معرف الأخبار : 185773
تاريخ الإفراج : 8/20/2024 3:38:29 PM
جابري أنصاري: رد إيران على إسرائيل سيكون معقدًا ولكن حاسمًا

في حوار له مع نور نيوز

جابري أنصاري: رد إيران على إسرائيل سيكون معقدًا ولكن حاسمًا

قال مساعد وزارة الخارجية في الشؤون العربية والأفريقية، حسين جابري انصاري: إن رد إيران على اغتيال إسرائيل لرئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران سيكون معقدًا ولكن حاسمًا.

وصرح جابري أنصاري في حوار له مع موقع "نور نيوز": "ان "اسرائيل" لم تكن "إسرائيل" يوماً، ومنذ تاسيسها وحتى الآن الكيان الصهيوني يعني القوى الدولية. وحتى في عصر القطبية العالمية والفضاء الأيديولوجي للشرق والغرب، كان هناك نوع من الإجماع العالمي أو شبه الإجماع على الحفاظ على "إسرائيل" وديمومة هذا الكيان. ولذلك فإن القضايا المتعلقة بإسرائيل هي قضايا ذات أبعاد دولية واسعة ولا تتعلق بهذا النظام فقط".

وأشار جابري انصاري الى اغتيال رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس الشهيد اسماعيل هنية، على يد الكيان الصهيوني، قائلا: "إن اغتيال الشهيد هنية لم يكن حدثًا حربيًا مفتوحًا ومباشرًا، بل كان عملية أمنية معقدة ومتعددة الطبقات وسرية من النوع الإرهابي".

وأضاف هذا المسؤول الايراني السابق أن نوع وتوقيت رد طهران على الكيان الصهيوني يعتمد على مدى ملاءمة الوقت وتقييم الموقف، مؤكدا ان هذا الردّ سيكون معقدا ولكن حاسما.

وحول خيارات الرد ووزنها واعتماد استراتيجية متعددة الأبعاد، أضاف أنصاري: الكيان الصهيوني يعتبر كياناً لديه سلاح نووي في العالم وذلك منذ عقود، ورغم أنها يتبع سياسة غامضة ولم يعلن رسميا عن أسلحتها النووية، إلا أن العالم كله يعرف أن تل أبيب تمتلك أسلحة نووية. لذلك، نحن نتحدث عن صراع مباشر مع كيان يحظى بدعم دولي من القوى (تحديداً الولايات المتحدة الأمريكية) وأوروبا وحتى قوى عالمية أخرى إلى حد ما، وعليه، فإن الصراع مع مثل هذا الكيان له حساسياته وقضاياه.

وقال: من ناحية أخرى، نحن في وضع بعد مرور 10 أشهر على حرب غزة، وبحسب العديد من المحللين والخبراء في القضايا الفلسطينية، فإن "إسرائيل" غارقة في مستنقع هذه المعركة. يعني أنه رغم الدمار والقتل الكبير، إلا أنها غير قادرة على إنهاء عدوانها. ولم يتم تحقيق أي من الأهداف الثلاثية التي حددها الكيان الصهيوني علناً تقريباً، سواء كلياً أو جزئياً. لذا فإن الأبعاد الفلسطينية- الإسرائيلية، وحرب غزة، والأبعاد الإقليمية والدولية، فضلاً عن التشابكات القائمة على المستوى الإقليمي، هي جزء من معادلة الردّ.

*أبعاد خاصة للردّ

وأردف: في المقابل، شهدت المناقشات المتعلقة بالردع بين إيران والكيان الصهيوني تغيرات منذ 7 أكتوبر وعملية طوفان الأقصى، وزاد من تعقيد هذا الوضع اغتيال الشهيد إسماعيل هنية، إن ما حدث في طهران ليس حدثاً حربياً مفتوحاً ومباشراً، بل هو عملية أمنية معقدة ومتعددة الطبقات ومخفية من النوع الإرهابي، الذي كان سمة الهياكل الإرهابية الإسرائيلية في العقود الماضية، ورغم أن الجميع يعلم ذلك بأن هذا العمل الارهابي نفّذه الصهاية، لكن تل أبيب تدعي أنها لم تنفّذه رسميا. لذلك، فإن نوع العملية له أبعاده الخاصة، وقد خلق مجموع هذه الأرضيات والظروف وضعًا استثنائيًا ومميزًا.

جابري+انصاري

وقال: من الطبيعي أن إيران لا تستطيع أن تكون متفرجة على هذا الحدث الكبير؛ على هذا المستوى، تم اغتيال الضيف الرسمي للجمهورية الإسلامية في طهران على يد الكيان الصهيوني، ولا شك في ذلك، فالردّ لا مفر منه، لكن كيف وعلى أي مستوى وبأي شكل يتم هذا الردّ يتطلّب الصبر. وسواء كان ردّ طهران مباشرا أو غير مباشر أو مزيجا من الرد المباشر وغير المباشر، قريبا أو عن بعد، فكل ذلك يعتمد على النفعية ودراسة الوضع، والعقل الاستراتيجي الإيراني هو الذي سيتخذ القرار الأفضل. ولا شك أنه سيتم تقديم رد صارم، ويكون توقيت ونوعية الردّ حسب الجدوى والمنفعة.

وحول رأيه بشأن التنبؤ بتفاصيل ووقت ونوع الردّ، قال جابري أنصاري: أفضل ألا يكون لدي توقعات شخصية في هذا المجال لأن هذا التعقيد والغموض في وقت ونوع العملية هو جزء من إدارة الأزمات، وقال: إن ما أفهمه من عملية التطورات والقرارات في إيران هو أن هذا الإجراء يعد انتهاكًا صارخا للسيادة الوطنية ووحدة أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وإضرارًا بالصورة والهيبة الوطنية، واغتيال ضيف رفيع المستوى في أهم حفل رسمي واحتفالي للجمهورية الإسلامية، في حفل مراسم تنصيب رئيس الجمهورية في طهران لا يمكن أن يبقى دون ردّ. ولأسباب استراتيجية كثيرة، يمكن أن يكون هذا الرد ردا عسكريا أو ردا أمنيا خاصا أو ردودا سياسية وقانونية ودولية أو مزيجا منها معا، مباشرة من إيران أو من خارج إيران أو مزيجا من الاثنين، وأي واحد من هذه سيحدث وهو سيخضع لدراسة متأنية لمجموعة الشروط والاختيارات.

*تدمير غزة لا يعني النصر العسكري

وعن محاولات العدو الصهيوني ونتنياهو نفسه فتح أبواب جديدة بسبب فشل أهداف العدوان على غزة الذي ما يزال مستمراً منذ 10 أشهر، قال جابري أنصاري: طبيعة مثل هذه التصرفات والمواجهات الاستراتيجية هي أنها تستغرق وقتا أي أن نتائجها لا تحدث في الوقت الحالي لا بالمعنى الإيجابي ولا بالمعنى السلبي لا من جانب إيران ولا من جانب الكيان. جوهر مثل هذه الأعمال هو التأثيرات التدريجية. ولذلك، ينبغي أن ينظر إلى هذا الحدث في إطار زمني. الصورة الأولى هي أن "إسرائيل" تتطلّع إلى فتح أبواب جديدة بسبب الجمود العسكري في غزة من أجل دفع مجموعة من استراتيجياتها نسبياً وفتح هذا الجمود العسكري.

وقال: الحقيقة هي أن تدمير غزة لا يعني النصر العسكري وتحقيق الأهداف. كان لإسرائيل بعض الأهداف المعلنة وبعض الأهداف الخفية في حرب غزة. وانطلاقاً من استراتيجية الكيان الصهيوني البعيدة المدى، يمكن تقديم صورة واقعية لهذه الأهداف الخفية. وكان أحد هذه الأهداف خلق حالة من القتل والإرهاب من أجل تكرار تجربة الحربين العربيتين الإسرائيليتين الأولى والثالثة، بمعنى أنه في أجواء الحرب والصراع والقتل، يترك عدد لا بأس به من الفلسطينيين وطنهم وأرضهم. وقبل حرب غزة كان يعيش في هذا القطاع 2,230,000 فلسطيني، وحالياً استشهد منهم 40,000، جُلّهم من الأطفال والنساء. ويأتي هذا الإجراء منسجما مع الأهداف المُبطّنة والإستراتيجية التاريخية للكيان الصهيوني بتنفيذ المجزرة بطريقة تؤدي إلى هروب الفلسطينيين إلى صحراء سيناء والحدود مع مصر وإجلاء السكان.

وقال: قضية السكان الفلسطينيين هي إحدى أزمات العدو الصهيوني، وإذا تمكنت من تقليص عدد سكان غزة، فإنها ستحقق أحد أهدافها طويلة المدى. وفي هذا الصدد، أطلقت تل أبيب العنان لمجزرة واسعة النطاق وقصف موسع وكمية كبيرة من النيران على غزة، والتي كانت فريدة من نوعها في التاريخ، بل وأوسع من الحروب العالمية. إن الدمار في غزة أكبر من دمار الحرب العالمية بسبب أبعاد المناطق المعنية، والإجراءات المتخذة في هذا النطاق الصغير البالغ 364 كيلومترا مربعا هي تكثيف لتلك العمليات. لكن بعد مرور 10 أشهر على الحرب، ورغم أن الفلسطينيين انتقلوا من الشمال إلى الوسط والجنوب وتعرضوا للتهجير، إلا أن العالم لم يشهد تدفق السكان الفلسطينيين نحو المحطات الحدودية للخروج. والسبب في ذلك هو أن الإنسان الفلسطيني لديه خبرة ويعرف أنه إذا غادر سيخسر أرضه وبيته، ولذلك يفضل البقاء في بيته وأرضه ويصبح شهيداً ويقبل التشرد في الوطن، ولكن لا النزوح من الوطن .


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك