معرف الأخبار : 227946
تاريخ الإفراج : 6/11/2025 6:10:56 PM
اللواء سلامي: مواجهة أمريكا استمرار لمعركة الدفاع المقدس

اللواء سلامي: مواجهة أمريكا استمرار لمعركة الدفاع المقدس

أكد القائد العام للحرس الثوري اللواء "حسين سلامي" ان العداء لأميركا هي قضية إيمانية، ويتماشى مع محاربة الاستكبار وان المواجهة مع أميركا اليوم هي استمرارٌ للدفاع المقدس
اللواء سلامي قال في كلمة القاها لدى زيارته مركز الوثائق ونشر معارف الدفاع المقدس والحرس الثوري برفقة الأدميرال علي فدوي، نائب القائد العام للحرس الثوري، اليوم الاربعاء، بأن تاريخ الدول والأمم يُشكّل هويتها، وأن هذا التاريخ حاسمٌ في بقائها واستمراريتها. واضاف "في التاريخ، نرى دولًا مُحيت من على وجه الأرض، أو احتلت ودُمّرت، وشُرّد شعوبها، ولحقت بها أضرارٌ لا تُعوّض. لذلك، تُغيّر الحروب مصير الأمم وهويتها، وهذا ما كان هدف مُثيري الحروب منذ بداية الحرب. كما كانت معركة الدفاع المقدس (الحرب الصدامية على ايران في الثمانينات) مرآةً واضحةً لقرارٍ عالميٍّ بتغيير مصير بلادنا، ودفن هوية إيران الثورية والإسلامية الجديدة، وإعادتنا إلى عصر الاستبداد المُظلم والمُهين". وأكد القائد العام للحرس الثوري أن أعداء إيران لم ينظروا إلينا، ولا يزالون، على أننا نملك دورًا مستقلًا، وأن استقلال إيران كنموذج يُهدد هيمنتهم، وقال: "حربهم معنا في هذا الصدد لم تنتهِ بعد". وتابع : كانت الحرب المفروضة لتغيير مصير بلدنا، وكان فن الدفاع المقدس هو منع حدوث ذلك. قال الإمام الخمييني (رض) أنه حتى لو استمرت الحرب لمدة 20 عامًا، فإننا سنصمد، وبجملة واحدة أحضر الشعب إلى المسرح وحدد مصير الحرب ومصير المقاومة؛ بدأت الحرب المفروضة بالشعب وانتهت بالشعب، ولولا الشعب لما كان النجاح في هذا المجال ممكنًا. وأشار اللواء سلامي إلى أن خصائص الحرب المفروضة كانت فريدة من نوعها في جوانب مختلفة، وقال: إن الهياكل الفنية والتكتيكية التي تم تنفيذها في ذلك الوقت لا تزال غير قابلة للتطبيق في أي حرب في العالم لأن تنفيذ تلك التكتيكات يتطلب أشخاصًا مميزين، وكانت عمليات مثل خيبر وبدر ممكنة فقط مع هذا النوع من الأشخاص الساعين إلى الشهادة. وأشار القائد العام للحرس الثوري إلى أن الدفاع المقدس ليس مجرد حدث تاريخي، بل هو حدث أظهر هويتنا وأحياها، وقال: لن ينسى التاريخ حقيقة الدفاع المقدس؛ التاريخ يُصاغ على يد فريقين؛ فريقٌ يُبدعه وفريقٌ يُنشره، واليوم يتركز تاريخ الدفاع المقدس بأكمله في هذا المركز. وأشار اللواء سلامي إلى أن قادةً مثل الشهيد زاهدي، والشهيد نيلفورشان، والشهيد الحاج قاسم سليماني، الذين يُستشهدون اليوم، هم أنفسهم قادة الدفاع المقدس، وتربوا في نفس المدرسة، وأضاف: "المقاومة" تجذّرت في الدفاع المقدس. وإذا شبّهنا الدفاع المقدس بـ"شجرة فاضلة"، فإن جذورها فيه، وفروعها فيه اليوم. لن يتكرر هذا الجزء من التاريخ، وهذه الصفحة المشتركة بين إيران والإسلام، ولا يزال علينا أن نتعلم من هذه الحرب - روحياً وتاريخياً - وننشرها. ونوه القائد العام للحرس الثوري إلى أننا شهدنا حربًا شاملة وكاملة من حيث المعدات والمدة والنطاق ونوع الحرب، وأنه لا يوجد بلد آخر لديه القدرة وامكانية التكيف مع هذا النوع من الحرب، وقال عن الانعكاسات الثقافية وعواقب الدفاع المقدس، بما في ذلك ثقافة المقاومة: إن عتبة تحمل أمتنا للعقوبات عالية، وهذا متجذر في الثقافة التي أوجدها الدفاع المقدس. كانت الحرب المفروضة لمدة ثماني سنوات واحدة من أطول الحروب وأكثرها تفاوتًا في التاريخ المعاصر، وتمكنت إيران من الوقوف في وجه أعدائها والخروج منتصرة من الحرب؛ يجب أن نرى أي نوع من الثقافة هذه، ومن خلال أعمال مركز التوثيق والبحث والنشر للدفاع المقدس ونضالات الحرس الثوري الإيراني، فقد عززت هذه الثقافة. وأكد اللواء حسين سلامي أن الحرب لم تتوقف في تاريخها، وأننا اليوم، وإن كنا نخوضها في ساحات مختلفة، إلا أنها استمرار للحرب نفسها، وقال: اليوم، لم تتغير إلا الأراضي وترتيبات القوات، لكن حقيقة الصراع وطبيعته لم تتغير، ولم تتغير الأهداف السياسية والعسكرية بشكل كبير؛ ما زلنا على نفس المحور، وأمريكا على الجانب الآخر. وأوضح أن مواجهتنا مع أميركا تختلف عن الدول الأخرى، مضيفًا: ليس لدينا صراع جيوسياسي أو حرب اقتصادية مع أمريكا مثل روسيا والصين؛ فالحرب والعداء بالنسبة لهم يبدأ وينتهي معًا، وبعد الحرب يمكن أن يكونوا أصدقاء لبعضهم البعض، لكن بالنسبة لنا، لا ينتهي عداءهم بانتهاء الحرب. لدينا عداء ديني مع أمريكا ونحارب الاستكبار. العقوبات القاسية ضد الأمة الإيرانية ليست جوهر معركتنا، بل هي جزء منها. وصرح القائد العام للحرس الثوري بأنه خلال الدفاع المقدس، منحنا الله فرصةً لنستعيد قوتنا ونعزز أنفسنا لمواجهة هذه القوى، وإلا لتعرضنا لهجماتٍ أمريكيةٍ متكررة، وقال: إن أهم عنصرٍ في الردع ضد خطر الحرب هو سلوك الدول والشعوب خلال الحروب السابقة، وعندما بقينا على الساحة لمدة ثماني سنوات من الحرب غير المتكافئة، فهذا هو عامل الردع ضد تهديدات اليوم. هذا في حين أن أمريكا آنذاك لم تكن ضعيفةً كما هي اليوم، وكانت في ذروة قوتها، وكانت جميع الدول الأوروبية والاتحاد السوفيتي السابق تقف إلى جانبها ضد إيران. وأوضح اللواء سلامي أنه لولا عاشوراء لما كان الإسلام موجودًا، ولولا الدفاع المقدس لما كانت الثورة وإيران موجودتين، وتابع: إننا الآن، عندما نقاتل العدو، نعتمد على الدفاع المقدس، الذي عزز البلاد كأساس قوي، وعزز صمودها وقدرتها على التحمل. وأكد: كل ما لدينا اليوم، من صواريخ وسفن سريعة الحركة، وما إلى ذلك، هو نتيجة تراكمات تلك الفترة؛ لقد كانت إنجازات الدفاع المقدس هي التي تطورت تدريجيًا. وأشار القائد العام للحرس الثوري إلى أن أحد أهم إنجازات الحرب المفروضة هو تبديد خوف الأمة الإيرانية من الحرب، مشيرًا إلى أنه: بينما يهدد الرئيس الأمريكي علانية بقصفنا، يمكننا مواجهتهم في المنطقة بالاعتماد على الدفاع المقدس. لذا، فإن الدفاع المقدس ليس مجرد تاريخ، بل هو حقيقة واقعة، وأهم مهمة لمركز توثيق وأبحاث الدفاع المقدس هي نشر هذه الحقيقة. وفي الختام، صرّح اللواء سلامي بأن عدم الاعتراف بأنشطة مركز توثيق وأبحاث ونشر الدفاع المقدس ونضالات الحرس الثوري الإيراني لدى الرأي العام يُعدّ عيبًا، ويجب بذل الجهود لتعويضه. وقد أشاد بجهود رواة الدفاع المقدس المخضرمين في هذا المركز، وشدد على ضرورة جمع تاريخهم الشفوي من فترة الحرب المفروضة، مضيفًا: "إن قيمة الكتابة عن الدفاع المقدس لا تتلاشى بمرور الزمن، بل تزداد مع مرور الوقت. كلما نسينا التاريخ، قلّت فعاليته، وكلما أبقيناه حيًا، زاد تأثيره. واليوم، إذا نظرنا إلى جغرافية إيران، نجد أنها متأثرة بحروب دامت مئات السنين، وستبقى آثارها بين الأمم لقرون. ومع ذلك، فإن الفرق مع الدفاع المقدس هو أنه، مثل حادثة عاشوراء، كان حركة إيمانية، ومثل تلك الحادثة، يجب أن تبقى، ولهذا المركز دور مهم في هذا الصدد".
نور نيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك