معرف الأخبار : 190796
تاريخ الإفراج : 9/24/2024 5:33:21 PM
تل أبيب تخطئ الحسابات

تل أبيب تخطئ الحسابات

تمسك حزب الله بخوض هذه المعركة في إطار استراتيجية "المعركة المفتوحة" سيجلب أياماً مريرة لدعاة الحرب في الكيان الصهيوني.

نورنيوز –استمر صباح اليوم أسبوع متوتر في شمال الأراضي المحتلة وجنوب لبنان مع الهجمات الواسعة التي يشنها النظام الصهيوني على جنوب لبنان ليوضح أن فكرة توسيع الحرب إلى الجنوب الشمال تلاحقه إسرائيل بجدية. لفترة طويلة كان النظام الصهيوني يتحدث ويهدد بتوسيع هجماته إلى مناطق جنوب لبنان، لكن هل سيتمكن بنيامين نتنياهو من القتال في جنوب لبنان وغزة في نفس الوقت؟ الجواب على هذا السؤال مرتبط بعوامل كثيرة، لكن يبدو أنه بحسب التاريخ التاريخي للحروب بين حزب الله والكيان الصهيوني، فإن هذه الجبهة ستكون مستنقعا أعمق وأخطر بكثير من غزة بالنسبة لمجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي.

ورغم أن تبادل إطلاق النار بين الكيان الصهيوني ولبنان مستمر منذ بدء عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، إلا أنه دخل مرحلة أكثر خطورة منذ الأربعاء 18 سبتمبر/أيلول. اليوم الذي انفجرت فيه آلاف أجهزة الاستدعاء في مناطق متفرقة من جنوب لبنان والضاحية، ما أدى إلى إصابة آلاف الأشخاص في تلك المناطق ومقتل 54 شخصاً. وتواصلت، الخميس، هذه العملية الإرهابية الإلكترونية، مع تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكية وبعض أجهزة الاتصال. قصفت أجزاء من الضاحية بجنوب لبنان، الجمعة، ما أدى إلى استشهاد "إبراهيم عقيل" الملقب بـ"تحسين"، قائد القوات الخاصة لحزب الله في لبنان المسماة "وحدة رضوان"، إلى جانب عدد آخر من مقاتلي حزب الله. . ونفذت إسرائيل قصفاً محدوداً ضد أهداف في جنوب لبنان يومي السبت والأحد، لكن منذ صباح الاثنين بدأت هذه الهجمات بكثافة أكبر، وبحلول منتصف ليل الاثنين وصباح الثلاثاء، استهدفت الطرق والمناطق السكنية والأشخاص العزل، كما استهدف ما يقرب من 500 من المدنيين. كما طلبت منهم إسرائيل مغادرة منازلهم بسرعة من خلال التسلل إلى طرق ووسائل اتصال أهالي هذه المنطقة.

كما أعلن الكيان الصهيوني عن خطته لقصف هذه المنطقة مساء الاثنين، مواصلاً تهديداته وزعمه أن صواريخ حزب الله وطائراته المسيرة تتواجد في منطقة البقاع. ومساء الاثنين، نفذت هذه الهجمات بكامل كثافتها وطبعا بشكل غير مسبوق في العقد الماضي واستمرت، وهاجم جيش النظام الصهيوني بلدات زوطر الشرقية وانقون وكونين ومنطقة المجدل في جنوب لبنان وعدة قرى. في بعلبك ومنازل سكنية في مستوطنة النبي عثمان وقصفوا جلالا في منطقة البقاع شرق لبنان. وقد خلفت هذه التفجيرات ما يقارب 500 شهيد و1600 جريح في لانبان في يوم واحد. في غضون ذلك، حذر مسؤولون ومسؤولون في دول مختلفة، من "جوزيف بوريل" مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي إلى وزراء خارجية دول "مجموعة السبع"، من انتشار خطر حرب واسعة النطاق في المنطقة. حيث ستستمر التطورات في جنوب لبنان بزخم أكبر خلال الساعات المقبلة.

*رد فعل لبنان على العدوان

"رد حزب الله سيكون أكثر من مجرد جواب عادي"، هذا ما ذكّرت به القناة 12 التابعة للكيان الصهيوني لقادة هذا النظام قبل وقت قصير من بدء حرب واسعة النطاق في جنوب لبنان. البيان الذي وعد به السيد حسن نصر الله، وذكر أن إسرائيل ستدفع ثمن تجاوز الخطوط الحمراء في لبنان، والشواهد الميدانية في الأيام الماضية كانت في طريقها لإثبات ذلك. وبعد قليل من انفجار أجهزة النداء والاتصالات اللاسلكية في جنوب لبنان، هاجم حزب الله أجزاء مختلفة من المناطق المحتلة من حيفا إلى الجليل بعشرات الصواريخ. وقد أصبح هذا الهجوم ذا أهمية خاصة لأن النظام الصهيوني وبعض المحللين المقربين منه زعموا أنهم بتفجير أجهزة النداء وبعض الأجهزة الإلكترونية الأخرى في جنوب لبنان، وجهوا ضربة قاصمة لحزب الله اللبناني، لن يكون من السهل التعافي منها. أظهر استهداف ثلاث نقاط حساسة في شمال الأراضي المحتلة أن إسرائيل ستواجه صعوبة مع حزب الله.

الهجوم على ميناء حيفا باعتباره أحد أهم المناطق الاقتصادية لإسرائيل وثاني أكبر مدينة في الأراضي المحتلة، وإطلاق الصواريخ على مطار "رمات ديفيد" العسكري باعتباره مركز العمليات الجوية في شمال الأراضي المحتلة وأخيراً المقرّات العسكرية لـ "شركة رافائيل" كمصدر للمصنع الرئيسي للأسلحة الإسرائيلية كانت ثلاثة أهداف اختارها حزب الله بحكمة، وعلى الرغم من أن وسائل الإعلام داخل الكيان  نقلت ذلك، إلا أنها أظهرت أنه، على عكس ادعاء إسرائيل بأن جريمة البيجر لا يمكن أن تهدد وتضر بطبيعة وأساس حزب الله اللبناني.

وقبل هذه التصرفات، أكد السيد حسن نصر الله، الأمين العام للحركة، وهو يتقبل خطورة الأضرار التي لحقت بمنظومة الاتصالات التابعة لحزب الله، على مواصلة المسار الذي اختاره الحزب. وهذا التحدي الذي يمثله حزب الله قد حرم الصهاينة الذين يعيشون في الأجزاء الشمالية من الأراضي المحتلة من النوم، في هذا السياق يقول الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله إن الحرب مع الصهاينة دخلت مرحلة جديدة تسمى معركة الحساب المفتوح. وفي صياغة هذا النوع من المعارك يمكن القول إنه ليس هناك زمان ومكان وأداة وطريقة وحدود محددة لها، وسيظهر حزب الله في مختلف المجالات من أجل الدفاع عن لبنان والانتقام للاغتيالات الأخيرة.

ومن ناحية أخرى، يبدو أنه وفقاً لتصريحات مسؤولي الحكومة اللبنانية بعد الغزو الإسرائيلي لهذا البلد، فإن حزب الله قادر على الوقوف في وجه كيان الاحتلال بثقة أكبر. حيث اعتبر رئيس وزراء لبنان نجيب ميقاتي، أن الهجمات الطويلة الأمد التي يشنها الكيان الصهيوني على هذا البلد هي حرب إبادة جماعية بكل معنى الكلمة.

*سيظل الشمال في أيدي الجنوب إلى الأبد

والهدف من موجة الإرهاب الجديدة وغير المسبوقة التي يمارسها الصهاينة في لبنان هو فصل الجبهة الشمالية عن جبهة غزة ومحاولة إسرائيل التوصل إلى اتفاق لإعادة المستوطنين إلى المستوطنات الشمالية. وهو هدف باء بالفشل بسبب استمرار هجمات حزب الله الصاروخية والمسيرة على الجبهة الشمالية بل وتزايدها. لكن هذا هو العرض، ووراء كل صراعات نتنياهو هناك قلق عميق من نهاية الحرب وبدء محاكمته داخل الأراضي المحتلة. والحقيقة هي أنه حتى في ظل الافتراض المستحيل، إذا عاد المستوطنون الصهاينة إلى المستوطنات الشمالية، فلن يكون هناك تغيير في مصير بيبي، وهذا هو همه الأكبر. وهي حقيقة ذكرتها أيضًا صحيفة الغارديان الإنجليزية وكتبتها في الأيام الأخيرة؛ وأضاف: "طاقة الحرب في غزة انتهت ولم يعد هناك أي غرض للعملية في هذه المنطقة، وهذا يعني وقف الحرب واستياء المتشددين في حكومة نتنياهو". لكن مشاكل نتنياهو تتجاوز طلب اليمين المتطرف، وقد نشأت جبهة كبيرة ضده في الداخل.

رغم كل ذلك، فإن استمرار الحرب وجرها إلى دولة أخرى لا يمكن أن يحل العقدة العمياء لمستنقع الحرب الذي يواجه حكومة نتنياهو. وفي مجال هذه الحرب، تظهر العمليات التي نفذها حزب الله ضد إسرائيل في الأيام الماضية، أن هذه الهجمات سواء من حيث الأسلحة المستخدمة، من الصواريخ بعيدة المدى إلى الطائرات بدون طيار، أو من حيث جغرافية العمليات ومدى تأثيرها. العدد في يوم واحد لا يمكن مقارنته بما حدث قبل سنوات قليلة، ولأول مرة زاد حزب الله نطاق هجماته إلى 60 كيلومترا داخل الأراضي، فإذا تمكن حزب الله من هزيمة إسرائيل في الفترة من 12 يوليو إلى 14 أغسطس، 2006 بتسهيلات أقل بكثير مما هو عليه اليوم، في سبتمبر 2024 سيخرج بالتأكيد نتنياهو من حدود لبنان بهزائم أثقل. لقد أثبتت سجلات الصراعات العديدة بين حزب الله والكيان الصهيوني أن جنوب لبنان لا يمكن أن يكون أبداً مكاناً مناسباً للشماليين الصهاينة.


نورنيوز
الكلمات الدالة
حزب اللهتل أبیبالحسابات
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك

X
آگهی تبلیغاتی