نورنيوز: يأتي نشر خبر مفاوضات الجولاني مع الكيان الصهيوني في وقتٍ يعود فيه تاريخ الجماعة إلى الإرهابيين الذين تدعمهم الولايات المتحدة وتل أبيب. لسنوات، دأب الجولاني وأتباعه على الترويج لمشروع تقسيم سوريا وإضعاف محور المقاومة بضوء أخضر من الغرب. والآن، بدلًا من أن تكون هذه المفاوضات وسيلةً لوقف هجمات الكيان الصهيوني، أصبحت أداةً لاستكمال المشروع القديم لاحتلال سوريا وتفتيتها؛ وهو مشروعٌ يسعى الجولاني لتحقيقه فعليًا من خلال قمعٍ مُستهدفٍ لعشائر ومجموعات عرقية مُحددة في سوريا.
إن خطة تطبيع العلاقات بين دمشق وتل أبيب أقرب إلى محاولة للتغطية على الإخفاقات الاستراتيجية للكيان الصهيوني والولايات المتحدة في مواجهة إيران ومحور المقاومة منها إلى توجه حقيقي. من منظور استراتيجي، تحتاج تل أبيب إلى إظهار إنجازاتها الإقليمية لتعويض إخفاقاتها في العدوان على إيران، ولترسيخ مكانتها في معادلات غرب آسيا. في هذا السياق، تُصوَّر المبالغة في احتمال التوصل إلى اتفاق مع سوريا في وسائل الإعلام الغربية كجزء من عملية نفسية لغرس هزيمة المقاومة وانتصار الصهيونية؛ بينما يُظهر الواقع على الأرض شيئًا آخر.
يُعدّ ادعاء التسوية مع النظام الصهيوني من أجل السلام في المنطقة سيناريو متكررًا. وتُعدّ التجربة الخادعة لمفاوضات أوسلو والاتفاقيات غير المثمرة مع لبنان مثالين واضحين على هذا المسار. لطالما استخدمت الولايات المتحدة والنظام الصهيوني التسوية لترسيخ احتلالهما وتوسيع نفوذهما. حتى أن الخطة المطروحة للاتفاق السوري تتضمن شروطًا كالاعتراف بالسيادة الصهيونية على الجولان، والتي إن قُبلت ستُحوّل سوريا إلى دولة مُقسّمة. الجولان، في الواقع، هو الذراع التنفيذي لهذه النزعة الانفصالية.
في مثل هذه الظروف، لا سبيل لمواجهة هذه المؤامرة الأمريكية الصهيونية إلا بعودة الشعب السوري إلى جبهة المقاومة. فالالتزام بالتنازلات لن يُسفر إلا عن ترسيخ الاحتلال واستمرار العدوان. وكما لم يُحرّر جنوب لبنان إلا بالمقاومة، وكما أثبتت تجربة هزيمة الصهاينة أمام إيران أن التراجع لا يكون إلا بالردع. على الشعب السوري أن يُدرك أن تنازلات قادة دمشق هي مقدمة لترسيخ احتلال الجولان والقنيطرة ومخطط تقسيم البلاد. إن عودة الشباب السوري إلى مبادئ المقاومة كفيلة بإحباط هذا السيناريو الخطير.
نورنيوز