نور نيوز - على مدى العقود الماضية، لعبت إيران دائمًا دورًا بناءً وأخويًا في استضافة المهاجرين الأفغان، لا سيما في ظلّ الحرب وانعدام الأمن. حتى في ظلّ العقوبات والضغوط الاقتصادية، لم تُغلق إيران أبواب تقديم الخدمات للمهاجرين، واحترمت حقوقهم القانونية. ومع ذلك، وفي إطار المبادئ العالمية المتعارف عليها، يحقّ لإيران، كغيرها من الدول، التعامل مع الرعايا غير الشرعيين وتنظيم الهجرة غير الشرعية. هذا النهج يتماشى تمامًا مع الأعراف الدولية، وتُتّخذ إجراءات مماثلة في الدول الأوروبية والأمريكية سنويًا. إنّ تشويه الإعلام الغربي لهذه الإجراءات هو في الواقع جزء من حرب مفاهيم ومشروع لإثارة الخلاف بين إيران وأفغانستان، وهو مشروع محكوم عليه بالفشل في ظلّ وعي الشعبين. دموع التماسيح الغربية وجرائم منسية
تذرف وسائل الإعلام الغربية ودعاة حقوق الإنسان الكاذبون اليوم دموعهم على اللاجئين الأفغان، في حين لا يكتفون بالصمت إزاء مجزرة غزة وجرائم الولايات المتحدة والنظام الصهيوني ضد الأمة الإيرانية، بل يقفون أيضًا إلى جانب المجرمين. إن دعمهم للهجمات على المدنيين الإيرانيين والنساء والأطفال، وتجاهلهم لمآسي سجن إيفين، يُظهر استخفافهم بالإنسانية. ويُظهر التناقض الواضح في سلوك هذه الوسائل الإعلامية أن ادعاءاتهم الإنسانية أداة سياسية للضغط على إيران وزعزعة التضامن الإقليمي.
تُعتبر الدول الغربية نفسها صاحبة الرقم القياسي في الجرائم ضد اللاجئين الأفغان. من المعاملة اللاإنسانية للاجئين الأفغان في مخيمات المملكة المتحدة والولايات المتحدة، إلى سياسات الهجرة الأوروبية القاتلة التي أودت بحياة الآلاف في البحر، كلها أدلة على بطلان ادعاءات الغرب بالدفاع عن حقوق اللاجئين. إن الغرب، الذي ارتكب جرائم عديدة بحق الشعب الأفغاني خلال احتلاله الذي دام عشرين عامًا، لا يستطيع اليوم الادعاء بالدفاع عن حقوق المواطنين الأفغان في إيران. ولن تُوضّح هذه القضية المخزية بالهجمات الإعلامية على إيران.
إن غالبية الهجرة غير الآمنة ودخول المواطنين غير المصرح لهم هي نتيجة مباشرة للعقوبات الغربية والضغوط الاقتصادية التي استهدفت سبل عيش دول المنطقة، وخاصة أفغانستان. ومن خلال نشر الفقر وعدم الاستقرار، دفع الغرب الأفراد عمليًا نحو الجماعات الإرهابية التي يُخطط لها ويدعمها. إن هذه الحلقة المفرغة، التي صُممت بهدف زعزعة استقرار المنطقة، سيتم تحييدها بيقظة وتعاون دول المنطقة، بما فيها إيران وأفغانستان. وبدلاً من الشعارات الكاذبة، يجب محاسبة الغربيين على هذه المآسي الإنسانية.
نورنيوز