني بين إيران وروسيا مستمر، موضحاً أن المشاورات شملت قضايا إقليمية مثل القوقاز، أفغانستان، أوكرانيا وفلسطين، إلى جانب الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل. كما ناقش عراقجي البرنامج النووي الإيراني، مؤكداً التزام إيران بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وفي الوقت نفسه الحفاظ على حقوقها في استخدام الطاقة النووية بما في ذلك التخصيب. وأضاف: «لدينا توافق في الرأي حول القضايا الدولية، وناقشنا سبل مواجهة الهيمنة التي تمارسها الولايات المتحدة. السلام عبر القوة الذي تطرحه واشنطن خطر على المجتمع الدولي، والمجتمع الدولي يسعى لتحقيق السلام عبر القانون، وأي استخدام للقوة يمثل انحرافاً خطيراً ويقود العالم نحو قانون الغاب». وفيما يتعلق بالعقوبات، أشار عراقجي إلى أن كلا البلدين تعرضا لهجمات غير عادلة من الدول الغربية، قائلاً: «نثمن موقف روسيا في رفض شرعية إجراء الدول الأوروبية الثلاث في مجلس الأمن. لم يكن من حقها إعادة العقوبات السابقة، ونعتبر هذا الإجراء لاغياً، ونشكر روسيا على موقفها». وأضاف: «نواصل التعاون والتشاور بشأن مواجهة العقوبات الأحادية التي تفرضها أمريكا». وأكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف بدوره أن العلاقات بين إيران وروسيا متقدمة ومثمرة، مشيراً إلى أن معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين وُقعت في عام 2025، وأن رؤساء الدولتين ناقشوا الأسبوع الماضي في تركمنستان تفاصيل التعاون في هذا الإطار. وقال لافروف: «بحثنا القضايا السياسية وكذلك الموضوعات التجارية والاستثمارية، حيث بلغ النمو التجاري هذا العام 10٪». وأضاف وزير الخارجية الروسي أن تعزيز العلاقات بين القطاعين الخاصين في البلدين ضرورة، مشيراً إلى أن «علاقات إيران مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي مهمة للغاية، ونحن مهتمون بتوسيع التعاون الثنائي. كما تحدثنا عن خط سكة الحديد رشت-أستارا، الذي سيسهم في تطوير مسار كوردور الشمال-الجنوب». ووصف لافروف المشاورات الإيرانية-الروسية بشأن القضايا الإقليمية بأنها «قريبة»، مؤكداً أن طهران وموسكو تسعيان لتعزيز الطابع الديمقراطي للعلاقات الدولية. وأوضح: «نؤكد على التعددية، وللأسف الغرب يتجاهل ذلك. اليوم يجب احترام مبادئ وقواعد القانون الدولي». وأشار إلى أن الجانبين اتفقا على العمل مع أعضاء المجتمع الدولي الذين يشاركونهم الرأي، وناقشا سبل مواجهة آثار العقوبات. كما أشار إلى أن إيران كعضو في الوكالة الدولية للطاقة الذرية لها الحق في تخصيب اليورانيوم. وخلال الجزء المخصص للأسئلة والأجوبة في المؤتمر الصحفي، أجاب وزيرا الخارجية الإيراني والروسي عن عدد من الموضوعات المختلفة. قال سيرغي لافروف في ردّه على أسئلة الصحفيين إن إصلاح هيكلية الأمم المتحدة أمر صعب لكنه ضروري. وأضاف أن إيران مستعدة لدعم الإجراءات المشتركة في إطار مجموعة بريكس لمواجهة السياسات التدخلية لأمريكا، بما في ذلك في منطقة البحر الكاريبي. وأشار لافروف إلى أن الأمم المتحدة تظل واحدة من أهم إنجازات الدبلوماسية في تاريخ البشرية، مؤكداً: «يجب أن تكون هذه المنظمة مكاناً يجتمع فيه جميع الدول المستقلة لوضع وتنفيذ القواعد المشتركة في مجالات مثل السلام والأمن، نزع السلاح، الاقتصاد والاستثمار، حماية البيئة، وحتى تنظيم التقنيات الحديثة بما فيها الذكاء الاصطناعي». وأضاف: «الأمم المتحدة تتمتع بهيكلية فريدة تضم أكثر من 20 هيئة ومؤسسة متخصصة، رغم أن بعض السياسات والممارسات الخاطئة ظهرت في السنوات الأخيرة داخل هذه المنظمة». من جانبه، قال عباس عراقجي إن إيران وروسيا أجرَتا مشاورات حول منطقة القوقاز، موضحاً: «نعتقد أن أمن واستقرار القوقاز وآسيا الوسطى يجب أن يتم ضمانه من قبل دول المنطقة نفسها. لقد اقترحنا آلية 3+3 في القوقاز. نحن ضد أي وجود للقوات الأجنبية في المنطقة، فلا ينبغي أن يكون هناك أي تدخل خارجي يهدد الأمن الإقليمي». وعند سؤاله عن إمكانية التفاوض مع الولايات المتحدة، أوضح عراقجي: «لم نرسل أي رسالة إلى أمريكا من جانبنا، لكننا لم نغادر طاولة المفاوضات أبداً. الأمريكيون هم من خانوا المفاوضات في منتصف الطريق. إذا غيروا نهجهم وكانوا مستعدين للتفاوض على أساس الاحترام المتبادل والمساواة، سندرس الأمر، لكنهم حالياً غير مستعدين. نهجهم الحالي يقوم على الإملاء وليس التفاوض الحقيقي. يمكن بدء المفاوضات الفعلية فقط عندما يصححوا منهجهم. يجب أن يكون طاولة المفاوضات قائمة على الاحترام والتوازن». وقال عراقجي مؤكداً: «إن روسيا دافعت دائماً عن حقوق إيران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، ودافعت باستمرار عن حق إيران في تخصيب اليورانيوم. كما لعبت روسيا دوراً إيجابياً وبنّاءً في مفاوضات الاتفاق النووي. ومؤخراً، في مجلس الأمن، وقفت في وجه محاولات الولايات المتحدة وأوروبا لإعادة فرض العقوبات ودعمت إيران. نحن نشكر روسيا على جميع مواقفها، ونثق بحسن نياتها». وفي ردّه على سؤال آخر حول العلاقات مع إيران، قال لافروف: «فيما يخص تعاوننا في المجال التجاري، أجرينا مناقشات مفصلة. نحن نعزز تعاوننا مع مراعاة قواعد القانون الدولي، ونؤكد على التعاون في مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات، كما نولي أهمية خاصة للتعاون العلمي والثقافي. لدينا تعاون في مختلف الأطر والهياكل الإقليمية والصيغ المتعددة، ولدي توقعات إيجابية لتعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع إيران». من جانبه، تطرق عراقجي إلى التعاون الثقافي والعلمي بين البلدين قائلاً: «لقد حققت العلاقات بين البلدين تقدماً جيداً في المجالين السياسي والاقتصادي، إلا أن التقدم في المجالين الثقافي والعلمي لم يكن بالمستوى المطلوب، ويجب التفكير في تطويره. التقيت أمس بعدد من المفكرين الروس، واليوم التقيت بطلاب روس، وتم الاتفاق على إطلاق برامج تبادل بين الجامعات الروسية وكلية وزارة الخارجية الإيرانية. إن تواصل النخب الثقافية بين البلدين يمكن أن يكون بالغ التأثير». وحول الوضع النووي الإيراني والعلاقة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، قال لافروف: «طرحتُ هذا الموضوع اليوم، وقدّم زميلي توضيحات بشأن حوارات إيران مع الوكالة. يجب أخذ حسن النية والتقييمات الموضوعية بعين الاعتبار. فبعد الهجمات الأميركية والإسرائيلية على المواقع النووية الإيرانية، ينبغي للجميع أن يلاحظوا أن الوكالة لم تُبدِ رداً مناسباً. نحن نثمّن إرادة إيران وحسن نيتها في سعيها لتطوير التعاون مع الوكالة». أما عراقجي، فتناول المفاوضات مع الأوروبيين قائلاً: «سياستنا واضحة تماماً. من وجهة نظرنا، فإن الدول الأوروبية الثلاث لا تمتلك القدرة على التفاوض، وقد لجأت إلى استخدام الأداة الوحيدة المتاحة لديها بشكل غير قانوني. لم يكن يحق لها اللجوء إلى آلية الزناد، لكنها فعلت ذلك من دون أن يترتب على ذلك أي نتيجة. وفيما يخص الوكالة، فإن إيران ملتزمة بمعاهدة عدم الانتشار، لكن يجب الإقرار بأن الوقائع قد تغيّرت. بعد الهجمات على منشآتنا تغيّرت الظروف، والوكالة لا تمتلك أي بروتوكول للتعامل مع هذه الأوضاع. سألتُ السيد غروسي إن كان لديكم إطار للتفتيش، فأجاب بالنفي. ما لم يتم إعداد إطار واضح، لا يمكن إجراء عمليات تفتيش بسبب المخاطر والتهديدات المتعلقة بالسلامة. حاولنا التوصل إلى اتفاق في القاهرة، لكن بسبب الإجراءات الأميركية ومواقف الدول الأوروبية الثلاث أُلغي اتفاق القاهرة. وحالياً، يجب إحالة جميع طلبات الوكالة إلى المجلس الأعلى للأمن القومي، ونحن سنتعامل مع الأمور وفقاً للظروف الجديدة».
نور نيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك