حضر الفعالية عوائل شهداء حرب الأيام الاثني عشر المفروضة، ونشطاء جهاديون، وبعض شخصيات المقاومة، ومنهم أبناء الشهيد السيد حسن نصرالله، ومجموعة من المشاركين في حملة "إيران المتضامنة".
وفي هذه المراسم، وصف مدير مكتب سماحة قائد الثورة الاسلامية هذه الحركة العظيمة لـ"إيران المتضامنة" بأنها استجابة لدعوة قائد الثورة الإسلامية، الذي دعا إليها للإسراع في مساعدة المتضررين في مواجهة العدو الصهيوني. وواصل حجة الإسلام والمسلمين محمدي كلبايكاني حديثه بذكر بالتطرق إلى بعض تضحيات الشعب الإيراني، كالتبرع بخاتم زواج أو بيع شقة خاصة للمشاركة في هذه الحركة.
وأشاد حجة الإسلام والمسلمين محمدي كلبايكاني بروح التضحية لدى المقاومين، وأشار إلى الدور المحوري للإمام الخامنئي في مسيرة النضال، قائلاً: "لقد رفع سماحته الراية بيديه على هذا الدرب بالتوكل على الله والتوجه إلى أهل البيت (ع)".
وفي جانب آخر من خطابه، أشار إلى الشهيد السيد حسن نصر الله، قائلاً: "نقل أحد علماء قم، الذي كانت تربطه علاقات وثيقة بالشهيد نصرالله، أن السيد حسن قال إنه لا يتصور أن يأتي يوماً ما يكون فيه هو متواجد ولا يكون قائد الثورة". وأكد حجة الإسلام والمسلمين محمدي كلبايكاني أن دور قائد الثورة ينسجم مع دور علماء الشيعة وعلماء الدين المسلمين، وينسجم مع إحياء الإسلام، وأضاف: "والآن أيضاً، يحمل هذا الرجل العظيم الراية بين يديه ويقف في وجه الإستكبار. لقد وهبه الله صفات، أولها شجاعة منقطعة النظير".
وفي ختام كلمته، انتقد حجة الإسلام والمسلمين محمدي كلبايكاني تقاعس حكام وقادة الدول الإسلامية تجاه الكيان الصهيوني، مشيرًا إلى جرائم الكيان الصهيوني في غزة.
كما وجّه الشيخ نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله في لبنان، رسالة فيديو إلى هذه الفعالية، مُحيّياً ذكرى الشهيدين السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين، متوجّهاً بالشكر لإيران قيادةً وشعبًا وحكومةً على دعمها للمقاومة.
وإحياءً لذكرى استشهاد السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين، وصف الأمين العام لحزب الله هذين الشهيدين بأنهما شخصيتان ربّتا أجيالًا مناضلةً ومقاتلين أقوياء، بإيمانهما ورعايتهما وإخلاصهما وتضحيتهما وتربيتهما الإسلامية.
وأكد الشيخ نعيم قاسم أن ثمرة المقاومة في لبنان تعود إلى رعاية سماحة قائد الثورة الاسلامية الإمام السيد علي الخامنئي، الذي يسير على نهج الإمام الخميني(رض)، وأضاف: "نحقق كل هذه النتائج العظيمة بفضل الدعم الذي وُجد في جميع مجالات الجهاد والتعليم والبناء والاقتصاد والرعاية والشؤون الاجتماعية"، وأشار إلى أن المقاومة خرجت من معركة صعبة ومعقدة لم تخوضها منذ أكثر من أربعين عاماً، وقال: "أبشركم أن أبناء السيد حسن مجاهدون شجعان، وأن عوائلهم وشهدائهم وقادتهم الصامدين لن يسمحوا للكيان الصهيوني بتحقيق أهدافه. نحن بعون الله أقوياء".
وفي مقطع آخر من رسالته المصورة، شكر الشيخ نعيم قاسم القيادة والحكومة والشعب الإيراني على دعمهم للمقاومة، مضيفًا: "نتقدم بجزيل الشكر والامتنان لقائد الثورة الإسلامية سماحة الإمام الخامنئي(دام ظله)، ولحرس الثورة الاسلامية، وللمجاهدين والشعب الإيراني البطل، وللحكومة وجميع قواها الأمنية على كل الدعم الذي قدموه لنا. نشعر أن إيران كلها معنا من البداية إلى النهاية، تساعدنا وتمنحنا شعورا بالصمود والقوة".
