معرف الأخبار : 231020
تاريخ الإفراج : 6/30/2025 4:59:42 PM
خمسة سيناريوهات لمصير وقف إطلاق النار بين ايران والعدو الصهيوني

خمسة سيناريوهات لمصير وقف إطلاق النار بين ايران والعدو الصهيوني

المسار الأكثر ترجيحًا هو استمرار الوضع الهش الحالي أو نقل المواجهة إلى ساحات الاشتباك بالوكالة. يعتقد بعض المحللين أن إيران والكيان الصهيوني، في إطار حسابات الردع، يفضلان حاليًا إبقاء الصراع المباشر تحت السيطرة؛ لكن خطأً استراتيجيًا واحدًا أو حادثًا أمنيًا واحدًا يكفي لزعزعة جميع الموازين.

نورنيوز -  بعد 12 يومًا من تبادل إطلاق النار المباشر بين إيران والعدو الصهيوني، ساد صمت هش في الفضاء الجيوسياسي للمنطقة؛ صمتٌ ناتج عن توازن متوتر ومؤقت أكثر منه عن اتفاق سلام. هذا وقف إطلاق النار غير المكتوب لا يستند إلى اتفاق رسمي، ولا تدعمه ضمانات دولية، ولا يقوم على الثقة المتبادلة. في مثل هذه البيئة، السؤال الجوهري هو: إلى أي اتجاه سيتجه هذا وقف إطلاق النار؟

خمسة سيناريوهات لوقف إطلاق النار غدًا

تقودنا دراسة مستقبلية، تستند إلى الاتجاهات والأنماط السلوكية السابقة ومواقف الأطراف المؤثرة، إلى خمسة سيناريوهات رئيسية تتعلق بمصير وقف إطلاق النار بين إيران والكيان الصهيوني.

أ) السيناريو الأول والأكثر ترجيحًا هو استمرار الوضع الراهن، أي وقف إطلاق نار هش. في هذه الحالة، يُفضّل كلا الجانبين، لأسباب استراتيجية وتكاليف الحرب الباهظة، عدم الانخراط في تكرار المواجهة المفتوحة. يسعى الكيان الصهيوني إلى تجنب حرب استنزاف أثّرت بشدة على صموده الداخلي، كما تُعطي إيران الأولوية لتعديلات السياسة الخارجية، والظروف الاقتصادية، وإعادة تنظيم القوات المسلحة بسرعة. في هذا الاتجاه، تلعب الصين وروسيا، إلى جانب الدول العربية في منطقة الخليج العربي، دورًا فعالًا؛ وخاصة الصين التي ربطت الحفاظ على الاستقرار في الخليج العربي بمصالحها الاستراتيجية، وكانت أيضًا وسيطًا في المصالحة بين طهران والرياض منذ فترة.

ب) السيناريو الثاني هو العودة إلى حرب المعلومات وبعض العمليات الخاصة المحدودة. يُظهر تاريخ السلوك الأمني ​​الإسرائيلي أن هذا الكيان فضّل دائمًا شنّ الحرب دون تحمّل مسؤولية أفعاله. ويمكن أن يتمّ ردّ إيران في مثل هذه الظروف، بطبيعة الحال، في الحقول القريبة من الكيان الصهيوني، مستخدمةً قدراتها المتاحة، بل وحتى عملياتها السيبرانية. وإذا استُؤنف هذا النوع من المعارك، يُمكن القول إنّ وقف إطلاق النار المباشر سيُحوّل إلى شكلٍ خفيّ.

ج) السيناريو الثالث هو انتهاك إسرائيل لوقف إطلاق النار بهجومٍ محدودٍ ومفاجئ. وهذا السلوك ليس جديدًا على إسرائيل، فقد سبق أن نفّذت تل أبيب عملياتٍ مثل الاغتيالات أو التخريب دون سابق إنذار. في مثل هذه الحالة، سيكون ردّ إيران، كما أُعلن عنه في الغالب، إجراءً مضادًا، ما يعني أنّ الطرفين سيُوجّهان ضرباتٍ محدودةً لبعضهما البعض.

د) السيناريو الرابع هو الانهيار الكامل لوقف إطلاق النار وبدء حربٍ مباشرة. وضعٌ عادةً ما يتطور بشرارةٍ كارثية، كهجومٍ كبيرٍ على أحد المراكز النووية، أو عملياتٍ إرهابيةٍ للنظام الصهيوني مشابهةٍ لتلك التي نُفذت في 13 يونيو/حزيران. في هذه الحالة، من المرجح أن يكون مستوى الأزمة ونطاقها أشدّ وطأةً من الموجة الأولى، وقد تتسع رقعة الصراع. إذا تطور هذا التوجه، فمن المؤكد أن دول المنطقة، وخاصةً دول الخليج العربي، التي تستضيف قواعد عسكرية أمريكية، ستكون أول من يقلق بشأن هذه الأزمة، ومن المرجح أن تطلب التدخل الفوري من الصين أو روسيا أو مؤسسات دولية عليا للوساطة.

هـ) أخيرًا، السيناريو الخامس هو التوصل إلى اتفاقٍ غير رسميٍّ مستقرٍّ بوساطة قوى إقليمية أو عالمية. ورغم أن هذا السيناريو يبدو بعيد المنال، إلا أنه ممكنٌ إذا ازداد ضغط القوى العظمى لتحقيق الاستقرار في سوق الطاقة. ووفقًا لبعض التقارير، لعبت الصين وعُمان أدوارًا فعّالة في الأشهر الأخيرة، وقد تعودان إلى الساحة لتخفيف التوترات.

في الختام، يُمكن القول إن المسار الأكثر ترجيحًا هو استمرار الوضع الهشّ الحالي أو نقل المواجهة إلى ساحات القتال بناءً على ضربات محدودة من الطرفين. يرى بعض المحللين أن إيران وإسرائيل، في إطار حسابات الردع، تُفضّلان إبقاء الصراع المباشر تحت السيطرة في الوقت الراهن، لكن خطأً استراتيجيًا واحدًا أو حادثًا أمنيًا واحدًا يكفي لزعزعة جميع الموازين.

في ظل هذه الظروف، يُصبح الدور الفاعل للقوى الإقليمية والعالمية، بما في ذلك الصين وروسيا والدول العربية والأمم المتحدة، أكثر ضرورة من أي وقت مضى. اللعبة الكبرى جارية، وستُحدّد الحرب المُقبلة ليس فقط في ساحة المعركة، بل أيضًا في العقول والروايات والقرارات وراء الكواليس.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك