وتشمل هذه المشاريع بحسب صحيفة الوفاق، سلسلة من الأنشطة في مجالات مختلفة مثل الطاقة والصناعات البحرية وتكنولوجيا المعلومات والبنى التحتية المدنية، والتي تلعب دوراً هاماً في تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسلطنة عمان.
وتتمتع سلطنة عمان -باعتبارها واحدة من الدول المهمة في مياه الخليج الفارسي- بقدرات اقتصادية كبيرة حاولت في السنوات الأخيرة تحقيق نمو مستدام من خلال الاستفادة من الموارد الطبيعية والابتكارات الصناعية.
نقل الغاز الإيراني إلى سلطنة عمان
يعد مشروع نقل الغاز الإيراني إلى سلطنة عمان أحد أهم مشاريع الطاقة بين البلدين، فهو مصمم لتلبية احتياجات عمان من الغاز الطبيعي.
يتضمن هذا المشروع إنشاء خط أنابيب بطول 200 كيلومتر يمتد من إيران إلى عمان، ويهدف إلى توفير الغاز الطبيعي للصناعات العمانية ومحطات الطاقة والقطاع المنزلي، وتبلغ القدرة الأولية لنقل الغاز لهذا الخط 10 ملايين مترمكعب يومياً.
محطات الكهرباء المشتركة
واحدة من أكبر المشاريع المشتركة بين إيران وعمان في مجال توليد الكهرباء هي إطلاق محطات لتوليد الكهرباء. تقوم إيران وعمان ببناء عدة محطات مشتركة لتوليد الطاقة، يستخدم بعضها مصادر متجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
ويجري تنفيذ هذه المشاريع بقدرة 500 ميغاواط ويمكنها تلبية حاجة السلطنة المتزايدة للكهرباء. ومن بين هذه المشاريع يمكن أن نذكر محطة الطاقة الشمسية بقدرة 100 ميغاواط، والتي يتم بناؤها بالتعاون مع شركات إيرانية.
ميناء إيراني وأرصفة تجارية في عمان
تتعاون إيران وعمان في مجال بناء وتطوير الموانئ والأرصفة التجارية، وتساعد هذه المشاريع على تحسين العلاقات التجارية وتسهيل ترانزيت البضائع بين البلدين. ومن المشاريع المهمة في هذا المجال تطوير ميناء تشابهار الذي تنجزه إيران بالتعاون مع سلطنة عمان.
ويعرف هذا الميناء بأنه بوابة تجارية مهمة لإيران ودول المنطقة ولديه القدرة على استقبال السفن الكبيرة؛ بالإضافة إلى ذلك، تقوم عُمان أيضاً ببناء رصيفين جديدين على ساحلها، مصممين لاستيعاب السفن التي تبلغ حمولتها 50 ألف طن.
هذه الأرصفة قادرة على تسهيل تبادل السلع النفطية وغير النفطية بين إيران وعمان، وبقدراتها الجديدة يمكنها تعزيز التجارة الثنائية بين البلدين.
مشاريع هندسة البتروكيماويات والغاز
تمتلك إيران وعمان العديد من المشاريع المشتركة في مجال البتروكيماويات والغاز، أحدها تطوير وحدات البتروكيماويات في عمان. وتشمل هذه المشاريع إنشاء وحدات لإنتاج المنتجات البتروكيماوية مثل الميثانول والبولي إيثيلين.
من أكبر المشاريع في هذا المجال بناء مجمع للبتروكيماويات في منطقة تشابهار الاقتصادية الخاصة، والذي يتم تنفيذه بالتعاون المشترك بين إيران وسلطنة عمان. من شأن هذا المشروع أن يساعد في زيادة صادرات المنتجات البتروكيماوية إلى دول المنطقة وتعزيز العلاقات التجارية بين البلدين. ومن المتوقع أن تصل الطاقة الإنتاجية لهذه المجمعات إلى أكثر من 2 مليون طن سنوياً.
مشاريع المياه الإيرانية في عمان
تتعاون إيران وعمان أيضاً في مجال إدارة الموارد المائية ومشاريع الري. ومن المشاريع الكبيرة في هذا المجال إنشاء سدود تجميع مياه الأمطار التي تصل طاقتها التخزينية إلى 300 مليون مترمكعب.
لدى إيران وعمان تعاون مكثف في مجال الصناعات البحرية، والتي تركز بشكل خاص على بناء السفن والمرافق البحرية المشتركة. ومن المشاريع الكبيرة في هذا المجال إنشاء حوض لبناء السفن في ميناء صحار.
هذا المصنع الذي لديه القدرة على إنتاج 10 سفن تجارية سنوياً سيقوم ببناء السفن الكبيرة والصغيرة وتبلغ استثماراته حوالي 500 مليون دولار.
مشاريع تكنولوجيا المعلومات الإيرانية في عمان
أما في مجال تكنولوجيا المعلومات، نفذت إيران وعمان عدة مشاريع لتعزيز البنية التحتية الرقمية والاتصالات الدولية.
إحدى المشاريع الكبرى كانت إنشاء مراكز البيانات السحابية في عمان، والذي تنفذه شركات إيرانية. توفر مراكز البيانات هذه، التي تتمتع بقدرة معالجة 1 بيتابايت من البيانات سنوياً، إمكانية إستضافة البيانات الضخمة ومعالجتها.
مشاريع النفط الإيرانية في عمان
تتمتع إيران بتعاون واسع النطاق في مجال مشاريع النفط والغاز في سلطنة عمان. ومن أهمها تطوير حقل النفط المشترك “هنغام” على حدود البلدين.
يحظى هذا المشروع بأهمية كبيرة نظراً لتقاسم الموارد النفطية بين إيران وسلطنة عمان، وتصل حالياً الطاقة الإنتاجية اليومية لهذا الحقل إلى 30 ألف برميل من النفط. ويجري تطوير هذا المشروع باستثمار يزيد عن مليار دولار.
وبالإضافة إلى تطوير حقول النفط المشتركة، تساعد إيران عمان في مجال إنتاج ونقل المنتجات النفطية. تشمل هذه المشاريع تطوير خطوط أنابيب النفط والغاز بين البلدين، والتي يتم تنفيذها من أجل تسهيل تصدير النفط والغاز إلى السلطنة والدول المجاورة.
المشاريع السياحية الإيرانية في عمان
تتعاون إيران وسلطنة عمان بشكل واسع في مجال السياحة. أحد المشاريع الرئيسية في هذا المجال هو بناء الفنادق ومراكز الإقامة المشتركة في عمان. تُنفذ هذه المشاريع بشكل خاص في المناطق السياحية بمسقط وسواحل عمان، ولديها القدرة على استيعاب أكثر من 100 ألف سائح.
تم تصميم هذه المشاريع بهدف جذب السياح الإيرانيين إلى سلطنة عُمان وزيادة التبادل السياحي بين البلدين. يمكن أن يؤدي تطوير البنية التحتية السياحية في عمان، بما في ذلك بناء الفنادق من فئة خمس نجوم والمراكز الترفيهية الفاخرة، إلى جذب المزيد من السياح من جميع أنحاء العالم.
يذكر أن هذه المشاريع توفر، خاصة للسياح الإيرانيين المهتمين بالسفر إلى عمان، مرافق جديدة للإقامة والترفيه. كما يتوقع أن تسهم في خلق فرص عمل في صناعة السياحة في عمان وزيادة مستوى الرفاهية العامة.
في هذا الصدد، تستفيد إيران من خبراتها في تطوير السياحة الثقافية والسياحة الطبيعية وتساعد عمان في إدارة وتطوير صناعة السياحة. وبالنظر إلى ما ذكر، تُعتبر المشاريع الهندسية الإيرانية في سلطنة عُمان واحدة من الركائز الأساسية للتعاون الثنائي في مجالات متعددة مثل الطاقة والبنى التحتية والصناعات البحرية وتكنولوجيا المعلومات. وتؤثر هذه المشاريع بشكل كبير على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين وتوفر فرصة للاستفادة من الإمكانيات الاقتصادية لعُمان.
وتعكس هذه المشاريع الدور الفعال لإيران في التنمية الاقتصادية لسلطنة عمان من نقل الغاز وبناء محطات الكهرباء إلى تطوير الموانئ والصناعات البحرية.
وتسعى عمان، بفضل مواردها الطبيعية الغنية واستثماراتها في مجال الصناعات المتنوعة، إلى مواصلة تقدمها المستدام بالاستفادة من تجارب الدول المجاورة مثل إيران. وفي هذا الإطار، ستلعب المشاريع المشتركة، خاصة في مجالات النفط والغاز والبتروكيماويات والصناعات غير النفطية، دوراً حيوياً في تقليل الاعتماد على الإيرادات النفطية وتحقيق الاقتصاد المتنوع.
وفي الختام، يمكن أن تسهم التفاعلات الاستراتيجية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسلطنة عمان في النمو المستدام وتعزيز الوضع الاقتصادي لهذا البلد على المستويين الإقليمي والدولي.
نورنيوز/وكالات