كما أشار الأمين العام لحزب الله إلى الحرب الأخيرة ومقاومة الشعب الإيراني للعدوان الصهيوني - الأمريكي المشترك، قائلاً: "أهنئ إيران الإسلامية على مقاومتها الأسطورية للعدوان الإسرائيلي - الأمريكي لمدة اثني عشر يوماً. لقد قدمتم نموذجًا يُحتذى به للعالم أجمع، وذلك حول كيفية مواجهتكم للعدوان، وكيف صمدتم، وكيف يمكنكم تحقيق إنجازات عظيمة بفضل قيادة الإمام الخامنئي(دام ظله) وفي ظل هذا التضامن الشعبي العظيم؛ بالإضافة إلى أداء القوات المسلحة التي تقاتل بعزيمة وإخلاص، سيُسجل هذا النصر في الحاضر والتاريخ".
واختتم الشيخ نعيم قاسم كلمته بالإشارة إلى ردود الفعل الغربية الأخيرة المعادية لإيران، قائلاً: اليوم فرضوا العقوبات مرة أخرى، ولكن هل ستُرفع العقوبات يوما ما؟ منذ انتصار الثورة الإسلامية المباركة، والعقوبات قائمة منذ 46 عاما، لكن الشعب الإيراني برز أكثر فأكثر يوما بعد يوم في وجه العدو، مُثبتًا أنه شعب ميداني وشعب حق".
كما ألقى خالد القدومي، ممثل حركة المقاومة الاسلامية حماس في إيران، كلمة أشاد فيها بقائد الثورة الاسلامية والشعب والحكومة الايرانيتين لدعمهم شعب غزة والمقاومة الفلسطينية. وفي إحياء منه لذكرى عملية طوفان الأقصى، وصف القدومي هذه العملية بأنها يوم عزة المؤمنين وبداية دمار الكيان الصهيوني، وقال: "أشكر السيد علي خامنئي، قائد الثورة الإسلامية في إيران، والشعب الإيراني الكريم، الذين وقفوا دائما إلى جانب المظلومين وشعوب غزة ولبنان واليمن؛ شعب امتزجت دماؤهم الكريمة بدماء الفلسطينيين، أنتم شركاء في مستقبل المقاومة والمنطقة".
وأكمل كلمته بإحياء ذكرى الشهيد حسن نصر الله، واصفًا إياه بكل ما تحمله الكلمة من معنى بأنه "شهيد فلسطين وطوفان الأقصى"، وأضاف: "لسنا قلقين. وكما قال الشهيد إسماعيل هنية: "عندما يسقط رجل، ينهض رجل آخر. يتوهم العدو أنه يحرف المسار باغتيال الأفراد؛ لكننا اليوم صامدون، وهذا المسار سيستمر حتى تحرير فلسطين والمسجد الأقصى كاملًا".
كما كانت زينب نصر الله، ابنة الشهيد السيد حسن نصر الله وشقيقة الشهيد السيد هادي نصر الله، من بين الشخصيات الأخرى التي شاركت في هذا الحدث إلى جانب شقيقيها والسيد عبد الله صفي الدين، ممثل حزب الله في إيران. وحيّت زينب الإمام الخميني (رض) وشهداء الثورة وشهداء طريق القدس، وأعلنت أن هدف حضورها في هذا الحفل هو تجديد العهد مع الإمام الخامنئي. وفي كلمتها، شكرت زينب نصر الله الشعب الإيراني وأضافت: "لطالما كنتم سندا لنا. أنتم من دعمتم المقاومة بكل ما أوتيتم من قوة، واحتضنتم جرحى البيجر، ووقفتم إلى جانب المقاومة".
وتابعت مخاطبة قائد الثورة: يا سيدنا! جئنا مُشبعين بحبك، من عيون سيدنا الشهيد السيد حسن نصر الله، الذي ذاب في حبك، ورغم مكانته الاجتماعية بين أبنائه، لم يكن يعد نفسه إلا جنديا.
وأكدت زينب نصر الله أن دعاء السيد حسن كان أن يأخذ الله ما تبقى من عمره ويضيفه إلى حياة سماحة الإمام الخامنئي، وقالت: "يا سيدنا ومولانا! اليوم جئنا لنجدد عهدنا معك. نحن أبناء السيد حسن، جئنا لنخبرك أننا جنودك".
نورنيوز/وكالات