معرف الأخبار : 257681
تاريخ الإفراج : 11/18/2025 10:37:26 AM
خطيب‌زاده: القنوات بين الولايات المتحدة وإيران كثيرة، لكن الرسائل الجديرة بالإهتمام قليلة

خطيب‌زاده: القنوات بين الولايات المتحدة وإيران كثيرة، لكن الرسائل الجديرة بالإهتمام قليلة

أكد نائب وزير الخارجية ورئيس مركز الدراسات السياسية والدولية في وزارة الخارجية الايرانية، «سعيد خطيب‌زاده»، أن القنوات بين إيران والولايات المتحدة كثيرة، إلا أن الرسائل الجديرة بالاهتمام والتي يمكن العمل عليها، قليلة.
أشار خطيب‌زاده في مقابلة صحفية إلى أن البرنامج النووي السلمي لإيران لا يمكن توقيفه. وقد تضررت بعض البُنى التحتية والمعدات، لكن هذا البرنامج يقوم على معرفة وطنية متأصلة ومنتشرة في أنحاء البلاد. كما صرّح نائب الوزير عراقجي بأن إيران ليست هدفًا سهلاً، كما برهنت خلال اثني عشر يومًا من الدفاع الوطني عن نفسها أمام المهاجمين. وأضاف أن إيران أقدم حضارة حية مستمرة على سطح الأرض، وأن هذا الشعب بارع في الصمود وتجاوز الأزمات. وأن اللغة الوحيدة التي يردّ بها الإيرانيون هي لغة الاحترام والحوار على قدم المساواة. وقال أيضًا إنّ طهران تتابع فقط برنامجا نوويًا سلميًا وبرامج دفاعية مشروعة للدفاع عن أمنها الوطني. نص المقابلة الكامل كما يلي: سؤال: واضح أن عدم الثقة كبير بين إيران وإدارة ترامب. ما الذي ينبغي حتى تعود الحوارات الممكنة، حتى غير المباشرة، بين البلدين إلى مسارها الصحيح؟ خطيب‌زاده: في الواقع، رغم تعدد القنوات، فإن الرسائل الجديرة بالاعتبار قليلة لنتمكن من العمل عليها. المشكلة أن الطرف المقابل ما زال غير مستعد لتفاوض حقيقي ومحصلة للنتائج. لا يمكننا الدخول في مفاوضات محكومة بالفشل وفي نهاية المطاف تكون ذريعة لحرب أخرى. لذا إذا قبل الطرف المقابل منطق التفاوض، أي مبدأ «العطاء والأخذ»، وتخلّى عن بعض أوهامه، وتوقّف عن تصميم استخدام الأداة السياسية والدبلوماسية لتحقيق ما لم يَنجَز عبر الحملة العسكرية، عندها يمكننا التحرك في إطار توجيهات قائد الثورة. سؤال: ماذا تقصدون بمنطق المصالحة بشأن البرنامج النووي؟ ما الذي يجب أن تقبله إدارة ترامب حتى تدخلوا في مفاوضات؟ خطيب‌زاده: أعتقد أن القانون الدولي يوضح كل شيء في هذا الصدد. إيران لن تقبل أن تكون استثناءً. نحن عضو في الوكالة الدولية للطاقة الذرية واتفاقية عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT)، وتحت إشراف الأمم المتحدة والالتزامات المتعلقة بالأنشطة النووية السلمية. يجب أن تُحترم إيران وتُتاح لها ممارسة حقوقها بدون قيود. هذا هو الخط الأحمر لأي تسوية. أوهامٌ مثل وقف التخصيب تمامًا في إيران أو سعيٌ لحرمان إيران من حقوقها الأساسية غير مقبولة. سؤال: هل تعيدون الآن بناء برنامجكم النووي، وهل سيكون بنفس القوة السابقة؟ خطيب‌زاده: البرنامج النووي السلمي لإيران لا يمكن إيقافه. نعم، تضررت بعض البنى التحتية والمعدات، لكن هذا البرنامج قائم على معرفة محلية (بشرية) منتشرة في كل أرجاء بلدنا؛ بلد يعدّ نحو 90 مليون نسمة وبمساحة 1.6 مليون كيلومتر مربع، ليس بلدًا يمكن قصفه ظانّين أن كل شيء سيفنى. العلم والمعرفة والمهارة موجودة لدينا وسنحميها. سؤال: كثيرون داخل البلاد وفي المنطقة يخشون حربًا جديدة بين إسرائيل وإيران أو حتى بتدخل أمريكي. إلى أي مدى تَرَوْن خطر ذلك حاليًا؟ خطيب‌زاده: في المرة الماضية كانت أمريكا متورطة. رغم أن رسائل بادِرة أُرسلت تفيد بأن أمريكا ليس لها دور ولن تتدخل، إلا أن المستندات اللاحقة أظهرت أنها كانت متورطة منذ البداية، حتى أن الرئيس ترامب أقرّ بذلك لاحقًا. لذا ينبغي السؤال على الطرف الآخر، إذ بذلنا كل جهدنا لمنع تفاقم التوتر والحيلولة دون الحرب. للأسف، الطرف المقابل حاول الوصول إلى السلام عبر التطرف والعنف، وهذا أمر مستحيل. سؤال: هل تعتقدون أن احتمال حرب أخرى قائم؟ خطيب‌زاده: نحن نبذل كل ما في وسعنا لمنع ذلك. كما نحاول تغيير حسابات تل أبيب وواشنطن الاستراتيجية: إيران ليست هدفًا سهلاً، كما بيّننا خلال اثني عشر يومًا من الدفاع الوطني عن أنفسنا أمام المعتدين. في اليوم الثالث، غرد الرئيس ترامب بعبارة «استسلام غير مشروط»، وبعد تسعة أيام طالب بوقف إطلاق نار غير مشروط. تلك الأيام التسعة من الدفاع أظهرت الكثير. نحن مستعدون لأي مغامرة محتملة من جانب واشنطن أو تل أبيب. سؤال: هل يعني ذلك توسيع وتعزيز برنامجكم الصاروخي؟ خطيب‌زاده: عملية إعادة البناء بدأت من لحظة الاتفاق على وقف إطلاق النار. الطرف المقابل يستعد لحرب أخرى. لذلك يجب تعزيز كل وسيلة دفاعية مشروعة لدى إيران. لا دولة تُساوم على أمنها القومي، وإيران ليست استثناء. سؤال: صواريخكم الباليستية ألحقَت أضرارا كبيرة بإسرائيل، أليس كذلك؟ خطيب‌زاده: لقد زعموا أن إيران لا تستطيع الرد. حجِبَت الحقيقة وقالوا إن نسبة اختراق صواريخنا 10٪، لكن لاحقًا وردت تقارير تُشير إلى 30–40٪. والواقع أعظم من ذلك بكثير. بصواريخنا المتقدمة استطعنا اختراق طبقات الدفاع المختلفة وكان يمكننا استهداف أي مكان في اى لحظة نرغب به. سؤال: ماذا هي رسالتكم لحكومة ترامب بشأن وضع الشرق الأوسط؟ خطيب‌زاده: إيران أقدم حضارة حية مستمرة على وجه الأرض. هذا الشعب بارع في الصمود وتجاوز المحن. اللغة الوحيدة التي نرد بها هي لغة الاحترام والحوار على قدم المساواة. سؤال: ما أهمية علاقتكم مع الصين وروسيا لإعادة بناء القدرات الدفاعية والحفاظ على اقتصادكم؟ خطيب‌زاده: علاقتنا مع روسيا وثيقة ومتعددة الأوجه، وقد بدأت قبل سنوات الحرب في أوكرانيا. روسيا جار لنا، ولدينا شراكة استراتيجية مع الصين. من الطبيعي أن يكون هناك تعاون وثيق على مستويات مختلفة. نحن شعبان حضاريان، لذلك نُعدّ شركاء طبيعيين. هذا الأمر ليس محصورًا بإيران فحسب؛ فعديد من دول الخليج الفارسي تربطها علاقات جيدة مع الصين، ما يبيّن أن الدول تتعاون بشكل طبيعي. سؤال: هل هناك في أعلى مستويات الحكومة من يرى أنه يجب إعادة النظر في موقف إيران من الأسلحة النووية؟ خطيب‌زاده: نحن أعضاء في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية والوكالة الدولية للطاقة الذرية. حتى بعد الإجراءات العنيفة من إدارة ترامب وقصف المنشآت النووية السلمية، لم نخرج من معاهدة NPT. إيران شفافة بشأن برنامجها النووي السلمي، وهو مدعوم بفتوى قائد الثورة الاسلامية ومبادئنا. نحن نتابع فقط برنامجا نوويا سلميا وبرامج دفاعية مشروعة للدفاع عن أمننا الوطني.
نور نيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك