ولمن يعتقد أن المعركة انتهت باغتيال شخص الشهيد القائد السيد حسن نصرالله أو قادة المقاومة الفلسطينية فهو خاطئ تماماً، حيث نستطيع أن نقول بأن المعركة بمواجهة العدو ما تزال في بدايتها، وإن قدرة المقاومة في التعامل مع أي تطور ميداني أو عسكري، ما تزال على المستوى نفسه الذي عهدناه دائماً من التوازن ومن الجهوزية الكام، وأن اغتيال السيد وقادة المقاومة سيزيد من عزيمة أبنائها في تحرير الأراضي المحتلة ودحر العدو الصهيوني المجرم.
في خضمّ هذه التطورات، أجرى نور نيوز حواراً مع الإعلامية الفلسطينية البارزة إسراء البحيصي التي لعبت دورا كبيرا في تغطية جرائم العدو في مدينة غزة خلال تواجدها في القطاع منذ بدء عملية طوفان الأٌقصى، تحدّثت خلاله بإسهاب عن أبعاد ومؤشّرات المرحلة الراهنة، ومآلات ما يتمخّض عنها.
في مستهل كلامها قالت البحيصي: نعزي لبنان وفلسطين وكل المقاومة في العالم الاسلامي وكل الأحرار في جميع أنحاء العالم باستشهاد سماحة السيد الشهيد حسن نصر الله الذي يعد أيقونة المقاومة الحرّة، لا سيما في ضوء هذا الكم الكبير من التخاذل الذي نشهده.
وتابعت: لا يمكنني أن أقدم تقييما لأصف فيه الشهيد نصرالله، ولا تكفيه جملة أو جملتين في وصفه، هو في النهاية خلاصة عقود من المقاومة في وجه الاحتلال الاسرائيلي، وذلك من أجل وحدة المقاومة ومن أجل الدفاع عن الشعب الفلسطيني، مكانة هذا الشهيد كبيرة جدا.
وأردفت: أنا أقول دائما وأبداً، بأن كل من أطلق رصاصة على المحتل الاسرائيلي من أجل فلسطين فهو في مكانة عالية، وكلنا نسير خلفه، فما بالك بمن أطلق صاروخاً ودفع حياته ثمناً من أجل هذا الموقف النبيل، في وقت تخلّى فيه عنّا القريب والغريب، تخاذلوا عن نصرتنا، خافوا وإرتعدوا، السيد الشهيد نصرالله لم يحسب حساب حتى لروحه، وهذا ما حدث فعلاً دفعها فداءً لأهل فلسطين ولقضية فلسطين العادلة.
وأكملت: اغتيال السيد الشهيد نصرالله كان فاجعة للجميع وخسارة كبيرة، ولكن لا يمكن لإرادة المقاومة أن تهتز باستشهاد القيادات، ولو كان هذا صحيحاً لما كان الإحتلال أصيب بعار السابع من أكتوبر، تعرفون أن غالبية قيادات المقاومة الفلسطينية تم تصفيتها منذ عقود وما يزال الاحتلال يسعى لتصفيتها، لكن شاهدوا ما الذي حدث في 7 أكتوبر من إنجازات، رغم أن الكثير من قادة المقاومة لم يكونوا على قيد الحياة، رغم ذلك أكمل المقاومون درب قادتهم العظام، المقاومة فكرة نهج عقيدة، لهذا من غير الممكن أن تموت بغياب شخص أو فقدانه، نعم هناك حزن وربما تهتز للحظات معنوياً، لكنها سرعان ما تُعيد إتزانها وتنهض للثأر لقادة الشهداء.
وأوضحت بشأن إرادة محور المقاومة على مواجهة العدو: ندرك جيداً بأن محور المقاومة يردّ بالتأكيد على اغتيال السيد نصرالله، كما كان هنالك ردود على استشهاد قادة من قبله، ولكن سيكون ذلك في الزمان والمكان المناسبين، وهو ما سيحدده قادة المحور، لكن ثقتنا بأن هذا المحور لن يتزعزع باغتيال القادة ولن يتنازل عن موقفه، خصوصاً أن الاحتلال أخطأ في حساباته وفسّر الصمت بأنه حالة ضعف، في حين أن محور المقاومة سيعزز معادلة الردع التي رسّخها لسنوات، ولن يسمح للعدو الذي توهّم بأنه استطاع تحقيق منجز أمام المقاومة بأن يمسّ بهذه المعادلة، لكن هذا العدو لو يقرأ التاريخ جيداً ويعي ما يجري من حوله كان سيفهم درس السابع من أكتوبر، وكان سيدرك بأنه لا يستطيع تحطيم المقاومة أبدا، وأن الجيل الحالي أشدّ عزماً وصلابةً من الجيل السابق، والجيل القادم سيكون أشدّ عزماً لا محالة، وهذا الأمر الذي لا يريد الاحتلال الإقرار به، إلاّ أن الكثير من الأحداث يريد الاحتلال أن يتجاهلها على مرّ التاريخ، لهذا لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تهتز المقاومة.
وتابعت: جريمة اغتيال السيد نصرالله هي جريمة جبانة ونكراء، حتى أطفالنا يقولون بأن المواجهة لو كانت بيننا وبين المحتل رصاص مقابل رصاص أو صاروخ مقابل صاروخ لا ستطعنا منذ زمن أن نزيله عن وجه الأرض، الاحتلال يختبئ خلف السلاح الأمريكي والبريطاني ومنظومة التسليح الكبيرة التي تحميه، بينما هو كجندي جبان رعديد، الصهاينة جبناء، ولو راقبنا ما خلّفته عملية السابع من أكتوبر في نفوس جنودهم لأدركنا هذه الحقيقة، ما بالك ما سينجم عن عمليات ستقدم عليها دول محور المقاومة تجاه هذا الاحتلال.
واختتمت كلامها بالقول: الاحتلال جبان، وجرائمه جبانة، هو لا يستطيع أن يواجه لهذا يُقدم على تنفيذ عمليات إجرامية جبانة من خلال الاغتيالات أو إرتكاب المجازر الجماعية، إن كان يظن بأنه من خلال اغتياله للشهيد نصرالله سيتمكن من قتل فكرة المقاومة فهو مُخطئ، وأعتقد بأنه بهذه الجرائم يزرع الثأر في قلوب الأجيال التي أحبّت السيد حسن نصرالله وتريد الآن أن تنتقم له.
نورنيوز