معرف الأخبار : 238146
تاريخ الإفراج : 8/4/2025 5:53:16 PM
بقائي: ايران لا تتجنب المفاوضات لكن يجب التأكد من عدم استغلالها لاضاعة الوقت

بقائي: ايران لا تتجنب المفاوضات لكن يجب التأكد من عدم استغلالها لاضاعة الوقت

قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن طهران لا تتهرب من المفاوضات، ولكن في أي مفاوضات يجب التأكد من أن هذا الإجراء لا يتحول إلى فرصة لإضاعة الوقت.
أوضح إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في معرض إشارته إلى إمكانية استئناف المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة ومتطلباتها، محاور المشاورات الجارية مع ثلاث دول أوروبية، مؤكدًا مجددًا مواقف إيران في هذا الصدد، وشرح وجهة نظر طهران بشأن تصريحات جمهورية أذربيجان بشأن معبر حدودي؛ وهي قضية تعتبرها يريفان مخالفة للقانون الدولي. في مقابلة مع "أرمن برس"، ردًا على طلب توضيح الوضع في المنطقة في فترة ما بعد الحرب التي فرضها النظام الصهيوني وسؤال "ما هي الإجراءات التي اتخذتها جمهورية إيران الإسلامية أو التي وضعتها على جدول الأعمال لإدارة ومواجهة عواقب هذا الهجوم؟"، أوضح بقائي: أولاً وقبل كل شيء، أشكركم جزيل الشكر على إتاحة هذه الفرصة لإجراء هذه المحادثة. ردًا على سؤالك، لا بد لي من الإشارة أيضًا إلى أن هذا العمل، بغض النظر عن أي تفسير أو تأويل، كان عملاً عدوانيًا واضحًا وانتهاكًا صارخًا لجميع قواعد القانون الدولي وأحكام ميثاق الأمم المتحدة. وأضاف بقائي: "هذا الهجوم انتهاك واضح وصارخ للمادة الثانية، الفقرة الرابعة، من الميثاق، التي تحظر صراحةً وبشكل قاطع استخدام القوة. لذلك، يُعتبر هذا الهجوم المسلح على جمهورية إيران الإسلامية غير قانوني وغير أخلاقي وغير شرعي وإجرامي من جميع النواحي. بالإضافة إلى الطبيعة غير القانونية لهذا الهجوم، فإن النقطة اللافتة والمهمة للغاية هي أن إسرائيل شنت هذا العدوان في خضم مفاوضات وعمليات دبلوماسية بين إيران والولايات المتحدة". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية: "كان من المفترض عقد اجتماع رسمي في 15 يونيو/حزيران؛ ولكن قبل يومين فقط من ذلك، بدأ هذا الهجوم بطريقة غير متوقعة ومدروسة تمامًا". لذلك، نعتبر هذا العمل خيانةً فادحةً للمبادئ والقيم الأساسية للدبلوماسية، لأن أي عقل سليم يُقرّ بأن القيام بمثل هذا العمل دون تنسيق وتعاون كاملين مع الولايات المتحدة الأمريكية أمرٌ لا يُصدّق. وقال: "نرى الآن في هذه اللحظة المريرة وغير المناسبة فرصةً تاريخيةً لتعزيز الوحدة والتضامن الوطنيين. لقد كانت كارثة. لا شك أن أحدًا لا يختار الحرب أو الصراع أو يُحبهما، لكن هذه الحادثة المريرة والمؤلمة زادت من اشتعال نيران وحدة الأمة الإيرانية وكشفت للجميع أن العدو الحقيقي لهذه الأمة هو إسرائيل. هذا التقارب الوطني للإرادة الجماعية يجعلنا أكثر قدرةً وقوةً وعزمًا وتماسكًا من الماضي، للوقوف ومواجهة أي تهديد أو غزو أو هجوم مُستقبلي بأقصى درجات الاستعداد والقدرة." لا وجود للثقة ردًا على سؤال "هل ستعلن طهران، في ظل ظروف معينة، استعدادها لاستئناف المحادثات النووية مع الولايات المتحدة؟"، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية: "كنا نتفاوض سابقًا، وكما ذكرتُ، كنا في خضم عملية دبلوماسية. لكن الطرف الآخر، بسلوكه، لم يُدمر الثقة فحسب، بل حوّلها أيضًا إلى انعدام ثقة إيجابي وسلبي. في الوقت الحالي، أُعلن بوضوح أنه لا وجود للثقة على الإطلاق، لأنهم أساءوا استغلال العملية الدبلوماسية وحولوها إلى أداة هجومية تكتيكية". وأضاف بقائي: "مع ذلك، وكما أكدنا دائمًا، لم تغادر جمهورية إيران الإسلامية طاولة المفاوضات أبدًا، لأننا نؤمن إيمانًا راسخًا ونؤكد دون أدنى شك على الطبيعة السلمية لبرنامجنا النووي". نحن على يقين من أن هذا البرنامج شرعي وقانوني، ويخضع للرقابة الوثيقة والمستمرة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية. لن تتأخر المحادثات الإيرانية الأوروبية المقبلة كثيرًا صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية: تجري حاليًا محادثات مع ثلاث دول أوروبية (فرنسا وألمانيا وبريطانيا). وقد عُقدت جولة أخرى من هذه المحادثات في إسطنبول مؤخرًا. لذلك، لا نتجنب المفاوضات ولا نخشى منها؛ ولكن في الوقت نفسه، يجب ضمان ألا تصبح هذه المحادثات فرصة لإضاعة الوقت. يجب أن تكون هذه المحادثات هادفة وموجهة نحو تحقيق النتائج، وأن ترتكز على مبدأ "الفوز للجميع"؛ وهو مبدأ تستفيد بموجبه جميع الأطراف وتكون راضية عن عملية المفاوضات وإنجازاتها. وردًا على سؤال "كيف تُقيّم المحادثات الأخيرة مع الدول الأوروبية في إسطنبول؟"، قال بقائي: لم أكن حاضرًا شخصيًا في ذلك الاجتماع، لكن زملائي أفادوا بأن المحادثات عُقدت في أجواء صريحة وصادقة وشفافة. انتهزنا هذه الفرصة لتذكير الدول الأوروبية مرة أخرى بأنه في مواجهة العدوان الإسرائيلي والأمريكي على إيران، كانت سلوكياتها ومواقفها غير لائقة وغير متوقعة على الإطلاق. لأن كل عضو في الأمم المتحدة، بناءً على المبادئ المنصوص عليها في ميثاق هذه المنظمة، مُلزم باتخاذ موقف حاسم ومسؤول ضد أي هجوم غير قانوني على دولة عضو. وهذا أحد الركائز الأساسية للأمن الجماعي الذي ينعكس بوضوح في ميثاق الأمم المتحدة. وأضاف: لا شك أن الأطراف الأوروبية لم تفِ بهذه المسؤولية الأساسية. أقل ما توقعناه هو أن ترد بمسؤولية وحزم على الهجمات غير القانونية التي شنها الكيان الصهيوني على البرنامج النووي السلمي للجمهورية الإسلامية الإيرانية. كان هذا واجبًا مشتركًا وملزمًا لهم؛ سواء بموجب أحكام ميثاق الأمم المتحدة أو في ضوء التزاماتهم الخاصة كأعضاء في الاتفاق النووي (خطة العمل الشاملة المشتركة)، وهو اتفاق وُقع عام 2015 بمشاركة الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين، وبدعم رسمي من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. وأوضح بقائي: كان على الدول الأوروبية إدانة هذه الهجمات غير القانونية بوضوح وحزم. شكّلت هذه الهجمات انتهاكًا صارخًا لا يمكن إنكاره لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231، وهو قرارٌ اعتُمد بإجماعٍ كامل عام 2015، وكان على الدول الأوروبية اتخاذ موقفٍ واضحٍ وحازمٍ ومسؤولٍ تجاهه. كان ينبغي عليها الردّ بوضوحٍ بإدانة هذه الأعمال غير القانونية التي قامت بها إسرائيل والولايات المتحدة. لكن للأسف، لم تكتفِ هذه الدول برفض الوفاء بهذه المسؤولية الواضحة، بل حاولت بعض الدول الأوروبية، ومنها ألمانيا، تبرير هذا العدوان السافر؛ وهو بلا شكّ عملٌ غير مقبولٍ بتاتًا من منظور القانون الدولي. وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية: "اغتنم زملائي فرصة هذه المحادثة لتذكير الأطراف الأوروبية بوضوحٍ بأنها رفضت إدانة هذا العمل العدواني، متخليةً عن مسؤولياتها القانونية بموجب ميثاق الأمم المتحدة". صرح قائلاً: "فيما يتعلق بالقضية النووية، تجدر الإشارة إلى أن المناقشات ركزت بشكل رئيسي على تبادل وجهات النظر حول السبل الممكنة لاستئناف المفاوضات وإحياء العملية الدبلوماسية. وشكّلت ضرورة رفع العقوبات بشكل فعال ومستدام من جانب إيران، واتخاذ تدابير الشفافية لضمان الطابع السلمي لبرنامجها النووي، المحورين الرئيسيين لهذا الاجتماع. وبعبارة أخرى، طُرحت مجموعة متنوعة من الأفكار والمبادرات، واتفق الطرفان على استمرار هذه المشاورات في المستقبل القريب، بهدف دفع عملية المفاوضات البناءة إلى الأمام." كما صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية، ردًا على سؤال "متى سيُعقد الاجتماع القادم؟": "نحن على تواصل مستمر حاليًا مع الأطراف الأخرى لتحديد الموعد الدقيق للاجتماع القادم." ورغم عدم تحديد موعد محدد حتى الآن، إلا أنني واثق من أن هذا الاجتماع لن يُؤجل طويلًا.
نور نيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك