معرف الأخبار : 198310
تاريخ الإفراج : 11/5/2024 11:24:38 PM
“الصهيونية وتفتيت العالم الاسلامي.. بين نجاح المخطط ودور المقاومة في المواجهة”

“الصهيونية وتفتيت العالم الاسلامي.. بين نجاح المخطط ودور المقاومة في المواجهة”

بشكل عام، يمكن القول إن الاستراتيجية الصهيونية قد حققت بعض النجاح في تقسيم بعض الدول العربية وزرع الفتن في العالم الاسلامي وإثارة الطائفية في عدد من دوله. ومع ذلك، لم تصل إلى هدفها النهائي المتمثل في تفتيت المنطقة بالكامل، ويرجع ذلك إلى مقاومة الشعوب ووعيها المتزايد بالمخططات.

تحليل استراتيجي/سمير السعد - تشكل الاستراتيجية الصهيونية في تفتيت العالم العربي وزرع التفرقة جزءًا من مخطط قديم يهدف إلى ضمان بقاء “إسرائيل” كقوة إقليمية مهيمنة، من خلال تقسيم الدول العربية إلى كيانات صغيرة ضعيفة ومتناحرة. ويعتمد هذا المخطط على إثارة الطائفية والعرقية والتفتيت السياسي، بما يضمن إشغال الدول العربية بصراعات داخلية تحوّل اهتمامها بعيدًا عن القضية الفلسطينية.

ومن ابرز أهدافها  "الاستراتيجية الصهيونية " هي ،  تقسيم الدول الكبيرة إلى أجزاء صغيرة وضعيفة، حيث يسهل التعامل معها عسكريًا وسياسيًا، كما يضمن عدم تكوين جبهة عربية قوية تهدد “إسرائيل”.

استغلال التنوع الطائفي والديني في المنطقة لصالح تفتيت الشعوب من الداخل، حيث يتم زرع بذور الفتن وتحريض المجموعات ضد بعضها البعض.

هدف آخر لهذه الاستراتيجية هو تحويل الصراع الأساسي من صراع عربي-إسرائيلي إلى صراعات داخلية، بحيث يتلاشى التركيز على فلسطين ويصبح الأمر “حرب الجميع ضد الجميع”.

حيث تعتمد “إسرائيل” في تنفيذ هذه الاستراتيجية على مجموعة من الوسائل، منها:

"دعم الحركات الانفصالية " سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، حيث تقوم بدعم بعض الحركات الانفصالية أو المعارضة لبعض الأنظمة العربية

"التدخل الإعلامي"  من خلال حملات إعلامية ونشر الأخبار الزائفة بهدف تأجيج الصراعات وزرع الفتن بين مختلف الطوائف والشعوب.

"التعاون مع القوى الكبرى"  مثل الولايات المتحدة التي دعمت هذه الاستراتيجية بشكل أو بآخر، وذلك عبر سياسات تقوي من الانقسامات في المنطقة.

رغم الجهود الحثيثة لتحقيق هذا المخطط، إلا أن المقاومة العربية والإسلامية لعبت دورًا حاسمًا في التصدي لهذه الاستراتيجية. يمكن تلخيص أدوار المقاومة وأبرزها : "توحيد الصفوف " كانت المقاومة حافزًا أساسيًا لتوحيد الشعوب العربية والإسلامية خلف قضية واحدة، وهي التحرر من الهيمنة الصهيونية.

كذلك "التوعية الإعلامية " لعبت المقاومة دورًا هامًا في توعية الشعوب بالمخططات الصهيونية عبر وسائل الإعلام الخاصة بها، مما جعل الشعوب أكثر وعيًا بمخاطر الطائفية والفتن.

ايضا "الصمود العسكري والسياسي " أثبتت المقاومة قدرتها على الصمود عسكريًا رغم الهجمات الإسرائيلية المتكررة، وحققت انتصارات على الأرض، ما عزز الروح المعنوية للشعوب العربية وجعلها أكثر تمسكًا بحقوقها.

والتأكيد على "بناء جبهة موحدة"  ساهمت المقاومة في بناء جبهة قوية تجمع بين مختلف الحركات السياسية والدينية، حيث باتت هذه الجبهة قوة ردع أمام “إسرائيل”.

"إبراز القضية الفلسطينية كقضية مركزية"  من خلال خطابها الإعلامي والسياسي، أعادت المقاومة توجيه أنظار العالم إلى قضية فلسطين كقضية أساسية، مما عرقل محاولات تحويل الصراع إلى صراعات داخلية ودفع الناس للالتفاف حول قضاياهم الحقيقية.

بشكل عام، يمكن القول إن الاستراتيجية الصهيونية قد حققت بعض النجاح في تقسيم بعض الدول العربية وإثارة الطائفية في أخرى. ومع ذلك، لم تصل إلى هدفها النهائي المتمثل في تفتيت المنطقة بالكامل، ويرجع ذلك إلى مقاومة الشعوب ووعيها المتزايد بالمخططات.

ورغم الصعوبات، لا تزال المقاومة تقدم أملاً للشعوب العربية في إفشال المخطط الصهيوني واستعادة وحدتها تدريجيًا.

في نهاية المطاف تظل المحاولات المستمرة لتفتيت المنطقة العربية وزرع الفرقة بين شعوبها فاشلة مع ان المقاومة أثبتت قدرة الشعوب العربية على الوقوف بوجه المخططات الصهيونية التي استهدفت أمن واستقرار المنطقة. ومنذ بدايات تنفيذ هذه الاستراتيجية، كانت المقاومة بالمرصاد؛ فكشفت أبعاد المخطط وفضحت نواياه عبر التوعية الإعلامية، وتحقيق الانتصارات الميدانية، وبث الوعي الوطني والقومي بين الشعوب، مما ساهم في تعطيل المخطط إلى حد كبير.

ستبقى المقاومة رمزًا للأمل والصمود في مواجهة مشاريع التقسيم والتفتيت، وستستمر في دعم الوحدة العربية وحماية قضاياها المصيرية.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك