معرف الأخبار : 254536
تاريخ الإفراج : 11/2/2025 11:28:47 AM
خطيب زاده: ايران ستدافع عن حقها في استخدام الطاقة النووية

خطيب زاده: ايران ستدافع عن حقها في استخدام الطاقة النووية

صرّح مساعد وزير الخارجية الإيراني، سعيد خطيب زاده، في مقابلة مع شبكة التلفزيون البيلاروسية CTV، بأنّ أكبر حجم من عمليات التفتيش في تاريخ الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد جرى في إيران، من دون العثور على أي انحراف
في حديثه حول الاجتماع الثالث لـ"هيكل الأمن الأوراسي"، أوضح خطيب زاده أنّه تم على هامش المؤتمر عقد لقاءات مهمة، قائلاً: "استفدت من هذه الفرصة للقاء وزير خارجية بيلاروسيا، وكانت المحادثات مثمرة وبنّاءة للغاية." وأضاف: "بالنسبة لإيران، الأمن ليس قضية نظرية بل تجربة ملموسة. ففي الصيف الماضي، شنّت أمريكا والكيان الصهيوني هجوماً على إيران، عبر عمليات اغتيال لعدد من علمائنا وقادتنا الكبار أثناء وجودهم مع عائلاتهم في منتصف الليل، فاستشهدوا. ظنّوا أن إيران ستخضع، لكنّ ردّ إيران كان حازماً وساحقاً، وبعد 12 يوماً هم من طلبوا وقف إطلاق النار." وتابع: "الكيان الصهيوني خلال العامين الماضيين اعتدى على عدد من دول الشرق الأوسط واحتل أجزاء من سوريا، لكنه بارتكابه عدواناً على إيران ارتكب أكبر خطأ في تاريخه. أسطورة عدم هزيمة إسرائيل انهارت بعد الرد الإيراني." وأكد مساعد وزير الخارجية أنّ الطموحات الجيوسياسية الأمريكية والإسرائيلية لم تنتهِ، فهما لا تلتزمان بالقانون الدولي، موضحاً: "نحن في إيران نسعى قبل كل شيء إلى منع اندلاع حرب جديدة، ولكن إذا بدأت حرب أخرى فلن يكون أمام إيران خيار سوى تحقيق نصر حاسم ضد المعتدي، الذي سيندم بلا شك على قراره. وفي حديثه عن السياسة الأمريكية قال: "يجب أولاً أن نرى ما هي خطة الولايات المتحدة وما الذي يدور في أذهانهم. اليوم تستخدم أمريكا القوة ضد الدول الأخرى علناً، وبشكل لم يسبق له مثيل منذ عقود. الهدف الأساسي لأمريكا هو ضمان هيمنتها على الدول الأخرى عبر القوة العسكرية. ويمكن فهم تحويل وزارة الدفاع إلى ’وزارة حرب‘ في هذا السياق." وأشار خطيب زاده إلى أنّ "ترامب قال صراحة على شاشة التلفزيون إنّ أمريكا لم تعد تريد التصرف وفق القانون الدولي أو المبادئ السياسية الصحيحة، بل تسعى فقط إلى ’الانتصار‘ بأي ثمن. وفي تصريحاته الأخيرة وصف قتل الشعب الفنزويلي بالأمر الطبيعي، وهدد الفلسطينيين بجعل حياتهم جحيماً، واعتبر الإبادة التي حدثت أمراً عادياً. هذه التصرفات تُظهر أنّ النظام العالمي الذي كنا نعرفه تغيّر جذرياً بفعل أمريكا وحلفائها. وأضاف: "هم لم يعودوا ملتزمين بأي قيم أخلاقية أو سياسية أو دولية. بالنسبة لنا، ولروسيا، والصين، وبيلاروسيا، وسائر الدول المستقلة، يعني هذا أننا لا يمكن أن نسمح لهم باللعب بمستقبلنا. لا يمكننا السماح لهم بالمقامرة بمصير شعوبنا. لا خيار أمامنا سوى المقاومة والصمود. المعتدون يظنون أنهم قادرون على إخضاع ’العالم الجنوبي‘، لكنهم مخطئون." وبيّن أن "نهجهم يمثل استراتيجية لإعادة كتابة النظام العالمي"، مضيفاً: "لا يمكننا مواجهة مثل هذه السياسات بشكل فردي أو مؤقت أو تكتيكي، بل يجب أن نتحد ونتبنى استراتيجية مشتركة. فقط في هذه الحالة يمكننا أن ننتصر في مواجهة الخصم." وفي إشارته إلى خطاب رئيس بيلاروسيا في المؤتمر الأمني، قال: "ما قاله السيد لوكاشينكو مهم جداً. على منظمات مثل بريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون ودول ’العالم الجنوبي‘ تحويل هذا الوعي إلى عمل ملموس لإجبار الطرف الآخر على التراجع." وأضاف: "لم نسعَ يوماً إلى المواجهة، لكنهم اختاروا هذا الطريق. كنا في خضم المفاوضات، لكنهم بتصرفاتهم غيّروا مسار الدبلوماسية وهاجمونا. نحن شعب محبّ للسلام، ولكن إذا فرضت علينا الحرب، فنحن نحسن القتال. إيران أقدم حضارة حيّة في العالم، وفي العلاقات الدولية لا تقبل إلا لغة الاحترام والعدالة." وأوضح هذا الدبلوماسي الإيراني أنّ "بيلاروسيا تدعم حق الدول المشروع في امتلاك الطاقة والتكنولوجيا النووية السلمية، ونحن نرحّب بهذا الموقف لأنه مبدئي وعادل. لا نفرّق بين الدول التي تعتبر لنفسها ’حقاً مطلقاً‘ وتلك التي تُحرم من حقوقها لأسباب سياسية. وسندافع بحزم عن حق إيران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية." وأشار إلى أن "البرنامج النووي الإيراني بدأ قبل الثورة الإسلامية بمساعدة أمريكا، حيث قام الأمريكيون بتدريب العلماء الإيرانيين، لكن بعد الثورة منعوا إيران من المتابعة. إيران عضو في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، بينما الكيان الصهيوني ليس عضواً فيها ويخفي ترسانته النووية." وأضاف خطيب زاده: "عند الهجوم الأمريكي والإسرائيلي على إيران، كان هناك 22 مفتشاً من الوكالة الدولية للطاقة الذرية في البلاد يؤدون مهامهم. لقد جرت أكبر عمليات التفتيش في تاريخ الوكالة داخل إيران ولم يُكتشف أي انحراف. والمدير العام للوكالة أكد قبل أسبوعين أنه لم تُرصد أي مخالفات قبل تلك الهجمات أو بعدها." وتابع قائلاً: "هم يعلمون جيداً أن إيران لا تسعى إلى إنتاج أسلحة دمار شامل، لكن مشكلتهم الحقيقية هي أنهم لا يقبلون باستقلال إيران ولا يستطيعون التعامل مع دولة مستقلة على أساس المساواة. هدفهم هو إبقاء إيران في موقع الضعف كي لا تستطيع الدفاع عن نفسها. يقولون لنا: إما أن تكونوا معنا وتقبلوا بشروطنا، أو لا حقّ لكم في شيء. لكن ردّ إيران واضح: لسنا تابعين لأي قوة، كما أننا لا نريد أحداً تابعاً لنا. لن نسمح لأحد أن يخاطبنا بلغة القوة. نحن نعرف حدودنا وحقوقنا وقدراتنا — ونؤمن بها." وأضاف مساعد الوزير: "أحد أهم أزمات العالم والمنطقة اليوم هي حرب أوكرانيا. إنّ سياسة أوروبا في إطالة أمد هذه الحرب مدمّرة جداً، ومن الأفضل للجميع أن تنتهي الأزمة سريعاً. إيران ترحّب باقتراح حكومة ورئيس بيلاروسيا للمساعدة في إنهاء هذا النزاع، وتدعم إيجاد أسرع طريق لإنهائه." وفي حديثه عن العلاقات الإيرانية ـ البيلاروسية، قال: "العلاقات بين البلدين كانت دوماً على مستوى عالٍ. بيلاروسيا دعمت حق إيران في التنمية المستقلة ووقفت ضد العقوبات، وإيران بدورها دعمت مينسك. شهدت العلاقات بيننا تحسناً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، بما في ذلك زيارة رئيس بيلاروسيا إلى طهران ولقاءاته مع كبار المسؤولين الإيرانيين." وأضاف: "لدينا تبادل مستمر للزيارات رفيعة المستوى، والاتفاق الاستراتيجي بين إيران وبيلاروسيا سيكون نقطة تحول في علاقاتنا. نخطط قريباً لزيارة وزير الخارجية الإيراني إلى بيلاروسيا، ومتابعة أعمال اللجان الاقتصادية المشتركة والمشاورات الدبلوماسية، واستكمال المفاوضات القانونية." وأكد هذا الدبلوماسي الإيراني: "لم نصل بعد إلى مستوى العلاقات الذي نطمح إليه، وهناك الكثير من العمل أمامنا، ويجب أن نركّز بالدرجة الأولى على العلاقات بين الشعبين والقطاع الخاص. فعلى سبيل المثال، ألغت إيران من طرف واحد تأشيرة دخول مواطني بيلاروسيا، ما يجعل السفر إلى إيران متاحاً لهم بحرية. وإيران بلد يضم نحو 90 مليون نسمة، وإذا ألغت بيلاروسيا التأشيرات بالمقابل، سيتمكن السياح الإيرانيون من السفر إليها. هناك مشاريع لوجستية وممرات ترانزيت قيد التنفيذ، ونتوقع أن تؤتي ثمارها قريباً. وفي ختام تصريحاته حول أوضاع غرب آسيا، قال خطيب زاده: "في الشرق الأوسط خلال العامين الماضيين، شهدنا جرائم حقيقية وكارثة إنسانية من إبادة جماعية وقصف واسع وتدمير مستشفيات ومدارس وقتل المدنيين الفلسطينيين. لم يتحقق أي سلام حقيقي، وكل الاتفاقات كانت مؤقتة. ومثال ذلك اتفاق شرم الشيخ الذي غابت عنه الوفود الفلسطينية." واختتم قائلاً: "إيران ترى أن السلام الحقيقي لا يتحقق عبر إجراءات شكلية أو قسرية. الحل الوحيد هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة وموحّدة. كل محاولات إسرائيل على مدى 77 عاماً لتجاهل وجود فلسطين فشلت. لا يمكن حل القضية الفلسطينية بالصفقات السرية أو الإبادة، بل فقط من خلال إنشاء دولة فلسطينية حقيقية. ونأمل أن تتحد قوى الخير ومحبي السلام في العالم بأسرع وقت لترسيخ سلام دائم قائم على احترام جميع الدول."
نور نيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك