معرف الأخبار : 229241
تاريخ الإفراج : 6/19/2025 4:46:36 PM
العالم الحر أم إمبراطورية أمريكا وإسرائيل؟

العالم الحر أم إمبراطورية أمريكا وإسرائيل؟

سياسة الضغط الأقصى التي ينتهجها ترامب ضد إيران ليست مجرد صراع ثنائي، بل بداية نظام جديد وخطير على المستوى العالمي. إذا لم تتصدَّ أوروبا والعالم لهذه الترهيبات، فسيكونون هم أنفسهم الضحية التالية لطموحات أمريكا وإسرائيل.

على الرغم من أنه لم يحقق نجاحًا كاملاً في حرب التعريفات الجمركية ضد القوى الاقتصادية كالصين وأوروبا وكندا، إلا أنه جاء إلى إيران بجرأة مضاعفة ودعم من الصهيونية العالمية. واتباعًا لاستراتيجيات بنيامين نتنياهو، استهدف إيران بتهديدات صريحة وطالب طهران بالاستسلام غير المشروط؛ وهو موقف لا ينبع من منطق دولي أو التزامات قانونية، بل يعتمد فقط على الترهيب والضغط ووهم التفوق العسكري والإعلامي.

*رد إيران؛ نقطة انطلاق المقاومة العالمية

ردًا على كلمات ترامب السخيفة، أعلن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية بوضوح أن إيران لن تستسلم أبدًا. هذا الموقف ليس مجرد إعلان قرار وطني، بل هو رمزٌ لخطاب عالمي مناهض للهيمنة. إن لم ترضخ إيران لهذه الضغوط، فسيكون ذلك بدايةً لتراجع الترهيب الأمريكي ونهاية عصر القطب الواحد. بل على العكس، لن تكون هزيمة إيران سوى بداية مسار سقوط دول أخرى؛ من أوروبا إلى آسيا، ومن أمريكا اللاتينية إلى أفريقيا.

*أوروبا أمام اختبار تاريخي

الآن، حان دور أوروبا ودول أخرى لتخضع لاختبار التاريخ. فهل ستقف في صف التاريخ الصحيح، أم ستسمح لترامب ونتنياهو بتشكيل مستقبل العالم بالصمت والتقاعس؟ إذا اعتقدت أوروبا أن مرور ترامب عبر "الأراضي الإيرانية" مجرد حدث إقليمي، فإنها ترتكب خطأً فادحًا. فبعد إيران، ستلاحقها أيضًا. وكما أثبتت تجربة حروب الرسوم الجمركية، فإن ولاء ترامب لا لأحد سوى مصالحه الشخصية.

*العودة إلى الإمبراطورية الأمريكية أم إلى عالم متعدد الأقطاب؟

إن المرحلة التاريخية الراهنة تُمثل خيارًا بين طريقين: إما إحياء الإمبراطورية الأمريكية بالتعاون مع الكيان الصهيوني وعالم أحادي القطب تهيمن عليه الدولارات والقوة، أو مقاومة هذا المشروع وإقامة نظام عالمي متوازن متعدد الأقطاب. إذا لم يُعاد تعريف النظام العالمي على أساس القواعد الدولية واحترام سيادة الدول، فلن يكون المسار المستقبلي نحو العدالة، بل نحو الهيمنة والإذلال والاستغلال. وإيران هي الحصن الأول، وربما الأهم، ضد هذا المشروع الخطير.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك