وخلال المؤتمر الصحفي، اليوم الاثنين،والذي يتزامن مع اليوم الحادي عشر للعدوان العسكري الصهيوني على الجمهورية الإسلامية الإيرانية،اكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية اسماعيل بقائي على ان الشعب الايراني العريق الذي ينتمي الى اقدم الحضارات في التاريخ ، والذي ارتوى بتعاليم مدرسة الامام الحسين (ع) يقف الان في هذه المرحلة موحدا ليظهر للعدو كراهيته وغضبه منه وليواجه العدوان بكل صلابة وعز.
واضاف ان الإيرانيين عانوا من تقلبات عديدة عبر التاريخ، وعلى الرغم من انهم شعب مسالم ويتمسك بالنزاهة، وبمبادئ وأخلاقيات التعايش السلمي مع الآخرين، إلا أنهم لم يتوانوا قط في الدفاع عن الهوية الإيرانية ووطنهم وكرامتهم، مؤكدا على انه وفي هذه المرة ايضا سيتم احباط مؤمرات ومخططات الاعداء.
وتابع بقائي: حتى الأسبوع الماضي، كان هناك تساؤل دائم ما إذا كان عدوان الكيان الصهيوني على إيران قد نُفِّذ بعلم أو دعم أو وعي الولايات المتحدة. واليوم، لم يعد هناك شك في أن هذا العدوان العسكري على الجمهورية الإسلامية الإيرانية قد نُفِّذ بتنسيق ودعم ومساندة الولايات المتحدة.
واشار انه وبناء عليه، لذلك، تُعتبر امريكا متواطئة في جميع الجرائم التي وقعت خلال هذه الأيام الأحد عشر، مشيرا الى انه و بالنسبة للإيرانيين، يُعدّ الهجوم الأمريكي على المنشآت النووية السلمية الإيرانية، والتي كانت جميعها تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومراقبتها الكاملة والمستمرة، عملا غير قانوني وإجرامي تماما، ولا يمكن لأحد في العالم ولا أي سلطة دولية تبرير هذا العدوان بأي شكل من الأشكال.
واوضح بقائي ان خلال هذه الأيام الحادية عشر، فقدت أرواح عزيزة، وحزنت العديد من العائلات، وسلبت العديد من الفرص والاحلام ظلما،كما انه قد استشهد مؤخرا طفلان بريئان في تبريز ، مؤكدا على انه سيتم تسجيل هذه الجرائم وتوثيقها، لتضاف إلى القائمة الطويلة من جرائم الكيان الصهيوني الذي يرتكب في الوقت نفسه إبادة جماعية علنية في غزة والضفة الغربية، ويحتل أراضي بلدين في المنطقة، ويشن عدوانا وحشيا على الشعب الإيراني، ومذكرا بان الشعب الايراني سيقاوم هذا العدوان السافر بكل قوته.
ايران كانت ضحية لاسلحة الدمار الشامل فكيف تسعى للحصول عليه
وذكر بقائي انه في تموز/يوليو 1987، ارتكب نظام البعث العراقي، بدعم من الولايات المتحدة وبعض الحكومات الغربية، جريمة مروعة واستخدم الأسلحة الكيميائية ضد الأبرياء الايرانيين في منطقة سردشت حيث اصبحت كارثة سردشت رمزا لكراهية إيران والعالم من اسلحة الدمار الشامل.
وفي هذا السياق، راى بقائي ان اتهام إيران بمحاولة الحصول على أسلحة الدمار الشامل، بما في ذلك الأسلحة النووية، هو اتهام خطير للغاية ضد دولة كانت هي نفسها ضحية لهذه الأسلحة؛ وهي أسلحة مصدرها بلا شك نفس الدول التي تتهم إيران اليوم بمثل هذه المحاولة.
وتابع متوجها بالتحية والاجلال لأرواح ضحايا فاجعة سردشت الأعزاء مؤكدا مرة أخرى على أن مطالبة الشعب الإيراني المشروعة بتوضيح أبعاد هذه الجريمة وتحقيق العدالة ضد كل من لعب دورا في توفير هذه الأسلحة لنظام البعث العراقي لا تزال ثابتة.
واضاف انه على وجه الخصوص، كانت ألمانيا مسؤولة عن تطوير وإنتاج جزء كبير من الأسلحة الكيميائية لنظام البعث العراقي. ولا يزال مطلب الشعب الإيراني التاريخي والمستمر من الحكومة الألمانية قائمًا. ولن ينسى الشعب الإيراني أبدا أن ألمانيا كانت من أبرز موردي المواد اللازمة لإنتاج الأسلحة الكيميائية لنظام البعث.
لن نسمح لأي مسألة هامشية أن تُلهينا عن الدفاع عن إيران
وصرح بقائي: كل همومنا وأحزاننا منصبّة على الدفاع عن الشعب الايراني،و لن نسمح لأيّ مسألة هامشية أن تُشتّت انتباهنا عن الدفاع عن إيران الحبيبة. أولويتنا الآن هي الدفاع عن الشعب الايراني بكلّ قوّتنا، ودحر شرّ الأعداء الذين شنّوا، بدعم من الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، حربا ظالمة على هذه الأرض. لا شكّ في أننا سنتعلّم من التجارب التاريخية، وإلاّ ضللنا الطريق.
وقال المتحدث باسم الخارجية: لن ينسى التاريخ والأجيال القادمة أبدا، أن الإيرانيين تعرضوا لعدوان عسكري في خضم عملية دبلوماسية، ولم يتبق سوى يومين على الجولة السادسة من المحادثات الدبلوماسية، من قبل دولة هي نفسها جزء من هذه الحرب.
ومضى في القول إن هذا الإجراء هو خيانة للدبلوماسية، وخيانة لمبدأ الحوار، وخيانة للأخلاق والحضارة الإنسانية، وخيانة ايضا لكل الإنجازات التي تحققت على مدى ثمانية عقود من العلاقات الدولية والقانون الدولي بعد الحرب العالمية الثانية.
واضاف بقائي ان فلسفة ميثاق الأمم المتحدة كانت في منع الحرب ومنع استخدام القوة في العلاقات الدولية، مبيّنا ان هذا المبدأ الأساسي، الذي لا معنى للأمم المتحدة بدونه، انتهكه الكيان الصهيوني والولايات المتحدة بكل بساطة ضد دولة متحضرة لطالما انتهجت نهجا دبلوماسيا إيجابيا ، مشيرا الى ان هذه الحقيقة التاريخية وحدها تُفضح نفاق وأكاذيب من يدّعون الالتزام بالدبلوماسية والحوار.
لدينا توقعات واضحة من روسيا بأن تلعب دورا فعالا
وردًا على سؤال حول توقعات إيران من روسيا في هذه الحرب، لفت الى انه من الطبيعي أن تحظى روسيا، بصفتها دولة تربطها علاقات ودية وطويلة الأمد مع إيران، بمكانة خاصة في هذه المرحلة الحساسة. فروسيا ليست عضوا في خطة العمل المشترك الشاملة ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فحسب، بل أيضا،و بصفتها جارة مؤثرة، فان التطورات الإقليمية لها أهمية بالغة بالنسبة لها.
واوضح بقائي ان إيران، كدولة تربطها اتفاقية شراكة استراتيجية مع روسيا، لديها توقعات ومواقف واضحة من هذا البلد للقيام بدور فاعل، سواء على المستوى متعدد الأطراف، وخاصةً في مجلس الأمن، أو على المستوى الإقليمي. لذلك، تكتسب هذه الاتصالات والزيارات أهمية استراتيجية.
وافاد انه في الوقت نفسه، تتشاور ايران مع دول أخرى، حتى تلك التي لا تربطها بها علاقات دبلوماسية رسمية، معتبرا أن هذه المسألة تتجاوز دولة واحدة أو عددا قليلا من الجهات الفاعلة.مضيفا ان العدوان العسكري على الأراضي الإيرانية هو انتهاكٌ للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وجميع قواعد القانون الإنساني الدولي. لذا، يقع على عاتق كل حكومة واجب ومسؤولية في إدراك هذه التطورات بشكل صحيح، واتخاذ الإجراءات اللازمة، بما يتناسب مع ثقلها ومكانتها، لمواجهة هذا الظلم الواضح والانفلات الأمني الخطير.
وتوجه بقائي الى المواطنين الايرانيين، قائلا: يرجى العلم أنه في الوقت الذي تشن فيه حرب ظالمة وغير متكافئة ضد الجمهورية الاسلامية الإيرانية، يتم تصميم وتنفيذ حملة نفسية وحرب إعلامية علنية تماما ضد إيران.
وتابع انه يجب التحلي بالبصيرة لان اللعب بالألفاظ وتحريف المفاهيم وتبديل أدوار الضحية والمعتدي ومحاولة تقديم عدوان عسكري واضح وغير مبرر على أنه عمل متعمد وتصوير الهجمات الإيرانية الدقيقة على الأهداف العسكرية والأمنية للكيان الصهيوني على أنها هجمات على المناطق المدنية، كل هذا جزء من هذه الحرب النفسية.
هذه الحرب فُرضت علينا
هذا واكد بقائي على ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية، اثبتت كدولة تلتزم بالآداب الدبلوماسية والمبادئ الأخلاقية، خلال الحرب المفروضة عليها (الحرب الايرانية-العراقية/ 1980-1988)، أنها لا تستخدم الأسلحة المحظورة ولا تهاجم الأهداف المدنية.لكن ،و في المقابل، يتعمد الكيان الصهيوني استهداف الأهداف المدنية والأطفال والمستشفيات وسيارات الإسعاف والمناطق السكنية، بل ويصدر أوامر إخلاء للمدن السكنبة ايضا.
وفيما يتعلق بادعاء وكالة الانباء الالمانية أن إيران هاجمت أهدافا مدنية، أشار بقائي إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تختار أهدافا عسكرية محددة بكل قوتها باعتبارها أهدافا مشروعة في سياق الدفاع عن النفس،قائلا: إيران لم تنتهك ولن تنتهك أبدا قواعد القانون الإنساني الدولي والقوانين التي تحكم قوانين الحرب. تذكروا دائما نحن لم نبدأ هذه الحرب، بل فُرضت علينا.
وتابع مذكرا ان ايران عقدت خمس جولات تفاوضية، و ردت على المقترح الأمريكي،و كان من المفترض أن تقدم مقترحها في الجولة السادسة من المفاوضات في مسقط، يوم الأحد، مضيفا انه كان من المقرر عقد هذا الاجتماع باتفاق صريح، ومقترح واضح من الجانب الأمريكي، وإعلان من الجانب العماني .متسائلا ما اذا كانت بلاده قد فرضت عملية تفاوض على الولايات المتحدة.
ينبغي الا يُنظر إلى التزام إيران بالحوار والدبلوماسية على أنه ضعف
وتابع بقائي في هذا السياق، معتبرا انه لا ينبغي التشكيك في نهج ايران المبدئي أو نضعفه بسبب سوء نية الأطراف المتعارضة ونكثها لتعهداتها، كما انه لا ينبغي اعتبار التزام الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالحوار والدبلوماسية منذ البداية ضعفا.
واضاف : تعتبر الترويكا الاوروبية والاتحاد الأوروبي، قانونيا، جزء من خطة العمل المشترك الشاملة وقرار مجلس الأمن رقم 2231، وما دام هذا القرار ساريا، فإن هذه المسؤولية تقع على عاتقهم.لذا، فإن انخراط إيران وتشاورها مع هذه الدول يتماشى مع مطالبة الترويكا الاوروبية والاتحاد الأوروبي بلعب دورها ومسؤوليتها.
وأشار إلى أن ايران على تواصل مع جميع أطراف الاتفاق النووي، باستثناء الولايات المتحدة التي انسحبت منه بشكل كامل، مبيّنا ان التلاعب الإعلامي والتضليل الذي تمارسه الأطراف المتقابلة للتهرب من مسؤولياتها لا ينبغي أن تجاهل الحقيقة،و هي أن إيران تتخذ خطوات في العملية الدبلوماسية بنوايا حسنة، لكنها تعرضت لعدوان غير قانوني من قبل الكيان الصهيوني، بدعم من الولايات المتحدة، التي كانت بدورها أحد أطراف المفاوضات.
كيف يمكن وصف عدوان وجريمة وانتهاك صارخ للقانون بأنه "جميل"
وتابع بقائي انه و بعد العدوان العسكري الأمريكي على إيران، استخدم المسؤولون الأمريكيون عبارات مثل "عملية جميلة وشجاعة" لوصف هذا العمل، موضحا ان هذا ابتكار جديد في العلاقات الدولية والقانون و من غير المفهوم حقا كيف يمكن وصف عدوان وجريمة وانتهاك صارخ للقانون بأنه "جميل"،معتبرا ان هذا النهج ليس سوى تطهير للعدوان وانتهاك للقانون.
واضاف انه لا يمكن تبرير التحرك الأمريكي بمهاجمة المنشآت النووية السلمية الإيرانية بأي معيار أو قاعدة، حتى ولو تم وصفه بعبارات خادعة.مؤكدا على ان وصمة العار هذه سوف تظل إلى الأبد على جبين الولايات المتحدة، وهي دولة معروفة بأنها عضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة التي تعد الهيئة المسؤولة عن الحفاظ على السلام والأمن العالميين ووصية على معاهدة منع الانتشار النووي. وبموجب المادة الرابعة من هذه المعاهدة فإن الاستخدام السلمي للطاقة النووية هو حق لجميع الدول دون أي استثناء.
وأشار بقائي إلى أن الولايات المتحدة نفسها كانت راعية قرار مجلس الأمن رقم 2231 في عام 2015، والذي تم اعتماده بالإجماع ووافق على البرنامج النووي الإيراني، مبينا ان القرار ينص صراحة على أنه لا ينبغي للدول اتخاذ أي إجراء يتعارض مع أحكامه، لكن الولايات المتحدة انسحبت من الوثيقة عام ٢٠١٨، في انتهاك واضح للقواعد الدولية.
واضاف ان الولايات المتحدة تُعرف اليوم بأنها المعتدي، الذي وجه أسوأ ضربة لنظامها الخاص بمنع الانتشار ومصداقيتها العالمية، مشيرا الى ان استخدام هذه الأوصاف ليس إلا عارا ودليلا على تراجع الدولة وانهيار منظومة صنع القرار ورسم السياسات فيها من منظور الالتزام بالقوانين والقواعد الدولية.
وأكد أن الأضرار التي لحقت بإيران والشعب الإيراني وعملية التنمية في البلاد يمكن تقييمها وعرضها على المستوى الدولي، مشيرا الى ان الإجراء الأمريكي غير قانوني على الاطلاق وغير مبرر بأي حال من الأحوال ويُعتبر عملا عدوانيا لان ايران لم تكن في حالة حرب مع الولايات المتحدة التي ارادات التدخل بذريعة الدفاع عن النفس، مضيفا ان هذا الامر ينطبق ايضا على الكيان الصهيوني، الذي بدأ عدوانه دون أي مبرر أو أساس قانوني.
هذا واردف بقائي انه وبالإضافة دفاع القوات المسلحة الحازم عن الوطن، فإن ايران تدرس في الوقت نفسه جميع الأدوات والتسهيلات المتاحة على الساحة الدولية، من خلال السلك الدبلوماسي لضمان إحقاق حقوق الشعب الإيراني.
من المتوقع إعادة جميع الحجاج إلى البلاد بسلامة خلال الأسبوع المقبل
واوضح بقائي ان العدوان الصهيوني على ايران فرض قيود على الرحلات الجوية لأسباب أمنية ولحماية سلامة المواطنين والمسافرين الذين كانوا يعتزمون السفر من والى إيران، وقد خلقت هذه القيود مشاكل لهم وتتخذ وزارة الخارجية عدة إجراءات لحل مشاكل هذه الفئة من المواطنين.
وتابع انه تم اتخاذ إجراءات عبر سفارات ايران وقنصلياتها في العديد من الدول، وخاصة في مناطق تجمع الإيرانيين والتي تُعتبر المراكز الرئيسية للرحلات الجوية إلى إيران، مضيفا انه في بعض الحالات، تم التخفيف من معاناة المواطنين الايرانيين بتوفير أماكن إقامة لهم في أماكن تابعة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، كالمساجد والمدارس الإيرانية .
واما بالنسبة للحجاح ، اوضح انه تم اتخاذ اجراءات خاصة لذلك ، لافتا الى انه حتى الان عاد حوالي 26 ألف حاج إلى البلاد عبر الحدود البرية مع العراق، قائلا: أود أن أتقدم بالشكر الجزيل لسلطات المملكة العربية السعودية والعراق على تعاونهما القيّم، اللذين قدما دعما كبيرا لعودة الحجاح الايرانيين الأعزاء برا. وإذا استمر هذا التوجه، فمن المتوقع أن نتمكن خلال الأسبوع المقبل على أبعد تقدير من إعادة جميع الحجاج سالمين إلى البلاد.
الدول العربية والإسلامية تشعر بالقلق بحق إزاء استمرار التوجه التوسعي الصهيوني
واشار بقائي الى ان الدول العربية والإسلامية تشعر بالقلق بحق إزاء استمرار التوجه التوسعي الصهيوني، فعلى سبيل المثال، أدان البيان الواضح الصادر عن الاجتماع الوزاري لدول منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول هجومَ الكيان الصهيوني والولايات المتحدة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وسبق ذلك بيانٌ أصدرته 21 دولة عربية وإسلامية أدان أفعال الكيان الصهيوني. كما اتخذ مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية مواقف مماثلة.
ولفت الى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تتشاطر هذا القلق أيضا مع جميع دول المنطقة وخارجها، قائلاً: إن إفلات الكيان الصهيوني من العقاب، ودعم الولايات المتحدة الأعمى له، يُمثلان أهم وأعظم مصدر للشر وانعدام الأمن وتهديدا للسلم والأمن الدوليين في العالم. ولا ننسى أن الأمين العام للأمم المتحدة، ردا على أفعال الولايات المتحدة ،التي تُعتبر الآن شريكة للكيان الصهيوني، وصف هذه الأفعال بوضوح بأنها تهديد للسلم والأمن الدوليين.
لقد أصبح واضحا للعالم أنه إذا لم يتم إيقاف الشر فإنه سينتشر بلا شك
وقال بقائي: لطالما قيل إن الصمت واللامبالاة في وجه الشر والظلم يؤديان إلى التراخي واللامبالاة الذي يحولك إلى شريك في الجريمة، وهذا بالضبط ما نشهده الآن في بعض الدول الأوروبية.
ولفت بقائي انه إذا تم تأمل التطورات في المنطقة على مدى العقود الثمانية الماضية، أو حتى العامين الماضيين فقط، لرأيتم أن تقاعس المجتمع الدولي تجاه جرائم الكيان الصهيوني قد زاد تدريجيا من نطاق عدوانه وجرائمه.
وتابع انه لو كان المجتمع الدولي قد أوفى بالتزاماته بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية،ولو سُمح للمؤسسات الدولية مثل المحكمة الجنائية الدولية ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان واللجنة الدولية للصليب الأحمر باتخاذ إجراءات ضد الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي في غزة والضفة الغربية ومحاسبة قادة الكيان الصهيوني، ولو أصدر مجلس الأمن قرارا يطالب بوقف عملي لجرائم هذا الكيان في غزة والضفة الغربية، لما استمرت أعماله العدوانية في لبنان وسوريا واليمن، والآن إيران، بلا شك.
واضاف بقائي: لقد بات واضحا للعالم أنه إن لم يُكبح جماح الشر، وإن لم تُحتَوِ النار، فإنها ستنتشر لا محالة. ولن تقتصر جرائم الكيان الصهيوني على منطقتنا. الدول الأوروبية التي تبرر الآن ببراعة عدوان الصهاينة لن تكون في مأمن بالتأكيد، سيستهدفها الكيان الصهيوني، عاجلا ام آجلا، مستخدما أسبابا وذرائع مختلفة ربما يبدو ماقلته مضحكا اليوم، لكن التاريخ سيُظهر ذلك وحينها سيكون الأوان قد فات للندم.
وردا على سؤال حول نهج المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، قال بقائي: ان غروسي وبصفته المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يتمتع بموقف قانوني وواقعي. والمهم هو أنه، في منصبه القانوني كمدير للمؤسسة المسؤولة عن تقييم الأنشطة النووية السلمية للدول، يجب عليه أن يظل محايدا ويلتزم بالقواعد واللوائح المنظمة لأنشطة الوكالة الدولية للطاقة النووية.
كما اكد ان ايران اشتكت من التعامل المتحيز للمدير العام في الماضي ونقلت له هذه الشكاوى بشكل واضح، موضحا ان التقرير الشامل الذي قدمه غروسي، بناءً على مهمة طلبتها الترويكا الاوروبية والولايات المتحدة، كان له مهمة مسيسة بحتة.
ورأى ان هذا التقرير غير مناسب وأصبح أساسا للإساءة لصياغة قرار مسيس ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مضيفا انه رغم كل الجهود المبذولة للتشكيك في الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني، لم يرد حتى في هذا التقرير أي ذكر لعدم امتثال إيران أو انحرافها نحو الأسلحة النووية. فالادعاء الوحيد، كما يقولون، هو وجود شكوك حول بعض التطورات أو النقاط التي تعود إلى ما قبل 20 أو 25 عاما والتي يجب على إيران الإجابة عنها.
واعتبر انه بناء على ذلك، فان إعداد هذا التقرير والقرار اللاحق الصادر عنه لم يكونا سوى ذريعة سياسية لتوفير أساس لمزيد من الإجراءات، وبالبطع لم يكن الذريعة الوحيدة التي استخدمها الكيان الصهيوني والولايات المتحدة لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، ولكنه أصبح واحدا منها.
وقال: من الجدير بالذكر أن غروسي، وإن كان متأخرا، صرح صراحة في مقابلة مع شبكة سي إن إن الأسبوع الماضي بأنه لا يوجد دليل أو إثبات على أن البرنامج النووي الإيراني يتجه نحو امتلاك سلاح نووي.
واضاف انه كان ينبغي له، بصفته رئيسا للوكالة الدولية للطاقة النووية، أن يعلن عنه في وقت سابق، بدلاً من السماح بنشر تقرير مليء بالغموض والشك واستخدامه كأساس للإساءة من قبل الأطراف التي سعت منذ فترة طويلة إلى مهاجمة البرنامج النووي الإيراني.
وفيما يتعلق بالتعليقات بشأن إيران، اكد بقائي على ان الإيرانيين أدرى من أي أحد بكيفية الدفاع عن سيادة بلادهم وقد أثبتوا أنهم غير مستعدين للتنازل في الحفاظ على كرامتهم واستقلالهم.
الشعب الإيراني يعتبر أمريكا عاملا تخريبيا لمسيرة إيران نحو التنمية والاستقلال
وقال بقائي يجب على أمريكا أن تنتبه إلى حقيقة تاريخية مهمة، وهي انها في نظر الشعب الإيراني،فهي تعتبر عاملا تخريبيا لمسيرة إيران نحو التنمية والاستقلال، ولن ينسى الشعب الايراني مؤمرات امريكا السابقة في ايران.
واشار بقائي الى ان التاريخ يتكرر الان وتُعتبر جهود إيران لاكتساب المعرفة النووية واستخدام الطاقة النووية السلمية من أجل رفاهية وتقدم أمتها تهديدا، مضيفا ان الأمر المثير للدهشة هو أن حتى مجلس الأمن لم يؤكد هذا الادعاء، بل إن الولايات المتحدة ودولا أخرى اعتبرته تهديدا بشكل تعسفي، وهي نفس الدول التي تمتلك الأسلحة النووية وارتكبت مثل هذا العدوان ضد إيران.
واردف انه لا ينبغي أن تُغفلنا هذه الكلمات عن الحقائق والوقائع التاريخية، لقد أضاف الهجوم الأمريكي على المنشآت النووية السلمية الإيرانية وصمة عار أخرى إلى سجلّ السلوك غير اللائق للأجهزة الأمريكية الحاكمة تجاه الشعب الإيراني.
وزير الخارجية يعود إلى طهران بعد موسكو
وردا على سؤال وكالة ارنا حول البعثات الدبلوماسية لوزير الخارجية في جنيف وإسطنبول وموسكو، وزيارته دولتين إقليميتين وأوروبيتين، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية: آخر زيارة مقررة لوزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستكون إلى روسيا، وبعدها سيعود إلى البلاد.
وفيما يتعلق بزيارة عراقجي حنيف، اوضح بقائي انه وفي ظل تعرض ايران لعدوان عسكري وحشي، فإن كل جهود وزارة الخارجية منصبة على الدفاع عن البلاد، وإنهاء هذا العدوان، ومحاسبة المعتدين، وضمان عدم تكرار مثل هذه الجرائم، مضيفا ان هذه الزيارة كانت تهدف إلى المطالبة باتخاذ إجراءات مسؤولة من جانب الدول الأوروبية بصفتها أعضاء في الاتفاق النووي.
نتوقع من الدول الإسلامية أن تبذل قصارى جهدها لاتخاذ إجراءات جماعية لإنهاء هذا العدوان الصارخ
وردا على سؤال آخر من وكالة إرنا بشأن ما تتوقعه إيران من اللجنة الوزارية المذكورة في قرار منظمة التعاون الإسلامي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية: نتوقع أن تبذل هذه الدول قصارى جهدها لاتخاذ إجراءات جماعية لإنهاء هذا العدوان الصارخ ومواجهة نزعة الحرب والتوسع الذي يتبناه الكيان الصهيوني بشكل جذري.
واضاف ان هذا القرار يظهر عزم الدول الإسلامية على متابعة هذه القضية مؤسسيا، لافتا الى ان إصدار قرار في اجتماع واحد لا يكفي، ومن المتوقع أن تُتابع هذه القضية بجدية على مستوى المنظمات الإقليمية والمؤسسات الدولية، وخاصة منظمة التعاون الإسلامي.
الوزير عراقجي يُجيد تمثيل الشعب الإيراني
وردا على سؤال حول كيفية مغادرة وزير الخارجية إيران رغم إغلاق المجال الجوي،قال بقائي: للدفاع عن الوطن، ولإيصال صوت حقوق إيران، ولحماية الهوية الإيرانية، فإن من يدافع عن الوطن يعرف بالتأكيد الطرق الصحيحة.
وتابع ان الوزير عراقجي، باعتباره أحد الناجين من الحرب المفروضة (الحرب الايرانية-العراقية /1980-1988)، والشخص الذي أظهر في المواقف الصعبة أنه يمثل الشعب الإيراني بشجاعة، قد فعل ذلك بالتأكيد بطريقة مناسبة.
يعلم جيراننا أنه لا ينبغي لهم أن يسمحوا للجانب الآخر في الحرب باستخدام أراضيهم ومرافقهم
وبيّن بقائي انه فيما يتعلق بقضية الجيران، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية اعتمدت دائما في سياستها على حسن الجوار تجاه جميع جيرانها، ومن الطبيعي أن يكون هناك توقع متبادل بأن يتصرف الآخرون وفقا لذلك.
واضاف ان الجيران يدركون تماما المبدأ الأساسي والراسخ في القانون الدولي، القائل بأنه لا يجوز لأي دولة أن تجعل أراضيها أو مرافقها أو مجالها الجوي متاحا لأطراف ثالثة لارتكاب أعمال عدوان أو اعتداء على دولة أخرى. وبالتالي ينبغي أن يكون هذا المبدأ أساسا لسلوك جميع الدول المجاورة في جميع الأوقات.
وصرح انه خلال هذه الأيام العشرة، وقبل العدوان الأمريكي، عقد مجلس الأمن اجتماعين طارئين، ورغم إدانة العديد من الدول لتصرفات الكيان الصهيوني، إلا أنه لم يتخذ أي إجراء فعال حيال هذا العدوان بسبب عرقلة الولايات المتحدة ودولة أو دولتين أخريين في مجلس الأمن. وقد عُقد اجتماع مجلس الأمن الليلة الماضية، بتوقيت طهران، بناءً على طلب ثلاث دول أعضاء في مجلس الأمن.
واكد بقائي على ان مواقف بعض الدول غير مقبولة على الإطلاق بأي حال من الأحوال، قائلا: لقد واجهنا موجة من الإدانات لهذا العمل إقليميا وعالميا. وحاولت بعض الدول الأعضاء في مجلس الأمن، والتي يُتوقع منها أن تتفهم واجباتها تجاه السلم والأمن الدوليين وتلتزم بها، تبرير هذا العدوان بمواقفها المتناقضة وغير الموفقة.
وختم لافتا الى ان موقف بريطانيا تحديدا غير مقبول بتاتا، ويُعتبر تواطؤًا في ارتكاب هذا العدوان، وقد اقترحت الدول الثلاث، روسيا والصين وباكستان، نص قرار، وسنرى ما ستكون عليه النتيجة النهائية.
نورنيوز/وكالات